نظرا لأهمية عنصر اليود لصحة الإنسان, فقد تبنت منظمة اليونيسيف بالتعاون مع مؤسسة جينGAIN السويسرية مشروعا في13 دولة بينها مصر للقضاء علي ظاهرة نقص اليود بين العناصر الغذائية والذي يؤثر سلبا علي وظائف المخ. وذلك من خلال دعم الملح المعالج باليود, بحيث يصل نسبة المستفيدين إلي90% من عدد السكان. ويوضح لورنز روسي اخصائي مشروع أيدنة الملح الذي يتم تنفيذة بالتعاون مع الإدارة العامة لرعاية الأمومة والطفولة بوزارة الصحة أن نقص اليود يعتبر من أكثر المشاكل الغذائية انتشار علي مستوي العالم, حيث يعاني منها أكثر من100 مليون شخص علي المستوي العالمي, ومن بين الدول التي تعاني من هذه المشكلة16 دولة في منطقة الشرق الأوسط من بينها مصر. وتوضح د. جلسن صالح المنسق العام لهذا المشروع في مصر أن المشكلة كانت في البداية متمركزة في محافظة واحدة حتي عام1958 وهي محافظة الوادي الجديد في الصحراء الغربية, و كان معدل انتشار تضخم الغدة الدرقية يتراوح7.6% و في بعض المناطق مثل الواحات حيث كان يصل إلي82%, وفي عام1995 ومن خلال البحث القومي لتقييم فيتامين أ بين الأمهات والأطفال في مصر كانت نسبة إصابة الأطفال في سن ما قبل المدرسة بتضخم الغدة الدرقية كالآتي: في محافظة القاهرة الكبري2.5%, وفي المحافظات الساحلية6.6%, وفي محافظات القناة15.6%, وفي محافظات وجه بحري4.3%, بينما كانت النسبة في محافظات الوجه القبلي5.6%. ومن نتائج الأبحاث القومية والدراسات الميدانية في مختلف المحافظات يتضح أن نسبة انتشار نقص اليود وما يصاحبه من مشاكل صحية أصبحت منتشرة في7 محافظات لديهم نقص في اليود وهم البحيرة وبني سويف والوادي الجديد والمنوفية والدقهلية وجنوب سيناء والمنيا. ويوضح د.محمد نور الدين مدير عام الإدارة العامة للأمومة والطفولة بوزارة الصحة أن مشكلة نقص اليود هي أنه من العناصر المهمة للجسم ويحتاجها بكميات صغيرة حيث يحتاج الإنسان طول حياته(70 عاما في المتوسط) إلي معلقة صغيرة, وهو يدخل في تركيب الغدة الدرقية المسئولة عن نمو خلايا الجسم كلها, وأن خلايا المخ بالذات إذا لم يصلها اليود تصاب بالتلف, ومن المعروف أن خلايا المخ والجهاز العصبي لا يمكن تجديدها وبالتالي ينشأ عن ذلك مواليد متخلفين عقليا, كما أن نقص اليود في السيدات الحوامل قد يؤدي إلي الإجهاض مبكرا وولادة طفل متوفي أو ولادة طفل به تشوهات, كما يؤدي في كبار السن في بعض الأحيان إلي اضطرابات في وظيفة الغدة الدرقية المسئولة عن سلامة أعضاء الجسم وحدوث خلل في أداء الوظائف واضطرابات في التمثيل الغذائي.