بحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارته للسعودية أمس تنسيق الدعم لمسلحي المعارضة السورية وسط مخاوف من أن يؤدي طول أمد الحرب الأهلية إلي تقوية المتطرفين. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس إن المملكة تعتبر أن تدخل إيران وجماعة حزب الله اللبنانية في الصراع الدائر في سوريا خطير وتري أنه ينبغي تقديم مساعدات عسكرية لمقاتلي المعارضة للدفاع عن أنفسهم. وأضاف الأمير سعود في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في جدة أن السعودية لا يمكنها السكوت عن التدخل الإيراني ودعا إلي قرار يحظر تدفق الأسلحة علي الحكومة السورية.و أوضح أن النظام السوري يمارس ابادة جماعية لشعبه بجميع الاسلحة والوسائل وكان كيري قد أعلن خلال مؤتمر لمجموعة أصدقاء سوريا في الدوحة السبت الماضي أن الولاياتالمتحدة وشركاءها سيعززون الدعم العسكري لمسلحي المعارضة السورية رغم انه لم يحدد الطبيعة الدقيقة للمساعدة. وقال كيري لشبكة سي بي أس نيوز من نيودلهي اذا لم تقم الولاياتالمتحدة بشيء ولم يفعل العالم شيئا, حينئذ ستصبح سوريا في وضع أسوأ مما هي فيه الآن.واعتبر كيري ان السيناريو الأسوأ في سوريا سيكون تفككا كاملا وتمكن متطرفين ومتشددين من الاستيلاء علي أسلحة كيميائية وأن تكون لهم حرية استخدامها كأساس لبدء تنفيذ عملياتهم مجددا ضد الغرب والولاياتالمتحدة. وشدد كيري علي ان الولاياتالمتحدة لا تسعي بالضرورة الي انتصار مسلحي المعارضة وانما تريد تصعيد الضغط علي الأسد الي أن يوافق علي مفاوضات سلام كما حددها مؤتمر جنيف السنة الماضية.وسيتوجه كيري بعد ذلك الي الكويت كما يزور لاحقا الاردن لبحث عملية السلام المجمدة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وفي جنيف, قال الأخضر الابراهيمي المبعوث الدولي الخاص الي سوريا أمس أن مؤتمر السلام لإنهاء الحرب الاهلية السورية لن يعقد في يوليو كما كان يأمل ودعا الولاياتالمتحدة وروسيا للعمل علي احتواء الصراع.وقال قبل ان يستهل جولة من المحادثات التمهيدية مع مسئولين أمريكيين وروس في جنيف بصراحة أشك في أن يعقد المؤتمر في يوليو. المعارضة ستعقد اجتماعها التالي في4-5 يوليو. ولذلك لا اعتقد انهم سيكونون جاهزين. وعلي الصعيد الميداني, تعرضت بعض الأحياء في شرق دمشق وشمالها وجنوبها لقصف من القوات النظامية, بينما تدور معارك عنيفة في بعض أحياء حلب في شمال البلاد, بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس يحاول الجيش استعادة السيطرة علي كامل احياء القابون وجوبر( شرق) وبرزة( شمال) والحجر الاسود واليرموك( جنوب), وهي أحياء توجد فيها جيوب لمقاتلي المعارضة وتشهد باستمرار اشتباكات.وقال الناشط انس الموجود في دمشق لوكالة فرانس برس عبر سكايب تخشي قوات النظام ان يدخل الثوار الي دمشق عبر القابون الذي هو المدخل الوحيد الي العاصمة من الجهة الشرقية.وأشار الي نقص كبير في الادوية والمواد الغذائية في القابون, والوضع الانساني سيء جدا. وتشكل معاقل المعارضة المسلحة في ريف دمشق امتدادا لهذه الاحياء.وشهدت مناطق عديدة في ريف دمشق معارك عنيفة وقصفا أمس. ومن جانبها, أعلنت الشبكة السورية لحقوق الانسان ارتفاع حصيلة قتلي أمس الأول برصاص قوات النظام السوري إلي69 شخصا, معظمهم في ريف دمشق من بينهم تسعة أطفال وخمس سيدات و24 من عناصر الجيش الحر.ذكرت ذلك قناة الجزيرة الفضائية أمس. وعلي صعيد آخر, بدأت القوات التركية في حفر خنادق بالمناطق الحساسة خلف الأسلاك الشائكة المنصوبة في محافظة اورفة المجاورة لسوريا ويصل عمق الخندق إلي مترين علي الأقل وذلك في محاولة للحد من عمليات التهريب. وذكرت صحيفة خبر توركط التركية أمس أن الوحدات العسكرية المرابطة علي الشريط الحدودي التركي-السوري تبذل جهودا كبيرة لوضع حد لعمليات التهريب والهجرة غير الشرعية من سوريا الي تركيا خاصة بعد استعار وتيرة الحرب الاهلية بالمدن السورية.وعززت تركيا من اعداد الدوريات العسكرية المكونة من خمسة أشخاص بالعربات المدرعة عليالحدود مع سوريا لرصد كافة التحركات الحدودية إضافة إلي استخدام كاميرات الرؤية الحرارية ليلا ونهارا.