قبل انطلاق تنسيق الجامعات 2025.. قائمة كليات المرحلة الأولى لطلاب علمي علوم    الثالث علمي بالثانوية الأزهرية: نجحت بدعوات أمي.. وطاعة الله سر التفوق    الخامسة في الثانوية الأزهرية: «عرفت النتيجة وأنا بصلي.. وحلمي كلية لغات وترجمة»    سعر الذهب في مصر اليوم الأحد 27-7-2025 مع بداية التعاملات    حماس: اعتراض السفينة «حنظلة» واختطاف ركّابها جريمة إرهاب وقرصنة    دبلوماسيون: مصر وقفت صامدة ضد تهجير أهالي غزة ولا أحد ينكر دورها    دقيق وسكر ومعلبات.. جيش الاحتلال يبدأ إسقاط مساعدات إنسانية على غزة (فيديو)    إصابة 11 شخصًا بحادث طعن في ولاية ميشيغان الأميركية    «تجاوزك مرفوض.. دي شخصيات محترمة».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على مصطفى يونس    الجنرال الصعيدي.. معلومات عن اللواء "أبو عمرة" مساعد وزير الداخلية للأمن العام    لطيفة تعليقًا على وفاة زياد الرحباني: «رحل الإبداع الرباني»    «حريات الصحفيين» تعلن دعمها للزميل طارق الشناوي.. وتؤكد: تصريحاته عن نقابة الموسيقيين نقدٌ مشروع    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    ما حكم شراء السيارة بالتقسيط عن طريق البنك؟    أمين الفتوى: الأفضل للمرأة تغطية القدم أثناء الصلاة    بعد فتوى الحشيش.. سعاد صالح: أتعرض لحرب قذرة.. والشجرة المثمرة تُقذف بالحجارة    أبرزها الاكتئاب وضعف المناعة.. 50 ضررًا على الصحة يسببها «الحشيش»    رغم تواجده بمعسكر تركيا، مهاجم بيراميدز يعود إلى سيراميكا    استشهاد 3 فلسطينيين وإصابات جراء قصف الاحتلال شقة سكنية في غزة    "الخارجية الفلسطينية": العجز الدولي عن معالجة المجاعة فى قطاع غزة غير مبرر    بدء المؤتمر الجماهيري لحزب "الجبهة الوطنية" في المنوفية استعدادًا لانتخابات الشيوخ 2025    عيار 21 بعد الانخفاض الكبير.. كم تسجل أسعار الذهب اليوم الأحد محليًا وعالميًا؟    "سنلتقي مجددًًا".. وسام أبوعلي يوجه رسالة مفاجئة لجمهور الأهلي    عكاظ: الرياض لم يتلق مخاطبات من الزمالك بشأن أوكو.. والمفاوضات تسير بشكل قانوني    نيجيريا يحقق ريمونتادا على المغرب ويخطف لقب كأس أمم أفريقيا للسيدات    وسام أبو علي يودع جماهير الأهلي برسالة مؤثرة: فخور أنني ارتديت قميص الأهلي    السرعة لإنقاذ حياته..آخر التطورات الصحية لحارس مرمى وادي دجلة    سعر المانجو والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 27 يوليو 2025    سم قاتل في بيت المزارع.. كيف تحافظ على سلامة أسرتك عند تخزين المبيدات والأسمدة؟    النيابة تعاين المنزل المنهار بأسيوط.. واستمرار البحث عن سيدة تحت الأنقاض    تسجل 46 درجة مع فرص أمطار.. بيان مهم يحذر من حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    خلال ساعات.. التعليم تبدأ في تلقي تظلمات الثانوية العامة 2025    مصرع شخصين وإصابة 2 آخرين في حادث تصادم دراجة بخارية وتوك توك بقنا    محافظ الدقهلية يتدخل لحل أزمة المياه بعرب شراويد: لن أسمح بأي تقصير    عطل مفاجئ في محطة جزيرة الذهب يتسبب بانقطاع الكهرباء عن مناطق بالجيزة    سعيد شيمي يكشف أسرار صداقته مع محمد خان: "التفاهم بينا كان في منتهى السهولة    تامر أمين يعلّق على عتاب تامر حسني ل الهضبة: «كلمة من عمرو ممكن تنهي القصة»    نقل الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم لمعهد ناصر ووزارتا الثقافة والصحة تتابعان حالته الصحية    "مستقبل وطن المنيا" ينظم 6 قوافل طبية مجانية ضخمة بمطاي.. صور    أعلى وأقل مجموع في مؤشرات تنسيق الأزهر 2025.. كليات الطب والهندسة والإعلام    قبل كتابة الرغبات.. كل ما تريد معرفته عن تخصصات هندسة القاهرة بنظام الساعات المعتمدة    مستشفى بركة السبع تجري جراحة طارئة لشاب أسفل القفص الصدري    خالد الجندي: من يُحلل الحشيش فقد غاب عنه الرشد العقلي والمخ الصحيح    ماكرون يشكر الرئيس السيسى على جهود مصر لحل الأزمة فى غزة والضفة الغربية    وزير الثقافة: نقل الكاتب صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر بالتنسيق الصحة    الأمم المتحدة: العام الماضي وفاة 39 ألف طفل في اليمن    وفاة وإصابة 3 أشخاص إثر انقلاب سيارة ربع نقل داخل ترعة بقنا    بسبب ماس كهربائي.. السيطرة على حريق بمنزل في البلينا بسوهاج    القاهرة وداكار على خط التنمية.. تعاون مصري سنغالي في الزراعة والاستثمار    عائلات الرهائن الإسرائيليين تطالب ترامب بالتدخل لإطلاق سراحهم من غزة    جامعة الجلالة تُطلق برنامج "التكنولوجيا المالية" بكلية العلوم الإدارية    البنك الأهلي يعلن رحيل نجمه إلى الزمالك.. وحقيقة انتقال أسامة فيصل ل الأهلي    «لايم» للتمويل الاستهلاكي تعتزم ضخ أكثر من مليار جنيه حتى نهاية 2026    سيدة تسبح في مياه الصرف الصحي دون أن تدري: وثقت تجربتها «وسط الرغوة» حتى فاجأتها التعليقات (فيديو)    5 أبراج «يتسمون بالجشع»: مثابرون لا يرضون بالقليل ويحبون الشعور بمتعة الانتصار    عاجل- 45 حالة شلل رخو حاد في غزة خلال شهرين فقط    حلمي النمنم: جماعة الإخوان استخدمت القضية الفلسطينية لخدمة أهدافها    تقديم 80.5 ألف خدمة طبية وعلاجية خلال حملة "100 يوم صحة" بالإسماعيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إقرأ في «نيويورك تايمز»: الطريق الأسود إلى البيت الأبيض!
نشر في التحرير يوم 26 - 08 - 2012


الطريق الأسود إلى البيت الأبيض!
تشارلز بلو
ترجمة: محمود حسام
أموال غير معروفة المصدر، قمع للناخبين، مواقف متبدّلة، تفاصيل غامضة، حالة من اللامبالة على نطاق واسع.. إذا كانت ثمة خريطة لفوز الثنائى ميت رومنى وبول رايان فى نوفمبر، فهى كل هذه الأشياء المنفّرة مجتمعة. ومثلما أفادت جريدة «نيويورك تايمز» هذا الأسبوع، قام بول رايان بجولة يوم الثلاثاء ليقبل يد شيلدون أديلسون، الملياردير، إمبراطور الكازينوهات، الذى تعهّد بإنفاق ما يقرب من 100 مليون دولار لهزيمة الرئيس أوباما، وبالطبع لم يسمح لأى صحفى بحضور هذا اللقاء.
ومثلما تقول افتتاحية «لوس أنجلوس تايمز» يوم الجمعة:
«العام الماضى، أعلنت شركة أديلسون، لاس فيجاس ساندز كوربوريشن، أنها تخضع لتحقيق من جانب وزارة العدل ومفوضية الأوراق المالية والمبادلات الأمريكية بسبب تجاوزات محتملة لقانون ممارسات الفساد الخارجية، وتحديدا بأنها قدمت رشوة إلى مسؤولين صينيين للمساعدة فى توسيع إمبراطورية الكازينوهات الخاصة بالشركة فى ماكاو. وفى وقت لاحق انضم مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بى آى) إلى التحقيق، حتى المنظمين الصينيين نظروا بعين الريبة إلى سلوك الشركة، وقاموا بتغريمها 1.6 مليون دولار لانتهاكها قواعد التبادل الأجنبية، حسبما أفادت (التايمز) يوم الإثنين».
هناك قول سمعته يتردد بشكل متزايد فى لويزيانا، وهو أن «المال السيئ لا ينفق بشكل صحيح».
يوم الأربعاء، رفض قاض جمهورى فى بنسيلفينيا، منع قانون لتحديد هوية الناخبين، يدعمه الجمهوريون، وهو قانون مقيد بدرجة سخيفة، منع تفعيله فى الولاية، وهى من بين الولايات المتأرجحة المهمة فى السباق الانتخابى. يا لها من مفاجأة.
وما زاد الطين بلة، حسبما أفادت جريدة «ذا فيلاديلفيا» يوم الجمعة، «فى نفس اليوم الذى أفسح فيه قاض الطريق إلى تفعيل قانون تحديد هوية الناخبين، تراجعت إدارة كوربيت (كوربيت هو توم كوربيت حاكم ولاية بنسيلفينيا الجمهورى) عن خطط للسماح للناخبين للتقدم عبر الإنترنت للحصول على بطاقات الاقتراع الغيابى للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات نوفمبر والتسجيل عبر الإنترنت للإدلاء بأصواتهم».
