تجرد أب من مشاعر الأبوة وفضل المال علي سعادة وأمان ابنته, حيث أجبر ابنته القاصر علي الزواج من رجل عمره ستون عاما ومتزوج ولديه أولاد مقابل مهر قيمته مائة وخمسون ألف جنيه, ولم تفلح توسلات الأم والابنة التي تبلغ التاسعة عشرة من عمرها لرفض هذه الزيجة من الرجل المسن. ولاشك أن ظاهرة زواج القاصرات من أثرياء عرب تعد من الكوارث الاجتماعية والأخلاقية التي تدمر الأسر, وقد انتشرت بصورة خطيرة ومرعبة, وقد جعل زواج القاصرات من مصر محطة ترانزيت للأثرياء العرب والخليجيين, وهذا الزواج السياحي والصيفي كما يطلق عليه أسبابه كثيرة ومتعددة, منها الفقر والظروف المعيشية الصعبة التي تدفع الآباء لتزويج بناتهم القصر من الأثرياء مقابل مبالغ مالية علاوة علي جهل الأسرة بالآثار السلبية الناجمة عن زواج ابنتهم القاصر, ناهيك عن الجهل والأمية وعدم الوعي والبطالة والهروب من التعليم وكثرة عدد الأبناء ورغبة الفتيات في مساعدة أسرهن اقتصاديا. وقد يعرض هذا الزواج القاصرات لخطر الإصابة بالعقم وتزايد فرصة تعرض أطفالهن حديثي الولادة للوفاة, علاوة علي مخاطر صحية كتسمم الحمل, وفقر الدم, وصعوبة الولادة, والإجهاض, والانتهاك البدني للفتاة. وأكدت دراسة حديثة ارتفاع نسبة الوفيات بين القاصرات نتيجة للحمل المبكر لعدم اكتمال الأجهزة التناسلية بالإضافة إلي تعثر الولادة, وإنجاب أطفال غير مكتملي النمو. ويتسبب هذا الزواج في ضياع حقوق الفتاة وسوء معاملتها, علاوة علي أن هناك بعض الأزواج يهربون أحيانا عندما تكون الفتاة حاملا مما يترتب عليه وجود مولود مجهول النسب, وهناك البعض يمنعون الفتاة من الحمل والإنجاب, وآخرون يجبرونها علي بعض الممارسات غير الأخلاقية مع الغير مقابل مبالغ مالية. والحقيقة أن الأب الذي يقوم بتزويج ابنته بتلك الطريقة لا يصلح أن يكون وليا لها, فهذا الزواج باطل ويعد استغلالا جنسيا للفتاة لأنه يفتقد المعني السوي للزواج ومقومات استمراره, وهو يلغي آدمية الفتاة ويجعلها تباع وتشتري ووعاء للامتاع فقط, وهذا النوع من الزواج باطل شرعا وقانونا. أيها السادة: احترموا المرأة وانظروا إلي فكرها وعقلها قبل أن تنظروا إلي جسدها. عادل زايد محام الإسكندرية