مرت الأيام سريعا.. وتساقطت الأوراق تباعا.. ورحل عام بكل أفراحه وأتراحه.. وجاء عام آخر جديد يحمل بين طياته الكثير من الأحداث والمفارقات.. ولكن قبل ان يلقي2011 بأنفاسه الأخيرة.. لابد من قراءة متأنية لما بين السطور في أوراقه. فقد كان مختلطا بالشهد والدموع.. سطعت خلاله نجوم واختفت أخري.. ارتفعت أسهم منتخبات.. ودخلت أخري في طي النسيان.. تساقطت الدموع الساخنة بعضها للفرحة, والاخري للألم من الخسارة.. وهو ما سنتابعه بالتفصيل خلال السطور التالية علي مستوي كافة اللعبات سواء الجماعية أو الفردية. الساحرة المستديرة أو كرة القدم كان لها نصيب الأسد كما هي العادة في أحداث العام المنقضي.. وبالطبع القارة السمراء فرضت وجودها علي الخريطة سواء من خلال تصفيات الأمم الأفريقية المؤهلة لنهائيات2012 او بطولة تحت23 سنة التي حددت ملامح الفرق الصاعدة لاوليمبياد لندن..2012 بالإضافة إلي بطولتي الأندية سواء بطال الدوري او كاس الاتحاد الأفريقي. خروج الفراعنة أو المنتخب المصري من تصفيات كاس الأمم التي حمل لقبها علي مدار البطولات الثلاث الماضية.. كان ابرز الاحدث التي فرضت نفسها علي وسائل الأعلام العالمية.. فتحت عنوان2011.. مفاجآت.. ومجادلات.. وأموال.. أشارت بي بي بي سي إلي أن إخفاق المصريين يأتي في مقدمة الأحداث التي هزت القارة السمراء في العام الراحل ليس فقط لأنهم أبطالها ثلاث مرات متتالية وأصحاب الرقم القياسي في الفوز بها.. ولكن أيضا لان المجموعة التي كان يلعب بها الفريق كانت ضعيفة نسبيا في ظل وجود النيجر احدي مفاجآت التصفيات وسيراليون.. وان هذا الخروج بالإضافة إلي إخفاق جنوب أفريقيا التي كانت تلعب في نفس المجموعة يمثل نقطة تغيير في ملامح الخريطة الإفريقية.. خاصة بعد ظهور قوي أخري جديدة مثل بتسوانا التي تظهر في المونديال الأسمر للمرة الأولي ومعها بالطبع النيجر. وكان من توابع هذا الإخفاق الاستغناء عن حسن شحاتة وجهازه الفني وإسناد المهمة للأمريكي بوب برادلي في أول ظهور لمدرب من بلاد العام سام علي الساحة المصرية. في نفس الوقت فان انجاز المنتخب الاوليمبي وصعوده إلي دورة لندن كان نقطة مضيئة في أحداث العام خاصة انه تحقق بعد غياب عشرين عاما.. وذلك بعد احتلاله المركز الثالث في التصفيات التي استضافتها المغرب وفازت بها الجابون في مفاجأة أخري أيضا علي الساحة.. حيث أنها بناء علي ذلك نالت شرف الظهور في الاوليمبياد للمرة الأولي في تاريخها.. وعلي مستوي الأندية فان الأهلي أخفق في التخلص من فشل الموسم الماضي عندما خرج أمام الترجي.. حيث تمكن الأخير من حصد اللقب الأفريقي والتأهل لكأس العالم للأندية ولكنه لم يقدم الصورة المتوقعة بعد حصوله علي المركز السادس.. في حين نجح السد القطري في تكرار انجاز بطل مصر بالحصول علي المركز الثالث بعد كل من برشلونة الاسباني وسانتوس البرازيلي. وتصدر النجم الكاميروني صامويل ايتو المشهد الأفريقي في بداية العام وأيضا نهايته.. الأول برحيله من انترناسيونالي الايطالي إلي فريق روسي مقابل راتب هو الاعلي بين اللاعبين.. والثاني بتعرضه للإيقاف15 مباراة دولية بعد تحريضه زملائه في المنتخب علي عدم السفر إلي الجزائر لأداء مباراة ودية مع فريقها قبل حصولهم علي مستحقاتهم المالية المتأخرة. وعلي صعيد الكرة الأوروبية.. فان برشلونة فرض هيمنته بلا منازع علي عرش الساحرة قاريا وعالميا.. ففي الأولي اطاح بمانشستر يونايتد الانجليزي في النهائي بثلاثة أهداف مقابل هدف بعد ان عزف اوركيسترا البارسا بقيادة الارجنتيني ليونيل ميسي مقطوعة غاية في الإبداع أمام بطل انجلترا.. ثم تكرر المشهد بالكربون في نهائي كاس العالم للأندية أمام سانتوس البرازيلي.. وكسب ميسي الرهان أمام البرازيلي الصاعد بسرعة الصاروخ نيمار في هذه المواجهة برباعية نظيفة. ولم يتخل برشلونة ومديره الفني جوسيب جوارديولا عن السيطرة المحلية.. فقد حصد الفريق لقب الليجا للموسم الثالث علي التوالي.. بالإضافة الي سوبر اسبانيا وأوروبا.. ورفع شعار هذا زمن البارسا حتي إشعار أخر.. في حين فاز بورتو البرتغالي بلقي الدوري الأوروبي( كأس الاتحاد الأوروبي سابقا) علي حساب مواطنه سبورتنج براجا. وعلي مستوي المنتخبات.. فان الماكينات الألمانية انتزعت للمرة الأولي منذ أربع سنوات قمة تصنيف الاتحاد الدولي( الفيفا) علي حساب الماتادور الاسباني بطل أوروبا والعالم.. وذلك بعد اكتساحه كافة مبارياته في تصفيات يورو2012.. وهو نفس انجاز نظيره الاسباني.. وان كانت مهمة الماكينات في نهائيات العام المقبل صعبة نظرا لان مجموعتهم تضم هولندا والبرتغال والدنمرك. وفي أمريكا الجنوبية.. كان لمنتخب أوروجواي اليد العليا في كوبا أمريكا فقد وصل الي منصة التتويج علي حساب الأرجنتين الدولة المضيفة والبرازيل وغيرهما من المنتخبات ذات العيار الثقيل في القارة.. بينما كان لأبناء الساموراي أو منتخب اليابان الكلمة المسموعة في كاس أسيا في بداية العام الحالي بحصولهم علي اللقب بجدارة.. ثم جاء منتخب السيدات ليضيف طفرة غير عادية للكرة اليابانية بفوزه بلقب المونديال. وبعيدا عن المستطيل الأخضر.. كانت الساحة الكروية علي موعد مع أحداث غاية في الإثارة وعلي رأسها الزلزال الذي هز إمبراطورية الاتحاد الدولي( الفيفا).. والفضائح التي لاحقت أعضائه ورئيسه سيب بلاتر.. وملابسات انسحاب القطري محمد بن همام من سباق الرئاسة ثم تجميد نشاطه بتهمة رشوة بعض الاتحادات علي خلفية مساندته ضد الثعلب السويسري. واستمرت البقع السوداء علي الثوب الوردي للساحرة المستديرة من خلال فضائح التلاعب في النتائج في عدد من الدوريات الأوربية المعروفة مثل ايطاليا وتركيا.. كما كان هناك مشاهد مؤسفة ضمن أوراق العام وفي مقدمتها انتحار المدير الفني لويلز جاري سبيد.. ومن قبلها محاولة حكم أخر ألماني الإقدام علي نفس الخطوة في إشارة واضحة للضغوط التي يتعرض لها العاملون في المجال الكروي.