فى يونيو، كشف النائب مايك تورزاى زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس نواب بنسيلفينيا، الستار عن الغرض من وراء التغييرات فى إجراءات الانتخابات فى الولاية عندما أوضح قائلا «بطاقة الهوية الانتخابية التى ستمنح الحاكم رومنى الفوز بالولاية أصبحت جاهزة».
هل تشعر الآن بالغضب؟ حسنًا، انتظر، فهناك المزيد. ومثلما هو موثّق جيدًا، فقد تحول ميت رومنى عن كثير من مواقفه التى تبنّاها فى السابق: الإجهاض، والضرائب، والأسلحة. والآن، فإن الشخص الذى وقع اختياره لمنصب نائب الرئيس، وهو بول رايان، يسير الآن على نفس الدرب.
يوم الثلاثاء، مثلما أوضحت مدونة «ثينك بروجرس» Think Progress، تبنى رايان موقف أوباما من استغلال الصين العملة وسرقتها للملكية الفكرية، بقوله «ميت رومنى وأنا سوف نقوم بحملة على الغش الصينى وسنعمل على ضمان أن تميل التجارة لصالح أمريكا».
ومع هذا، فمثلما أفادت مؤسسة «توكينج بوينتس ميمو» Talking Points Memo الصحفية، فإن «رايان عارض باستمرار إجراءات التضييق على ممارسات الصين الخاصة باستغلال العملة، التى تجعل أرض الميدان تميل فى غير مصلحة العمالة الأمريكية».
ليس هذا كل شىء، فصحيفة «بوسطن جلوب» أفادت يوم الثلاثاء أنه «فى 2009، بينما كان النائب بول رايان يشجب حزمة الحفز المالى التى قدمها الرئيس أوباما، وبلغت 787 مليار دولار، بوصفها إسرافًا فى الإنفاق وإهدارًا، فإنه كتب على الأقل 4 خطابات إلى وزير طاقة أوباما، يطالبه بأن تخصص ملايين الدولارات من الأموال المخصصة ضمن هذا البرنامج لصالح اثنتين من منظمات حماية البيئة فى ويسكونسن، وفق وثائق حصلت عليها (ذا جلوب)».
ومع هذا، فإن رايان أنكر هذه الحقيقة فى مقابلة مع محطة تليفزيونية فى سينسيناتى (ولاية أوهايو)، يوم الخميس، بقوله «لم أطالب بالحفز المالى أبدًا».
تراجع رايان عن هذا مؤخرًا، قال عن تلك الخطابات فى بيان «تلك الخطابات جرى التعامل معها على أنها طلبات للحصول على خدمات من جانب الدائرة الانتخابية، بنفس الطريقة التى يتم التعامل بها مع الأمور المتعلقة ببرامج الأمن الاجتماعى أو شؤون المحاربين القدماء». وتابع البيان «لهذا لم أتذكر الخطابات فى البداية، لكنه كان يجب أن يتم التعامل معها بطريقة مختلفة، وأنا أتحمل المسؤولية عن هذا». يا إلهى، ضعوا علامة على صدر الرجل بسبب نفاقه!
أما رومنى، فقد قاوم باستمرار، تحديدًا ما الذى سيقوم باقتطاعه من أجل الوصول إلى موازنة متوازنة كما وعد، وهو يواصل مقاومة الدعوات للكشف عن المزيد من عوائده الضريبية.
كتبت «التايمز» تقول إن «ميت رومنى قال يوم الخميس إنه لم يدفع ضرائب بقيمة أقل من 13% من دخله على مدار العقد الماضى»، لكن هل من المفترض بنا أن نصدق أنه يدفع ضرائب بهذا المعدل المرتفع؟ بالتأكيد لا! سيدى، اكشف عن بياناتك الضريبية، ولا تخبرنا.
يا أمريكا، هذه هى البطاقة الجمهورية، رغم أن معظم المراقبين السياسيين الأذكياء توقّعوا خسارة رومنى أصوات المجمع الانتخابى، فإن الرجل بعد خريطة الطريقة المثيرة للاشمئزاز الخاصة به، فى حالة تعادل افتراضية مع أوباما، فى استطلاعات الرأى الوطنية للناخبين.
يعود هذا فى جانب من الأمر إلى حالة اللامبالاة لدى الناخبين. أفادت صحيفة «يو إس إيه توداى» أن ال90 مليون أمريكى المرجح أن يصوتوا فى انتخابات نوفمبر، يفضلون أوباما على رومنى، بنسبة 2 إلى 1، لكن على وجه التحديد فإنهم لن يصوتوا له».
إذا كان هذا التضليل القذر الذى يمارس عن طريق المرشحين الجمهوريين لمنصب الرئيس ونائبه، لا يدفع البعض من هؤلاء الناخبين الذين من غير المرجح أن يدلوا بأصواتهم، إلى المشاركة فى الانتخابات، فأنا لا أعرف ما الذى يمكن أن يدفعهم للقيام بذلك!
إلى جوار رومنى.. بول ريان أستاذ وخبير «فن الممكن»
روس دوزات
ترجمة: فاطمة عبد الفتاح
فى الأسبوع الماضى أشرت فى عمودى على صفحة «محطات الحملة الانتخابية» (هى صفحة مخصصة لنشر كتابات المحللين السياسيين من كل أنحاء الولايات المتحدة حول كل ما يتعلق بانتخابات 2012) إلى ضرورة دراسة سجل بول ريان على مدار السنوات القليلة الماضية، وذلك فى إطار الوضع الذى وصل إليه حزبه بعد انتخابات 2008 -حيث كان يحتضر، تعرض للخداع، ومدمر ذاتيا- وعلينا أن نعترف بالآتى:
1- بالمجهود الذى قام به لدفع الجمهوريين فى اتجاه أكثر إيجابية.
2- أن عديدا من المشكلات المتعلقة بالميزانيات تعكس أوجه القصور فى حزبه لا فيه هو شخصيا.
إن عدم وجود بديل لمشروع «الرعاية الخاص بأوباما» فى الميزانية، على سبيل المثال، لا يعنى أن ريان لم يوفر هذا البديل. بل وفره بكل تأكيد؛ لذا فمع غياب الإصلاحات المتعلقة بالرعاية الاجتماعية ومع الخفض غير القابل للتصديق فى الإنفاق الذى يقود إليه هذا الغياب فإن خارطة الطريق الأصلية التى اقترحها ريان بشأن الضمان الاجتماعى تتعامل مع الموضوع بطريقة أكثر جدية ومعقولية، إلا أنه لم يستطع الحصول على الدعم الكافى من زملائه فى «الحزب».
ولكن هذه النقطة تمتد إلى ما هو أبعد من القضايا التى كنت قد طرحتها فى مقالى السابق. فعلى سبيل المثال، بعض منتقدى ريان -مثل ديفيد ستوكمان، وتيموثى نوح، وسكوت جالبو- يقولون إنه متردد وخائف جدا من تخفيض الرعاية الطبية للمستفيدين الحاليين، لئلا تسىء إلى الحزب الجمهورى. ولكن فى الواقع، فإن اقتراح تحسين الرعاية الصحية، الذى أعده ريان فى العام الماضى بالشراكة مع ريفلين أليس، وهى مسؤولة إدارة الميزانية فى عهد بيل كلينتون، يشمل «آلية لتقاسم التكاليف تبدأ فى عام 2013»، والتى من شأنها أن توفر نحو 110 مليارات دولار على مدار السنوات العشر المقبلة؛ لذا فإنه بالفعل وبالمستندات قام بدعم القيام بتخفيضات فورية للنفقات، إلا أنه فقط لم يقنع زملاءه فى الحزب الجمهورى بالانضمام إليه.
والشىء نفسه ينطبق على الانتقادات (العادلة تماما) للميزانية الخاصة بالرعاية الطبية للجمهوريين، والتى تعكس تزايدا فى الإنفاق قد يصل إلى مستويات من شأنها أن تعوق البرنامج الحالى غير الفعال أصلا، وهنا نجد أن ريان مرة أخرى، قد وضع خطة أكثر قبولا، فمقترح ريان-ريفلين، للرعاية الطبية ينمو بنفس معدل نمو نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى بالإضافة إلى 1%، وذلك ربما يكون أسرع من معدل نمو الدعم على التأمين الصحى فى مشروع الرعاية الصحية الخاص بأوباما «أوباما كير».
ونفس النمط يظهر فى قضايا أخرى أكثر غموضا، فعلى سبيل المثال، ينتقد ستوكمان ميزانية ريان نقدا عنيفا ويقول «نحن بحاجة إلى ضريبة قومية على المبيعات – ضريبة استهلاك، مثل ضريبة القيمة المضافة اللعينة ولكنها فعالة، ولكن السيد رومنى والسيد ريان لم يكن لديهما الذكاء والنباهة لدعم مثل هذا الإجراء».
ولكن فى الحقيقة، كان لدى ريان النباهة لدعم شىء مثل ذلك تماما، فخارطة الطريق الأصلية التى طرحها ريان تستبدل بضريبة الدخل الحالية على الشركات، ما يمكن وصفه بأنه «ضريبة استهلاك على الأعمال بقيمة 8.5% على السلع والخدمات»، والتى من المفترض أن تقوم تقريبا بنفس وظيفة ضريبة الاستهلاك التى يريدها ستوكمان، إلا أنه كما هو الحال مع مقترحات تحسين خدمات التأمين الاجتماعى، فقد تم التخلى عن هذه الفكرة خلال عملية تسويق مشروع الإصلاح للجمهوريين.
الآن يمكن للمرء أن ينظر إلى مجموعة مقترحات ريان سواء، التى أيدها أو دعمها مع آخرين، ويقول إنه يضيق الخناق على ميزانيته، فهو يعلم أنها غير مكتملة وغير كافية وغير قابلة للتصديق، إلا أنه على الرغم من ذلك استمر فى تبنيها بل ودفعها من خلال مجلس النواب على أى حال!، لكننى أعتقد أن هذه طريقة ساذجة لفهم كيف تعمل مشاريع إعداد السياسات.
