ضمن شواغلي في متابعة الشأن المحلي الجاري, والذي بات مكتظا بتطورات تتعاقب في سرعة وعشوائية, اهتممت بالتدقيق في أداء الدكتورة باكينام الشرقاوي مساعد وزير الجمهورية منذ أن تولت هذا المنصب.. إذ اعتبر قضية التمكين( أقصد تمكين المرأة طبعا) واحدة من القضايا التي ارتبطت بها العمر بطوله, وضمنها بالقطع تولي النساء للمناصب العامة الرفيعة, ثم ان الرئيس كان قد وعد أثناء حملته الانتخابية بتعيين نائبة له, وأحسب أنه واجه بعض تضاغطات حول الأمر أفضت به الي الاكتفاء بأن تكون المرأة مساعدة وليست نائبة, وكانت باكينام هي التي قدمها في هذا المسار.. وكذلك فإن باكينام هي مساعد الرئيس( للشئون السياسية) يعني لم توكل اليها مهمة شرفية أو شكلية, ولكن أسند إليها العمل علي أخطر وأهم ملفات مساعدي الرئيس.. وأخيرا فإن باكينام هي واحدة من القلائل بين مساعدي الرئيس ومستشاريه الذين لم يستقيلوا ولم يقالوا, ومن ثم يمكن استخلاص أنها من المقتنعين علي نحو كامل بنهج مؤسسة الرئاسة, كما يمكن استنتاج أن الرئيس مطمئن تماما إليها وبالتالي أبقي عليها ودعمها.. ووجدت من متابعتي أن أخطاء باكينام تعددت بشكل متواتر, وأرجعتها باستمرار الي قلة الخبرة أو عدم وضوح التوجيه, حتي وان بلغت تلك الأخطاء حدودا كارثية مثل حكاية البث المباشر لجلسة الحوار الوطني حول سد النهضة, ولكن ذلك كله كوم, وما صرحت به مؤخرا عن أن تلقي الشعب جرعة ديمقراطية زائدة هو سبب الاضطرابات, كوما آخر, وأنا لم أسمع عن ديمقراطية الجرعات تلك في أي بلد سوي مصر, ثم من الذي فوض باكينام لتحدد للشعب المصري الجرعة التي يستحقها من الديمقراطية, وكيف يصدر هذا الكلام الفارغ من أستاذة علوم سياسية, وكيف تتجرأ باكينام علي المعارضة( التي تضم في بعض فصائلها أساتذة أساتذتها), مطالبة بإنقاص جرعة الديمقراطية التي تعاطوها, وعندي عشرات الأسئلة الأخري لولا أن صرفتني صورة كوميدية احتلت رأسي لمظاهرات شعبية تطالب بالديمقراطية أحاطت مكتب باكينام هاتفة:( إديني الحقنة بسرعة.. أرجوكي محتاجة الجرعة)!! لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع