تعددت الرؤي خلال الأيام الماضية واندلعت نيران الحماس الشديد حول الخيارات والحلول المقترحة لمواجهة بناء سد النهضة في اثيوبيا والتي أشارت التقارير الأخيرة الي أنه يحمل لمصر الكثير من الآثار السلبية والتي تمتد لسنوات طويلة, وهنا علينا أن نؤكد عدة حقائق في اطار هذه المواجهة أولاها أنه كان من الهام بالفعل عقد المؤتمر الوطني الذي ضم رئيس الجمهورية مع بعض ممثلي الأحزاب والقوي السياسية حتي يسمع العالم صوت الرأي العام المصري خاصة الشعبي ازاء هذه القضية المصيرية في حياة الوطن, وثانية هذه الحقائق تتركز في تأكيد رئيس الجمهورية قيام مصر بجولات دبلوماسية نشطة مع اثيوبيا والسودان ودول حوض النيل لتحقيق المواجهة المنشودة بالطرق السلمية وبروح الأخوة للخروج من أي شبهة لفرض الرأي من الجانب المصري وتبرئته مما يقال عنه من شائعات مغرضة حول دور استعماري لمصر في القارة الإفريقية, ومع اتفاقنا مع الخطوات التي اتخذتها مصر ازاء هذا الموضوع فاننا نطالب أيضا بضرورة تحقيق المصالحة الوطنية بمبادرات سريعة وقوية من الأحزاب المصرية استجابة منهم للمرحلة الخطيرة التي تمر بها البلاد في مواجهة قضية لا تتحمل الجدل الطويل ولا تتحمل الأخطاء التي تولد نتائج غير محسوبة تضر بمصالح مصر وبعلاقاتها الأخوية بدول حوض النيل والتي نحرص حاليا علي تدعيمها واستعادة جذورها القوية والبناء عليها, كما انني أحذر من التفكير في أية حلول عسكرية أو مواجهات أمنية أو حتي الحديث عنها ولكن يجب تعميق الاتجاهات الخاصة بالبحث في الحلول الفنية التي تعالج الموقف الحالي وبما لا يضر بمصلحة مصر وفي ذات الوقت يعطي لاثيوبيا الشقيقة الحق في الاستفادة بثمار التنمية لديها لصالح شعبها. وفي النهاية لابد من قيام اللجنة الوطنية التي اقترحها رئيس الجمهورية بدور وطني واضح وشفاف وتعلن نتائجه للجماهير في وضع حلول عقلانية وعلمية وموضوعية للخروج من هذه الأزمة دون اهدار عملها باذاعة جلساتها علنا في التلفزيون المصري لأننا ننشد النتائج الناجزة الحقيقية. لمزيد من مقالات نهال شكري