لدى ريان كثير من الأفكار حول كيفية إصلاح القطاع العام فى أمريكا. وهو يعتقد أن دعم الرعاية الصحية (هو الأكثر أهمية بكل المقاييس، كما يتضح من عدد الاقتراحات التى تقدم بها أو شارك فى دعمها (فى خارطة الطريق الخاصة به، وفى مقترح «ريان-ريفلين» و«ريان- وإيدن»، ثم فى الميزانيات الخاصة بالمجلسين).
وقد استغل الفرصة التى وفرها حفل الشاى فى عام 2010 لإقناع الحزب الجمهورى بأكمله بتأييد خطته، وقد سوَّقها لهم -بمصداقية شديدة- باعتبارها حجر الزاوية فى أى جهد جدى لإبطاء النمو الحكومى الذى لا يرحم.
وبعد الانتهاء من العمل (بالغ الصعوبة) بالحصول على تأييد الجمهوريين على خطة يرى الكثير من الناس فى واشنطن العاصمة أنها تعتبر انتحارا سياسيا، فهل كان من المفترض حقا أن يتخلى عن الخطة دون تصويت لأنه لم يتمكن من الحصول على تأييدهم فى ما يتعلق بالأشياء الستة الأخرى الضرورية والبالغة الصعوبة حتى يمكن ضبط وتنظيم البيت المالى الأمريكى؟ خصوصا أن الميزانية محل التقييم والنقد لن تصبح قانونا على أى حال؟ خصوصا أن مجرد التصويت على الميزانية التى جعلت بالفعل التزامات أمريكا متماشية مع الإيرادات الضريبية، ورغم كون بعض افتراضاتها غير قابلة للتصديق، فإنها وفرت ميزة إضافية تتمثل فى تحرير الحزب الآخر من التزاماته وتوفر له الارتياح.
مرة أخرى، وكما ذكرت فى المقال، ليس مطلوبا من أحد أن يتفق مع ريان على أىٍّ من هذه السياسات التى يدافع هو عنها. (أنا أختلف معه بشدة حول عدد من النقاط). ولكن المحاولات المستمرة لتصويره على أنه غير جدى وجبان تضعه فى مستوى لم يصل إليه أى شخص فى السياسة الأمريكية، بما فى ذلك الرئيس أوباما.
ليس هناك أى نائب أمريكى أنشط من ريان فى طرح كثير من السياسات خلال السنوات القليلة الماضية. ولا يوجد جمهورى واحد -باستثناء توم كوبرون الذى سيتقاعد بعد انتهاء هذه الدورة- خاطر بتبنى كل هذا العدد من المواقف المثيرة للجدل خصوصا بشأن القضايا الصعبة.
إن منتقدى ريان «المثقفين» الليبراليين يرغبون فى التقليل من شأن هذه الحقائق، ويفضلون تصويره على أنه رجل «خفيف» بدلا من ذلك، ولكنهم فى الواقع ليسوا «مثقفين»، بينما هو صادق تماما.
فى الهند.. الحصانة البرلمانية فى حماية الأسلحة النارية!
سوتيك بيسواس
(ترجمة: سارة حسين)
لماذا يحتاج كثيرون جدا من نواب البرلمان الهندى إلى المسدسات؟ ولماذا تُباع المسدسات إلى أعضاء البرلمان المتهمين فى قضايا جنائية لا تزال معلقة ضدهم؟ لا أحد يعرف تماما، لكن رد الحكومة على أحد طلبات حرية الحصول على معلومات بخصوص ملكية المسدسات بين النواب كشف بعض الحقائق المذهلة:
تم بيع ما يزيد على 756 مسدسًا إلى نواب وشخصيات مهمة -عادة يكونون سياسيين- فى الهند فى الفترة ما بين 1987 و2012. اشترى ما يزيد على 82 نائبا مسدسات يجرى بيعها من قِبل الدولة فى الفترة ما بين 2001 و2012. ما يزيد على 18 من هؤلاء ال82 نائبا متهمون فى قضايا جنائية يُنتظر الحكم بحقهم فيها. تتضمن هذه الاتهامات: القتل ومحاولة القتل والخطف. أحد هؤلاء النواب -عتيق أحمد من ولاية أوتار براديش- متهم وحده ب44 قضية جنائية يُنتظر الحكم فيها.
هذه المسدسات التى تم استيراد معظمها، كانت قد تمت مصادرتها من قِبل الجمارك، ثم تم بيعها إلى النواب بسعر يقل كثيرا عن سعر السوق حتى قبل بضع سنوات فقط.
ما يثير الفضول، أن النواب هم فقط من يمكنهم شراء هذه الأسلحة المصادرة. أما المواطنون العاديون فلا يمكنهم ذلك حتى إذا كان لديهم تراخيص أسلحة نارية، وفقا لرابطة الإصلاحات الديمقراطية (منظمة رقابية فى الهند).
أثارت الرابطة عديدا من الأسئلة الهادفة، فى تقرير صحفى لها، من بينها: لماذا ينبغى بيع المسدسات للنواب فقط، على الرغم من أن معظمهم يتمتع بحراسة بوليسية على نفقة الدولة؟ لماذا يتم بيع المسدسات إلى النواب المتهمين فى «قضايا جنائية خطيرة»، وينتظرون حكما بحقهم فيها؟ لماذا لا يمكن للمواطنين العاديين شراء هذه المسدسات؟ هل تتعقب الحكومة ملكية هذه المسدسات للتحقق ما إذا كان يتم بيعها فى السوق السوداء؟ لم تجب الحكومة أو النواب حتى الآن.
الناشط أمبريش باندى، الذى كشف عن هذه المعلومات، يعتقد أن بيع المسدسات إلى النواب هو نتيجة ل«سياسية التوزيع المخصصة الغامضة التقديرية».
الديمقراطية فى الهند تواجه بالفعل تحديات خطيرة بسبب تجريم السياسة.
تقريبا ثلث النواب -158 من أصل 543، لأكون دقيقا- فى المجلس الأدنى يواجهون اتهامات جنائية فى ما يزيد على 500 قضية. ويواجه 74 منهم اتهامات خطيرة جدا، مثل القتل والخطف. والآن توصلنا إلى أن الحكومة تبيع المسدسات بحرية إلى كثيرين منهم.
ما الذى يحدث؟

أخطاء الأطباء سببها المبالغة فى العلاج
سنجاى جوبتا- 31 يوليو 2012
ترجمة: هشام عصام الدين
يرتكب الأطباء أخطاء قد تكون فنية، أو ناتجة عن سوء تقدير أو جهل، بل وأحيانا عن إهمال.
لكنه أيا كان السبب، ففى كل مرة يحدث فيها خطأ، يعانى المريض، وبذلك نكون فشلنا فى التمسك بقسم المهنة الأساسى: «لا تتسبب بأذى».
وصل عدد الأمريكيين الذين يموتون كل عام بسبب الأخطاء الطبية إلى 98000 شخص، وذلك وفقا لتقرير صادر عن عام 1999.
أما اليوم فيصعب الحصول على أرقام محددة، حيث إن الولايات لا تلتزم جميعها بنفس الإرشادات، وبالتالى لا تحظى كل الحالات بنفس الاهتمام الذى نالته حالة رورى ستانتون، الطفل ذو ال12 ربيعا الذى توفى إثر مضاعفات ناتجة من تلوث الجروح فى ربيع هذا العام بعد مغادرته أحد مستشفيات نيويورك.
ومع ذلك يمكن الحصول على تقدير معقول بأن الأخطاء الطبية تقتل اليوم ما يقرب من 200000 شخص سنويا، لتصبح بذلك أحد الأسباب الرئيسية للوفاة فى الولايات المتحدة. والسؤال هو: لماذا أصبح من الصعب إلى هذا الحد تجنب هذه الأخطاء؟
إليكم إحدى النظريات فى محاولة لإجابة السؤال:
من المسلَّم به أن الأطباء الأمريكيين يجرون عددا مهولا من الاختبارات والإجراءات الطبية أكثر بكثير مما يتم إجراؤه فى دول صناعية أخرى، وأكثر بكثير مما كنا نحن. منذ 1996 حنى وقتنا هذا تكاد تكون نسبة الزيارات الطبية التى ينتج عنها وصف خمسة أدوية على الأقل للمريض قد وصلت إلى ثلاثة أضعافها، وعدد عمليات التصوير بالرنين المغناطيسى قد وصلت إلى أربعة أضعاف.
تستند بالتأكيد العديد من هذه الإجراءات إلى حاجات مشروعة، ولكن العديد منها أيضا لا يستند إلى أى من هذه الحاجات.
فى دراسة حديثة أخرى أقر جراحو العظام بأن 24% من الاختبارات المطلوبة لم تكن ضرورية من الناحية الطبية، مما يشير إلى أن هذا الأسلوب فى العلاج الغرض منه حماية الأطباء والمستشفيات من إقامة دعوات قانونية محتملة ضدهم أكثر منه حماية المرضى.
وهنا تكمن المفارقة المذهلة: رغم أن تفادى الأخطاء هدف متأصل فى الطب الوقائى، فإن كل إجراء أو اختبار إضافى -مهما بلغت درجة الحذر به- يمثل احتمالا جديدا للخطأ.
فإجراء الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسى قد يؤدى إلى نتائج كاذبة وعمليات غير ضرورية، والتى قد تؤدى بدورها إلى خطورة المضاعفات كالعدوى والنزيف. وكلما وصفت أدوية أكثر للمرضى، كلما كانوا عرضة لجرعة زائدة بالخطأ أو للمعاناة من حساسية. حتى العمليات الروتينية مثل إزالة المرارة تتطلب التخدير، والتى يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
إذن ماذا نفعل لنكون أكثر أمانا؟ سؤال تناوله العديد من المفكرين.
وضع بيتر برونوفوست، من جامعة جون هوبكنز، قائمة مرجعية تهدف لتقليل العدوى المكتسبة من المستشفيات إلى ما يقرب من الصفر. لذا نجد أن هناك قواعد ضد إزعاج الممرضات فى أثناء قيامهم بإعطاء المرضى جرعات الدواء. وهناك برامج تحذر الأطباء من احتمالية تأثير الوصفات السلبية على المرضى، كما أن هناك سياسات مصممة لتمكين الممرضات من مواجهة الأطباء إذا رأوا أمرا غير سليم، حتى وإن كان من قِبل كبار الأطباء. بل إن الأهم على الإطلاق هو تذكر حدود قوتنا كأطباء، وإدراك أن كثرة الإجراءات أو الفحوص أو المزيد من العلاج ليس الأفضل بالضرورة.
رأيت كيف تم تناول هذا الموضوع من خلال اجتماع «معدلات المرض والوفيات»، وهو لقاء أسبوعى للأطباء وغير مسموح للجمهور بحضوره، بمثابة منتدى لمناقشة الأخطاء والمضاعفات والوفيات والحالات غير الاعتيادية، ويمكن اعتباره مؤتمرا لمراقبة الجودة، يقوم الأطباء من خلاله بمحاسبة بعضهم البعض والتعلم من أخطائهم. هذه الاجتماعات كانت هى الأكثر صراحة وثبوتا فى الذاكرة.
ولن أنسى أبدا عندما قام واحد من أكثر الأطباء موهبة لدينا بإجراء عملية فى الناحية الخطأ من مخ المريض، مسببا نزيفا داخليا له، حيث أدت حالة من العجلة إلى تعليق أحدهم شاشة الأشعة المقطعية بالمقلوب. ولحسن الحظ نجا المريض، بينما أدى الاضطراب بالطبيب إلى التقيؤ المتواصل.
بعد أن حكى الطبيب قصته خلال الاجتماع، طبق المستشفى بروتوكولا أطلق عليه «وقت مستقطع» Time out، لتنفيذه فى غرف العمليات، حيث يتوقف الأطباء لحظة لمراجعة موضع إجراء العملية، والتأكد من رقود المريض الصحيح على طاولة العمليات، وذلك لتجنب هذا النوع من الخطأ.
هنا يتعين على المستشفيات، ليس فقط رعاية أكثر للمرضى فى مجتمعنا واستيفاء أعلى المعايير فى رعايتهم، بل أيضا أخذ مسؤولية تدريب الأطباء على عاتقهم، خصوصا أن لكل طبيب خطأه الأول. وكل ما نستطيع فعله هو التعلم فى كل مرة يقع فيها الخطأ، والتقليل من فرصه المستقبلية. تعتبر المداومة على الاجتماعات لمناقشة هذه الأخطاء أقصر الطرق للوصول إلى الهدف، ويمكن لأى مؤسسة، سواء كانت خاصة أو عامة، الاستفادة من التجربة السابقة الإشارة إليها (اجتماعات معدلات المرض والوفيات).
وقد لا يكفى التوقف عن ممارسة الطب الدفاعى، ولكن عندما يطلب من الأطباء من قبل أقرانهم تبرير الفحوصات والإجراءات المتخذة للعلاج، فربما يكون ذلك تذكرة لهم بأن الأفضلية ليست بالضرورة للكثرة.
تقنية جديدة تستخدم DNA للاستدلال على آباء أطفال الشوارع
سوزان دالى
ترجمة: إبتهال فؤاد
غرناطة، إسبانيا، منذ أكثر من عقد مضى، شقت سيارات الأجرة طريقها عبر الأحياء المضطربة فى ليما، وبدأ د. خوسيه لورينتى، خبير فى علم البصمة الوراثية، التفكير لأول مرة فى محنة أطفال الشوارع.
فى بيرو (غرب أمريكا الجنوبية)، ذهب د.خوسيه للتشاور مع مسؤولى الشرطة حول كيفية التعرف على جثث بعض الإرهابيين، ولم تستطع الشرطة تقديم العون حينما سألهم عما يفعلونه لمساعدة هؤلاء الأطفال، فقد أخبرته بأنها قدمت القليل فى ما يتعلق بهذا الأمر. وأنه لم تكن هناك طريقة لمعرفة هويتهم، أو وسيلة لجمع شملهم مع أسرهم وأنهم كانوا يهربون فى كثير من الأحيان عندما كان يتم نقلهم إلى إحدى دور الأيتام، ولكن لم يكن لورينتيه راضيا عن تلك الإجابة.
احتل اسم خوسيه لورينتى عناوين الصحف فى جميع أنحاء العالم حينما ساعد فى التعرف على بقايا عظام (رفات) كريستوفر كولومبوس وسيمون بوليفار، والجثث التى عثر عليها فى مقابر جماعية فى شيلى وغيرها. ولكن على طول الطريق تمكن لورينتى من إقناع المسؤولين فى 16 بلدا، -بما فى ذلك جواتيمالا، المكسيك، بيرو، الإكوادور، البرازيل، نيبال، إندونيسيا، ماليزيا، الهند وتايلاند- للبدء فى إنشاء قواعد بيانات للحمض النووى الذى يمكنه تحديد هوية الأطفال المفقودين ولم شملهم مرة أخرى مع أسرهم.
الفكرة بسيطة للغاية، داخل عقل لورينتى، الذى يبلغ من العمر (51 عاما)، وعندما يكون لديك شبكة من بنوك المعلومات الوطنية التى تخزن الحمض النووى للوالدين الذين فقدوا أطفالهم، وبهذه الطريقة حينما يتم العثور على الأطفال، وحتى بعد مرور سنوات، يمكن مطابقتها. وهو أيضا يرى أن هذه البنوك تلعب دورا حاسما فى منع تبنى الأطفال المختطفين وفى تفكيك عصابات الاتجار بالأطفال.
يعتقد لورينتى أنه يجب أن يشمل التبنى بصورة دائمة الاختبارات الوراثية للتأكد من أن الوالدين الذين يهبون طفلهم للتبنى هم الوالدان الأصليان. وأن هناك 80% من أطفال الشوارع فى جميع أنحاء العالم لديهم عائلات ترغب فى استعادتهم بكل سرور إذا ما تمكنوا من العثور عليهم.
لقد كان لديه من يساعده، كما يقول خوسيه، عندما قرر متابعة فكرة بنوك معلومات الحمض النووى. فقد كان يعرف الكثير من الأشخاص وأمضى أكثر من عام فى المختبرات التابعة لمركز التدريب بمكتب التحقيقات الفيدرالى فى كوانتيكو، فيرجينيا، فى أوائل التسعينيات. وفى ذلك الوقت، ساعد على تطوير وسائل لمطابقة الحمض النووى عندما أتلفت العينات على نحو بالغ –على سبيل المثال، إذا جاءت العينة وبها دماء تعرضت للشمس لفترة طويلة.
يقول لورينتى إن هناك إثارة حقيقية فى العمل على تلك القضايا التى تحمل أسماء أشخاص معروفين مثل التعرف على رفات كولومبوس وبوليفار. ولكن من أكثر القضايا حميمية تلك التى تظل معه لوقت أطول. ويضيف، «عندما تتمكن من النظر إلى الأم وتقول لها، حسنا، لقد عثرنا على جثمان ابنك، فهذا الأمر، بالغ الأهمية».
نشأ لورينتى فى عائلة مليئة بالأطباء ولطالما أحب العلم. ولكن كان السؤال الذى يطرح نفسه وقتها هو.. أى نوع من الأطباء يمكن أن يكون. ثم، عندما كان طالبا بكلية الطب، اقترح أحد الأساتذة أن يقوم خوسيه بكتابة بحث عن تحليل الحمض النووى، ومن وقتها أصبح شغله الشاغل هذا المجال الذى برع فيه فى ما بعد.
يدير لورينتى فى مسقط رأسه إسبانيا مختبرين فى جامعة غرناطة، الوحيد الذى يركز بشكل خالص على البصمة الوراثية والوحيد الذى يركز أبحاث السرطان، وذلك باستخدام تقنيات مشابهة لعزل وتحليل خلايا الأورام السرطانية. وكذلك يسافر نحو 10 مرات فى السنة، فى محاولة منه لإقناع الآخرين لدعم فكرته أينما ذهب.
لا تثق بنصائح «جوجل» عن النوم الآمن لطفلك
هيلث داى
ترجمة: هند الغمرى
أشارت دراسة جديدة إلى ضرورة عدم اعتماد الآباء على محرك البحث عن المعلومات »جوجل»؛ بشأن النوم الآمن لأطفالهم.
جاء ذلك بناء على ما توصلت إليه الدراسة، التى كشفت أن عمليات البحث على المواقع الإلكترونية عادة ما تقدم نتائج مناقضة للتوصيات الحالية للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال التى تهدف إلى الحد من خطورة متلازمة وفاة الرضع المفاجئة والاختناق وغيرها من حالات الوفاة الناتجة عن الاختناق العرضى فى أثناء النوم.
وقال الباحثون إن هذا الأمر يثير القلق بشكل كبير، خصوصا أن 72 % من البالغين سبق وأشاروا إلى ثقتهم فى كل أو أغلب المعلومات الصحية التى يجدونها على الإنترنت.
وفى هذا الصدد، قالت د.راشيل مون، طبيبة الأطفال والباحثة فى متلازمة الوفاة المفاجئة للرضع بالمركز القومى الطبى للأطفال فى واشنطن، فى بيان صحفى: «من الضرورى أن يدرك مقدمو الرعاية الصحية مدى اعتماد الآباء على الإنترنت للحصول على معلومات حول النوم الآمن للطفل، ثم بناء على ذلك يتعاملون مع هذا التنبيه؛ بغض النظر عن مدى إمكانية الاعتماد على هذا المصدر».
لقد قامت مون وفريقها باستخدام «جوجل»، محرك البحث الأكثر رواجا فى الولايات المتحدة والعالم، لاختبار مدى دقة المعلومات الواردة عن النوم الآمن للطفل.
وتم إجراء عمليات البحث على «جوجل» مستخدمين 13 كلمة مفتاحية لوفاة الرضع الفجائية بناء على توصيات من الأكاديمية الامريكية لطب الأطفال، كما قام الباحثون بتحليل أول مئة نتيجة بحث عن كل كلمة ليصل إجمالى المواقع المبحوثة إلى 1300 موقع.
ووفقا لما كشفته الدراسة، تبين أن نحو 43.5 % من المواقع تحتوى على معلومات دقيقة، لكن ما يزيد على 28 % من نتائج البحث قدمت معلومات غير دقيقة ونفس النسبة أيضا من المواقع لم تقدم أى معلومات مفيدة بشأن النوم الآمن للأطفال.
بعد إقصاء المواقع غير ذات الصلة، وجد الباحثون أن نحو 61% من المواقع قدمت معلومات متفقة مع توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.
كانت كلمات البحث التى أدت إلى الوصول إلى معلومات دقيقة هى «تدخين الأطفال للسجائر» و«وضع نوم الطفل» و«السطح الذى ينام عليه الطفل»، بينما أدت كلمات أخرى مثل «لهاية الرضيع» و«رصد حركات الطفل فى المنزل» و«النوم مع الطفل» إلى نتائج غير دقيقة.
وأشار الباحثون إلى أن البحث على الإنترنت باستخدام هذه العبارات المفتاحية غالبا ما يوجه المستخدمين إلى مواقع شركات أو مجموعات المصالح الخاصة التى تستعرض منتجات ما ومواقع تعليمية لبيعها.
بعد تحليل المضمون المتاح، أوضح الباحثون أن المواقع الحكومية تمتاز بالدقة بنسبة 80 % بينما المواقع التابعة لمؤسسات جاءت نتائجها دقيقة بنسبة 73 %.
علاوة على ذلك، وجدت الدراسة أن المدونات التى تتاجر فى استعراض منتجات ما وكذلك مواقع الأفراد عادة ما تزود المستخدم بمعلومات غير دقيقة حول النوم الآمن للطفل حيث إن نسبة الدقة فى مضمون المدونات لا تزيد على 31%، فضلا عن ذلك فمقالات استعراض منتجات ما بهدف بيعها لا تتجاوز دقتها ال36% بينما 46 % من مواقع الأفراد قدمت معلومات صحيحة.
لذا ينصح مؤلفو الدراسة مقدمى الرعاية الصحية بتزويد المرضى والقائمين على رعايتهم بقائمة من المواقع المحدثة التى توضح بدقة توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال حول النوم الآمن للطفل.
لا تعتمد على التكنولوجيا وحدها.. لمساعدتك على عدم نسيان أطفالك
شيريل جينسين
ترجمة: سماح الخطيب
وجدت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطريق السريع فى دراسة أصدرتها يوم الإثنين أن الأجهزة التى بيعت للمستهلكين لتنبيههم أنهم قد نسوا طفلا فى مقعد السيارة لا يعتمد عليها بمفردها كإجراءات لمنع ضربة الشمس.
ووفقا للإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطريق السريع N.H.T.S.A، فإن ضربة الشمس هى السبب الرئيسى فى وفيات الأطفال تحت سن ال14 بداخل السيارات والتى لا علاقة لها بحوادث التحطم. فى المتوسط، يموت 38 طفلا بضربة شمس سنويا بسبب تركهم فى سيارات ساخنة من فرط الحرارة.
قامت إدارة السلامة تلك بتفويض مستشفى فيلادلفيا للأطفال لتقييم المنتجات بعد بيعها والتى يعتمد عليها فى تنبيه موظفى الرعاية الصحية بأن طفلا ما قد تم تركه فى مقعد سيارة.
عندما بدأ الباحثون هذه الدراسة فى أواخر 2011، قاموا بتحديد 11 منتجا مشابها فى السوق واختاروا ثلاثة أجهزة استخدمت التكنولوجيا لاستشعار وجود طفل فى مقعد سيارة.
وجدت الدراسة أن المنتجات «متناقضة ولا يعتمد عليها» بالطريقة التى عملت بها هذه الأجهزة كوسيلة مستقلة لمواجهة مشكلة وفيات الأطفال بضربة شمس.
قال الباحثون إن الصناع كانوا على علم بالنتائج، وكانوا يعملون فى بعض الحالات على إصدارات جديدة من منتجاتهم لمحاولة التغلب على القصور.
وكانت الإدارة تعزز حملة إعلامية لسلامة الطفل تحت عنوان «أين طفلك؟ تحقق قبل أن تغلق».
أشارت الإدارة إلى أنها قررت للمرة الأولى تقييم المنتجات التى بيعت لأصحاب السيارات بملف (PDF). ووضع منتَجا Suddenly Safe Pressure Pad وChildMinder Smart Pad جهاز استشعار تحت حزام أمان الطفل.
أما المنتج الثالث -وهو ChildMinder Smart Clip System- فحل محل طوق الصدر من حزام أمان الطفل.
قيم الباحثون كيفية أداء المنتجات فى ظروف مختلفة، لمعرفة ما قد يحدث إذا تم وضع أجهزة الاستشعار بشكل غير صحيح أو إذا انسكبت عليها سوائل كعصير التفاح تتسبب فى أن تتوقف الأنظمة فجأة، ولمعرفة ما إذا كانت المنتجات قد عملت بتدخل من الهاتف المحمول.
وكجزء من عملية التقييم، تمت تجربة هذه المنتجات على 8 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين حديثى الولادة إلى عمر عامين.
قام الباحثون بتقييم ما إذا كانت الأجهزة قد أخبرت موظفى الرعاية حين مشوا بعيدا عن السيارات وقاموا بقياس المسافات التى بدأت فيها أجهزة الإنذار بالعمل.
قالت كريستى بى. أربوجاست إحدى مؤلفى الدراسة: «أظهرت النتائج أنه لم يكن أى من الأجهزة الثلاثة التى جربناها يعتمد عليه بشكل كامل، وأنها كانت متسقة فى أدائها وقدرتها على اكتشاف وجود الأطفال. استلزمت الأجهزة جهدا كبيرا من الآباء والأمهات للتأكد من سهولة سير العملية، وغالبا كانت العملية غير متسقة».
وجد الباحثون أن بعض الأجهزة أطفئت أو أشعلت أو أصدرت رنينا فى أثناء رحلات التنقل المصطنعة، مما أدى إلى إثارة المخاوف بشأن استياء السائق أو إلهائه.
ديفيد إل. ستريكلاند -مدير إدارة السلامة- ذكر أن الأجهزة كانت معدة بشكل جيد، ولكن بالنظر إلى محدودية أدائها وتضاربها، «فإنها فى هذا الوقت ليست جاهزة، لأن تكون الإجراء الوقائى الوحيد» للتأكد من أن الآباء والأمهات لا يتركون أطفالهم خلفهم فى سيارة حرارتها عالية.
وأضاف قائلا أنه إذا أراد الآباء استخدام هذه الأجهزة، فلا بد أن تكون جزءا واحدا فحسب من روتينهم. وحثت الإدارة الآباء على أخذ احتياطات عديدة، بما فيها وضع هاتف محمول أو حقيبة أو حافظة فى المقعد الخلفى كتذكير لهم بأن هناك طفلا فى السيارة.
من أجل صحتك القلبية.. ابتسم للحياة
هيلث داى
ترجمة: إبتهال فؤاد
هل تعانى من الضغوط؟ حول تلك النظرة العابسة رأسا على عقب وقد تشعر بأنك أفضل حالا، كان هذا ما أكدته إحدى الدراسات الحديثة. حيث قام بعض الباحثين فى جامعة «كنساس» بتعريض الطلاب الجامعيين لبعض المهام التى تحفز القلق، ووجدوا أن هؤلاء الذين ابتسموا خلال أداء هذه المهام كان لديهم شعور أقل بالضغط والإجهاد.
وقالت تارا كرافت، إحدى مؤلفى الدراسة، «أشارت الأقوال المأثورة القديمة، مثل: الصبر على المكروه، إلى الابتسام ليس فقط باعتباره مؤشرا غير شفوى هاما على السعادة، ولكن أيضا باعتبار الابتسام الملىء بالأمنيات والآمال أحد العلاجات الشافية من أحداث الحياة الضاغطة». وأضافت قائلة «نرغب فى معرفة إذا ما كانت لتلك الأقوال المأثورة دلالة علمية، وما إذا كان للابتسام بالفعل فوائد صحية».
للقيام بذلك، أجرى البحث على 169 طالبا جامعيا طلب منهم الانخراط فى مهام يعرف عنها أنها تحفز الشعور بالضغط، مثل تتبع أحد النجوم فى السماء باستخدام أيديهم (التى لا يعتمدون عليها فى الكتابة والمهام الرئيسية) فى أثناء النظر إلى انعكاس النجمة فى المرآة. ومهمة أخرى حيث كان على المشاركين غمر أيديهم فى مياة مثلجة.
قام الطلاب بأداء تلك المهام تحت ثلاث حالات: عدم الابتسام، وتلقى تعليمات واضحة بالضحك، والإمساك بعيدان الطعام الصينية بفمهم بطريقة تجبر الوجه على الابتسام. وقد أدخل الباحثون حالة عيدان الطعام، لأنهم يرغبون فى قياس تأثير الابتسامة «الصادقة» (التى تتضمن بروز العضلات حول الفم والعينين)، وتلك التى تسمى بالابتسامة «العادية»، التى تتضمن فقط العضلات التى توجد حول الفم، تلك الابتسامة التى يتسبب فى حدوثها عيدان الطعام.
استخدمت كرافت وسارة برسمان، مؤلفتا الدراسة، قياسات معدل ضربات القلب ومستويات التوتر التى يتم تسجيلها ذاتيا لتقييم مدى قلق المشاركين فى أثناء تأدية تلك المهام. وتوصلت الدراسة إلى أن المشاركين الذين ابتسموا (أى كان نوعا الابتسامة)، كانوا أقل تعرضا للشعور بالضغط فى أثناء المهام عن هؤلاء الذين ظهرت عليهم تعابير وجه محايدة، كما انخفضت مستويات التوتر بالنسبة للأشخاص ذوى الابتسامة «العادية».
ووفقا لما ذكره مؤلفو الدراسة، معنى هذا أن إجبار الأشخاص على الابتسام خلال تجربة أو مهمة غير سارة قد تساعد على خفض مستوى التوتر فعليا، وحتى وإن كنت لا تشعر بالسعادة.
وتعلل سارة برسمان ذلك قائلة، «فى المرة القادمة التى تكون فيها عالقا فى زحمة المرور أو تعانى من بعض الأنواع الأخرى من الضغوط، ربما تحاول أن ترسم بسمة على وجهك ولو لدقيقة واحدة. فهى لن تساعدك فقط على «الصبر على المكروه» نفسيا، وإنما قد تساعدك فى الاهتمام بصحة قلبك أيضا».
الحموضة وارتجاع المرىء.. طريقٌ لسرطان القولون
هيلث داى
ترجمة: إبتهال فؤاد
يوضح الخبراء أنه قد ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان المرىء بسبب نقص الوعى الذى يتعلق بأسباب المرض وكيفية الحول دون حدوثه.
المرىء هو عبارة عن أنبوب عضلى يقوم بنقل الطعام والسوائل من الفم إلى المعدة. وازدادت حالات الإصابة بالمرض من عام 1975 إلى عام 2001 على نحو 6 أضعاف، وذلك وفقا لما ذكره فريق من الباحثين بجامعة كاليفورنيا، فى لوس أنجلوس. كما لاحظ الباحثون أن هناك وسيلة واحدة يمكنها أن تساعد فى التقليل من خطر تعرضهم لهذا المرض بواسطة علاج حرقة المعدة والارتجاع الحمضى، والذى غالبا ما يسمى ب«الارتجاع المعدى المريئى».(GERD).
«ارتبطت السمنة وسوء التغذية بارتفاع عدد الحالات التى تعانى من الارتجاع الحمضى»، يقول د.رامان ماثامى، أستاذ مساعد سريرى بكلية الطب ومدير التنظير بمركز (UCLA) لاضطرابات المرىء.
أوضح الخبراء بمركز (UCLA) أنه، إذا ترك الارتجاع المعدى المريئى دون علاج، والذى يمكنه أن يتسبب بصعود الحمض المعدى إلى المرىء. فيحدث تغيرات فى بطانة أنسجة المرىء وتآكلها. وتسمى هذه الحالة ب«المرىء باريت»، والأشخاص الذين يتم تشخيصهم بهذا المرض عرضة للإصابة بسرطان المرىء أكثر 40 مرة عن غيرهم. ويؤكد د. ماثامى وزميله د.كيفين جاسيمى، مدير البرامج السريرية فى مركز (UCLA)، على أن ما يزيد الأمور تعقيدا هو أن الأشخاص الذين يعانون من سرطان المرىء لا يواجهون أى أعراض أخرى سوى حرقة المعدة، الأمر الذى يحول دون الكشف المبكر عن المرض.
يشير ماثامى إلى أن «التشخيص والعلاج المبكر، والتحكم فى التغيرات التى تحدث فى بطانة المرىء هامة فى الكشف عن المشكلات على نحو مبكر». ولمساعدة الأشخاص فى معرفة متى يشعرون بالقلق حيال الارتجاع الحمضى أو حرقة المعدة والحد من المخاطر المصاحبة للحالة، يقدم ماثاميوجاسيمى النصائح التالية:
يجب على الأشخاص الذين يتعرضون لحرقة المعدة أكثر من مرة فى الأسبوع أن يقوموا بزيارة الطبيب لعلاج هذه الحالة.
إنقاص الوزن الزائد، لأن زيادة الوزن تزيد من حرقة المعدة والارتجاع الحمضى سوءا.
تجنب الإفراط فى تناول الطعام فى وقت واحد، وابق جالسا مستقيما بعد تناول الطعام. ولا تتكئ أو تسترح على شىء وأنت ممتلئ المعدة، لأن هذا يزيد من الأعراض سوءا.
قم بممارسة نشاط بدنى بسيط بعد تناول الطعام، فممارسة التمارين الرياضية تساعد على الهضم.
يجب على الأشخاص الذين يتناولون أدوية للارتجاع الحمضى- مثل نيكسيم، برايلوزيك، زانتاك، بيبسيد، وبريفاسيد- أن يتناولوها بشكل منتظم للتقليل من مستوى الأحماض الزائدة بالمعدة.
الخضوع لفحوصات الكشف عن سرطان المرىء، يجب على الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 عاما وأكثر، وتعرضوا للارتجاع الحمضى لأكثر من 10 إلى 15 عاما، الخضوع لفحوصات «المرىء باريت». لأنه إن تم الكشف عنه مبكرا يمكن علاج التغيرات التى تحدث فى بطانة المرىء.
ابتعد عن التدخين.
تجنب تناول الكافيين، الكحول، الأطعمة الدسمة، التى تساعد على زيادة خطر الإصابة بالارتجاع الحمضى.
الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة للقلب وضغط الدم مثل، حاصرات النترات وقنوات الكالسيوم (لعلاج الذبحة الصدرية)، قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالارتجاع الحمضى على نحو متزايد. وعلى هؤلاء الأشخاص مناقشة عوامل الخطر وخيارات العلاج مع الطبيب.
لا ترتدِ الملابس الضيقة.
تقدر جمعية السرطان الأمريكية أنه سيكون هناك ما يقرب من 17500 حالة جديدة مصابة بسرطان المرىء فى الولايات المتحدة، وأكثر من 15000 حالة وفاة جراء هذا المرض لهذا العام.
الاعتداء الجسدى على الفتيات يؤدى إلى البلوغ المبكر
هيلث داى
ترجمة: محمود حسام
الفتيات اللاتى يتعرضن لاعتداءات جسدية أو جنسية ربما تحدث لهن الدورة الشهرية فى وقت مبكر عن المعدل الطبيعى، بحسب دراسة جديدة.
بعد تحليل معلومات أخذت من ما يقرب من 96 ألف سيدة، وجد الباحثون من مدرسة الطب بجامعة بوسطن أن السيدات اللاتى تعرضن لاعتداءات جنسية، خلال طفولتهن كن أكثر احتمالا بنسبة 49% لأن تبدأ لديهن الدورة الشهرية للمرة الأولى قبل سن الحادية عشرة، مقارنة بالنساء اللائى لم يتعرضن لاعتداءات من هذا النوع. والسيدات اللائى عانين من اعتداءات جسدية بالغة كان لديهن عامل خطورة بنسبة 50%، لأن تبدأ الدورة الشهرية لديهن فى وقت متأخر، أو بعد سن الخامسة عشرة.
فى الولايات المتحدة تبدأ الدورة الشهرية لدى الفتيات عند عمر يبلغ فى المتوسط 12.5 عاما، وفق معاهد الصحة الوطنية الأمريكية. لا ترجح الدراسة، مع هذا، أن فتاة بدأت الدورة الشهرية لديها فى وقت سابق أو لا حق عن السن المعتادة، تعرضت لاعتداء جسدى فى طفولتها.
الدكتور رينيه بوينتون -جاريت، قائد فريق البحث بالدراسة، وهو أستاذ مساعد متخصص فى طب الأطفال، قال فى بيان صادر عن جامعة بوسطن: «فى دراستنا، كان الاعتداء الجنسى مرتبطا بحدوث الدورة الشهرية، سواء فى عمر مبكر أم متأخر، والمهم، أن تلك الروابط تتفاوت طبقا لنوع الاعتداء، وهو ما يرجح أن الاعتداءات الجنسية التى يتعرض لها الأطفال ليس لها تأثير منسجم على النتائج الصحية».
وأضاف الدكتور بوينتون -جاريت أن «هناك حاجة لأبحاث جديدة للكشف عن سمات الاعتداء الجنسى التى ربما تؤثر على النتائج الصحية بما فيها، نوع الاعتداء وتوقيته ودرجته، وكذلك السياق الاجتماعى الذى يحدث فيه الاعتداء».
أشار الباحثون إلى أن الفتيات اللاتى تحدث لهن الدورة الشهرية مبكرا، ربما كن معرضات أكثر لمشكلات صحية معينة، مثل الإصابة بأمراض القلب، واضطراب الأيض والسرطان والاكتئاب. وفى الوقت ذاته، فإن الفتيات اللاتى تحدث الدورة الشهرية لهن فى سن متأخرة ربما كن أكثر احتمالا لأن يصبن بالاكتئاب وانخفاض كثافة العظام المعدنية.
وقال الدكتور بوينتون -جاريت: «نحن بحاجة للعمل نحو فهم أفضل لمدى تأثير الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال على الصحة وترجمة نتائج تلك الأبحاث إلى ممارسات طبية واستراتيجيات تتعلق بالصحة العامة والعناية بالناجين من تلك الاعتداءات».
‏حملة دعائية «خيالية».. استوديوهات وتصميمات مبتكرة.. تكشف شخصية رومنى
جيريمى بيترز
ترجمة: ابتهال فؤاد
تامبا، فلوريدا- مباشرة من خشبة برودواى، وغرف تحكم قنوات «NBC» واستوديوهات التصميم التى ابتكرت عديدا من المشاهد الخاصة لبرامج أوبرا وينفرى وجون ستيورات.. حرفتهم هى تقديم صورة متميزة خلابة تخطف أعين الملايين من المشاهدين.. مشروعهم الأخير؟ بيع قصة ميت رومنى فى أوقات الذروة (أفضل أوقات العرض والإرسال).
من خلال العمل فى مكاتب مؤقتة، قام فريق من المستشارين، والمنتجين، والمصممين بإعداد وتنظيم أحد البرامج من أجل المؤتمر العام للحزب الجمهورى على أمل أن يحرزوا شيئا ما على مدار عام من الحملات، التى عجزت من قبل عن رسم صورة كاملة والكشف عن شخصية ميت رومنى الحقيقية.
وبدلا من التغاضى عن مهنة رومنى باعتباره مدير تنفيذى لإحدى شركات الأسهم الخاصة، سيتم تسليط الضوء عليها فى الفيديوهات التى ستُعرَض فى أثناء الاجتماعات والخطب، ذلك النوع من الخبرة التى مهدت له ليكون وكيلا اقتصاديا تحتاج إليه البلاد. وبدلا من تجنب الجانب الدينى لرومنى، زعم بعض مساعدى حملته ومستشاريه أنه يجب عليه أن يظهر هذا الجانب، وقرروا تبنى تلك الفكرة. سيخطب رومنى بالمؤتمر وسيقوم أحد أعضاء الكنيسة المرمونية بالتضرع والدعاء له. كان ذلك النهج الجديد واضحا حينما دعا رومنى المراسلين الصحفيين يوم الأحد الماضى إلى الانضمام إليه فى الخدمات الكنَسِيَّة.
قرر مساعدو حملته التغلب على التصورات التى تتعلق بكون رومنى شخصية قاسية، منعزلة، بعيدة عن الواقع، لذلك قاموا بإنشاء واحدة من أكبر المنصات التى تم تصميمها من أجل المؤتمر والتى لم يسبق لها مثيل، فقد تكلفت 2.5 مليون دولار، وهى مستوحاة من أحد تصميمات المهندس المعمارى الأمريكى فرانك لويد رايت، بدايةً من الزخارف الخشبية حتى شاشاتها عالية الجودة المتوهجة بألوانها الزاهية وعوارضها الخشبية التى تشبه النوافذ الموجودة بالأسقف والتى تطل على السماء. وتم تصميم كل جانب من جوانب المسرح بطريقة تنقل الدفء.
«غالبا ما تكون المؤتمرات مباشرة ورصينة، وتسير على قدم المساواة»، هكذا يقول إدى كناسياك، أحد المصممين المساعدين للمؤتمر، الذى يتضمن سجله مشاريع خاصة بالعمل مع أوبرا وينفرى، ومارثا ستيوات، وبرامج تليفزيون الواقع على قنوات «MTV». ويضيف: «لقد أدركنا أنه يجب أن لا يبدو العمل متكلفا ومبالَغا فيه. أردنا أن يبدو دافئا، وشاملا، فهو لا يشبه أى شىء رأيته من قبل فى أى من المؤتمرات».
ستتضمن قاعة المؤتمر مرحلتين موسقيتين: الأولى ستكون مفاجأة والأخرى من أجل إحدى فرق الهاوس الموسيقية، التى يرأسها جورج إدوارد سميث، المدير الموسيقى السابق للبرنامج الشهير «Saturday Night Live».
للعمل بوظيفة المنتج التنفيذى، استعان الحزب الجمهورى بفيل ألونجى، منتج سياسى سابق لقناة «NBC» الإخبارية. ساعد رومنى فى صقل برامجه لتتناسب مع ضيق الوقت، ساعة واحدة كرّستها شبكات البث على الهواء لعرض المؤتمر فى وقت الذروة. قام ألونجى بتوجيه النصائح التى تتعلق بكيفية تجنب شكاوى محددة توجَّه من قِبل المنتجين، مثل الذهاب إلى أعلى أو أسفل بالكاميرا على مدار الساعة، وما الوقت المناسب لعرض الشبكات الفواصل الإعلانية التجارية.
كفل ألونجى من خلال خبرته الواسعة وما يبحث عنه المصورون والمنتجون أن يضع علامة الحزب الجمهورى فى مكانها الصحيح أمام الكاميرات. يقول ألونجى: «عندما يتنقل المشاهد بين القنوات فى المنزل، أرغب فى أن يعرف أن هذا هو المؤتمر الوطنى الجمهورى».
جنبا إلى جنب مع الدعائم الأخرى، ستساعد شاشات العرض فى نقل الرسائل التى يرغب المتحدث فى نقلها أيا كان نوعها، سواء كان ذلك لأشخاص بمناظر محزنة لتنقل رسالة فحواها أن أوباما قد أساء إدارة الاقتصاد، أو صورا لأبناء رومنى تتحدث عن الروابط العميقة للمرشح وعلاقته بأسرته.
كيفية التعامل مع ديانته، أحد الموضوعات التى يتجنب رومنى الحديث عنها، والتى طالما أحدثت انقساما فى فريق حملته، ولكن فى النهاية، قرروا مواجهة الأمر وجها لوجه، وبالإضافة إلى التضرع، سيعرض عمل رومنى باعتباره أسقفا للكنيسة المورمونية على الشاشات.
على الرغم من المخاوف التى تتعلق بديانته ودورها فى إثارة العداوة وابتعاد الإنجيليين والمحافظين الآخرين عنه، يأمل رومنى ومستشاروه أن يُنظر إلى ديانته فى نهاية المطاف على أنها علامة فارقة ودليل على قوة شخصيته، وأن وقته الذى قضاه أسقفا فى الكنيسة يعد مثالا على استعداده للخدمة حينما يُطلب منه ذلك.
لا يزال سؤال يطرح نفسه: هل كانت تقضية أربع ليالٍ من تصوير الفيديوهات المنتجة بشكل بارع للسيرة الذاتية لرومنى، ووضع وإعداد الخطابات الفياضة بالمشاعر، ستتمكن من تغيير ديناميات حملة الانتخابات الرئاسية أو تغيير الانطباعات التى تتعلق برجل كان شخصية وطنية على مدى العقود الماضية؟ ومع ذلك، يرى مستشارو رومنى فى الأمر فرصة لبداية جديدة.
«هذه فرصة لنا لنحكى قصة ميت رومنى بطريقة ربما لم يشاهدها أحد من قبل»، هكذا يقول روس شريفر، أحد مستشارى رومنى الذى يدير تنظيم المؤتمر بالحملة، ويضيف: «هذه فرصتنا لشرح الجدل المتعلق بفشل أوباما ولماذا سيكون رومنى أفضل منه، والقيام بهذا يتطلب استخدام منصة يمكن ل39 ملايين شخص الاستماع إليه وهو يتحدث، وكثيرون منهم سيسمعونه للمرة الأولى».
«اللاتينيون فى أمريكا» حَجَر الزاوية فى الانتخابات الرئاسية
سارة بورنيت
ترجمة: سارة حسين
آدريان تيجرينا، 27 عاما، هو أحد العاملين فى صحيفة «دينفر بوست»، متزوج ويدرس الموسيقى فى جامعة دينفر عاصمة ولاية كولورادو؛ أملا فى أن يصبح معلما.
يعلم تيجرينا جيدا مدى التأثير الذى قد يحظى به هو واللاتينيون الآخرين -باعتبارهم الجماعة العِرقية الأكبر والأكثر نموا فى البلاد- عند بدء الانتخابات هذا الخريف. لكن لم يمر هذا الرجل من أورورا (ثالث أكبر مدن كولورادو) بتجربة الانتخاب سوى مرة واحدة منذ أصبح ناخبا مسجلا، ويعتقد أنه سيتخلف عن المشاركة فى انتخابات 6 نوفمبر.
يعتبر تيجرينا تجسيدا للفرصة السانحة أمام اللاتينيين للسيطرة على نتيجة الانتخابات فى كولورادو وفى أنحاء البلاد، والصعوبة التى تواجهها الأحزاب السياسية والجمعيات غير الهادفة للربح وقادة المجتمع فى التعبئة الديموجرافية.
على الرغم من أن اللاتينيين يشكلون نحو 20% من سكان كولورادو، نحو 12.1% منهم فقط يمكنهم التصويت، بعد ما كانوا 9.2% فى 2008؛ وفقا لتحليل أعدته «Latino Decisions» (لاتينو ديسيشنس)، مؤسسة بحثية للآراء السياسية.
معدل الإقبال الانتخابى لدى اللاتينيين يعتبر الأقل مقارنة بأكبر 3 جماعات عرقية فى الولايات المتحدة. لكن القدرة على تغيير المشهد السياسى مستمرة فى النمو، حيث يبلغ 50 ألف شاب لاتينى سن ال18 شهريا، معظمهم تقريبا يحق له الانتخاب.
وبما أن انتخابات 2012 الرئاسية اقتربت من اللحظات النهائية، يحاول الديمقراطيون والجمهوريون القيام بأكثر من مجرد مساعدة أوباما أو رومنى على الفوز فى نوفمبر. يحاولون إقناع اللاتينيين الشباب بالانحياز إلى حزبهم لفترات وأجيال قادمة.
عبر التاريخ، كان اللاتينيون يميلون بشدة إلى التيار الديمقراطى. فى 2008، فاز أوباما ب67% من أصواتهم، فى حين فاز السيناتور جون ماكين ب31%. وعادة ما يتم ذكر الرئيس جورج دبليو بوش كمرشح جمهورى قام بأداء جيد مع اللاتينيين -أظهرت استطلاعات الرأى الوطنية أن تأييده وصل فى 2004 إلى 40 أو41%.
أظهر استطلاع رأى قام به كل من مركز «جالوب» و«يو إس إيه توداى» يوليو الماضى، أن 25% من الناخبين اللاتينيين سينتخبون رومنى، فى حين حصل أوباما على 66%، و9% كانوا لا يزالون مترددين؛ لكن نتائج أخرى سواء لهذا الاستطلاع أو غيره، منحت حملة رومنى أملا. كبقية الأمريكيين، يقول اللاتينيون إن القضايا الأكثر أهمية بالنسبة إليهم هى العمل والاقتصاد، حيث عانى المجتمع اللاتينى على وجه الخصوص من الركود الاقتصادى. فمعدل البطالة، على سبيل المثال، يبلغ 11% بين اللاتينيين فى أنحاء البلاد -تقريبا أعلى ب3 نقاط من المعدل الوطنى.
«فى نهاية الأمر، هذا الاقتصاد لم يعمل من أجلهم»، كما يقول جوشوا باكا، مدير التحالفات الوطنية لحملة رومنى.
شكلت الحملة «خونتوس كون رومنى» أو «معًا مع رومنى»، مجموعة من الزعماء والمؤيدين اللاتينيين الذين لهم كلمة بين المجتمع. كما أطلق رومنى إعلانات باللغة الإسبانية تنتقد أوباما بخصوص ما تدَّعيه الحملة من وعد فاشل بالأمل والتغيير، وينطق شعار أوباما فى المجتمع الذى يتحدث الإسبانية ك«سى، سى بويدى» أو «نعم، نستطيع». وإعلان بعنوان «نو بوديموس ماس» أو «لم نعد نستطيع»، يظهر أوباما وهو يصرخ «سى، سى بويدى» فى حملة 2008 ويتخلل الإعلان إحصائيات محبطة، مثل أن نصف خريجى الجامعات لا يستطيعون العثور على وظائف.
«يأتى الجميع إلى هنا حتى يعيش حياة أفضل حتى يعيش أولادهم أيضا حياة أفضل من تلك التى كانوا يعيشونها»، كما يقول باكا «إذا لم نترك الجيل المقبل فى حال أفضل، فهذه مشكلة هائلة لها أصداء فى هذا المجتمع».
من بين أكثر المتحدثين باسم رومنى ظهورا بين السكان الناطقين بالإسبانية، ابن حاكم ماساتشوستس السابق (ميت رومنى)، كريج رومنى، الذى يتحدث الإسبانية بطلاقة. لمع فى أحد الإعلانات التى يقدم فيها والده ويدعو المشاهدون إلى معرفته و«الاستماع إلى أفكاره». كما أنه يتحدث كثيرا إلى المجتمع اللاتينى فى أثناء الزيارات القصيرة التى تقوم بها الحملة.
ألينا سكوريل من دنفر، هى إحدى قادة فريق المنطقة التابع لحملة أوباما، التى تقضى ساعات من كل أسبوع تطرق الأبواب وتتحدث مع الناخبين فى المناطق المكتظة باللاتينيين. تقول سكوريل: «رد الفعل الذى أحصل عليه كثيرا هو (انتظرى، هل أنت هنا حقا)». مضيفة: «أشعر أننى أطرق على كثير من الأبواب حيث يوجد كثير من الناس الذين لم يجدوا أحد يستمع إليهم».
سكوريل ترى أن وظيفتها تعتمد على شقين: التحدث حول الرئيس وكيف أنه يتخلف عن رومنى، ولإقناع الناس أن أصواتهم مهمة بالفعل. تقول سكوريل إن العائلات التى قابلتها طوال فترة عملى فى «تيتش فور أمريكا»، كانت عائلات كادحة تعتقد أنهم يستحقون محاولة لتحقيق الحلم الأمريكى، وهو أحد الأسباب التى دفعتها إلى دعم أوباما.
أطلق رومنى على قانون أريزونا «نموذج يحتذى به» فى البلاد. وقال أيضا إنه ربما يرفض قانون «دريم» أو قانون الحلم الذى كان ليمنح أولاد المهاجر غير الشرعى المتخرجين من مدارس ثانوية فرصة فى الحصول على إقامة شرعية.
الهجرة ليست المشكلة الوحيدة التى تعترض سكوريل وهى تسير وسط الأحياء. فهى تسمع كثيرا من المدح ل«أوباما كير»، قانون الرعاية الصحية الخاص بالرئيس، ولتمويل إدارته الزائد لبيل جرانتس وهيد ستارت. تستغل الحملة أيضا اللاتينيين المشهورين والمعروفين جيدا فى الأوساط المحلية. وتتضمن إعلانات أوباما متطوعين لاتينيين بارزين، ومشاهير أيضا مثل مذيعة البرامج الحوارية كريستينا سارليجوى، التى توصف بأنها «أوبرا الناطقة بالإسبانية». كما يوجد أيضا تركيز خاص على الوصول إلى الشباب الذى اقترب تسجيلهم للمشاركة فى الانتخابات.
هل سيقبَل الأمريكان بوصول «مورمونىٍّ» إلى البيت الأبيض؟
مارك ماردل
ترجمة: سماح الخطيب
كان هناك جدل منذ فترة طويلة عن ميت رومنى المرشح الرئاسى الجمهورى حول كونه مقيدا، حيث إنه لن يكون على طبيعته، ولن يتحدث عن أفضل حكاياته. يبدو أن هذا الأمر على وشك التغيُّر.
يقول الجانب النظرى إننا لا نرى أبدا العاطفة الحقيقية، ناهيك بالشخص الحنون المرح الكريم الذى يتحدث عنه أصدقاؤه وأقرباؤه، فهو لا يبدو جديرا بالتصديق لأنه يتجنب التحدث عن الالتزام فى صميم حياته، أى عن اعتقاده الدينى.
سيبتهج معظم السياسيين الأمريكيين إذا قدمت لهم دياناتهم حكايات خصبة كهذه على طبق من ذهب، سيبتهجون للتحدث عن قصة مغادرة جدودهم لإنجلترا من أجل النظام العالمى الجديد، ملهمين بمعتقد جديد.
لا يملون أبدا الثرثرة عن قصة جدهم الأكبر الذى اضطُرّ بسبب الاضطهاد إلى أن يهرب من الأرض الوعرة للغرب المتوحش ويلوذ بالفرار إلى المكسيك.
أما نحن فلن نحظى أبدا بسماع نهاية تلك القصة المثيرة للخشوع والاحترام عن الأب الورع الذى واتته الشجاعة للمواجهة والقول إن المذهب العنصرى لا بد أن يزول من كنيسته، فضلا عن التزامهم الشخصى لمجتمعهم الخاص.
لكن هناك مشكلة بالنسبة إلى رومنى، فهو لم يحكِ له قط عن تلك القصص، وهذا لأن كنيسته هى كنيسة يسوع المسيح لقديسى الأيام الأخيرة أو ما يسمى كنيسة «المورمون».
يعتبر البعض ما يعتقده رومنى مستهجَنا، وهو أنه فى ولاية نيويورك الريفية فى القرن التاسع عشر، قام مَلَك بإنزال وحى جديد مكتوب على ألواح من ذهب.
تزعم تعاليم هذه الألواح أن السيد المسيح بعد انبعاثه من الموت جاء إلى أمريكا وأن الأرض الموعودة الجديدة ستقام فى الولايات المتحدة.
تم تعليم المورمون أيضا أن الأمريكيين الأصليين هم قبيلة تائهة من إسرائيل، وهى شعبة لُعنت ببشرة داكنة من أثر خطيئتهم، وأن كل البشر لديهم احتمالا بأن يصبحوا إلهيين.
لا تقتصر المسألة على أن رومنى قد يتضرر بسبب ملاحظة ما بأن الأمر برمته يعد غريبا. فهناك قلق محدد من أن يضر هذا بموقفه مع مجموعة أساسية من الناخبين الجمهوريين وهم المسيحيون الإنجيليون تحديدا.
كثيرون لا يظنون أن المورمونية طائفة أخرى من المسيحية، فهى بالنسبة إليهم ليست من المسيحية على الإطلاق، وكثيرون منهم ينفرون من التصويت لرئيس ليس مسيحيا.
كذلك نجد دلائل تشير إلى أن رومنى سيجازف وأنه على وشك أن يجعل معتقده الخاص جزءا من حملته الانتخابية.
قام رومنى باصطحاب صحفيين إلى الكنيسة فى نهاية الأسبوع، وهناك تقرير رائع يفيد بأن ميت رومنى المورمونى سيكون مركز الاهتمام فى التجمع الجمهورى الضخم للأسبوع القادم فى فلوريدا.
أظن أن كل ذلك ما هو إلا تلميحات بما سيحدث فى الواقع، وهو تكتيك عارض أكثر من كونه استراتيجية جديدة.
فى الولايات المتحدة، قد يُعتبر من غير الأدب أن تسأل عن الاعتقادات الدينية للأشخاص، حيث يعتبره كثيرون من تيار اليمين أمرا غير دستورى، ويراه كثيرون من اليساريين تعصبا أما الآن فسوف يكون هناك مزيد من الجدال بشأن ما قد تشعر به أمريكا حيال وصول رئيس مورمونى إلى الحكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.