في قلب القاهرة وعلي امتداد بضعة كيلو مترات في منطقة السيدة عائشة, مرورا بمنطقة الإمام والتونسي وصولا إلي منطقة البساتين ستجد سوق الجمعة مفتوحا, وعامرا.. فحيثما وليت وجهك تجد ما تبحث عنه, حيوانات أليفة, تليفونات محمولة, ستائر ومفروشات, طيور, أسماك زينة, ثعابين, ثعالب, سلاحف, ساعات, فاكهة, ملابس, لعب أطفال, عملات نادرة, تحف, أدوات تجميل, أثاث مستعمل وجديد, وثلاجة أو غسالة, كل شيء يباع أو يشتري إلا شيء واحد وهو السيارات, تجد فيه أي شيء تبتغيه, بالسعر الذي يناسب جيبك. في البداية وأمام فرشه لبيع واستبدال التليفون القديم بالجديد يقول أحمد سيد,30 سنة: أحضر إلي سوق الجمعة بشكل دوري لشراء العصافير, وفي حالة ما إذا أعجبني تليفون محمول أقوم بشرائه أو استبدال القديم بالجديد نظير دفع مبلغ أو أخذ مبلغ من البائع كفرق سعر, وعن فرق السعر الذي دفعه أحمد نظير مقايضة تليفونه القديم بالتليفون الجديد يقول: دفعت70 جنيها فارق سعر, وبالنسبة للفاكهة المميزة غير الموجودة في المنطقة التي أقطن بها, فأقوم بشرائها من هنا, مثل البشملا و الأناناس. ويضيف: أهمية هذه السوق بالنسبة لنا تتمثل في أن الأسعار فيها زهيدة مقارنة بالمحلات الموجودة في وسط البلد أو غيرها من أسواق القاهرة, وعلي حد قوله: المعروض هنا أكثر من المطلوب, ولهذا فأنا حريص علي القدوم إلي هنا بشكل دوري, وبسؤاله عما إذا كان يبحث عن ضمان للبضاعة التي يشتريها من سوق الجمعة, يقول أحمد: لا.. الضامن هو ربنا أهم شيء هو الاختيار الجيد فمثلا في حالة شراء عصفور أقوم بفحصه جيدا, وأتأكد أنه خال من الأمراض مثل البرد أو الاسهال, مشيرا إلي أن سوق الجمعة أصبحت تزداد اتساعا وتحتوي العديد من البضائع, وكل ما يخطر في بالك إلا شيء واحد فقط وهو السيارات. رامي وأخوه محمد بائعان جائلان في سوق الجمعة, يقفان أمام فرشتهما لبيع التليفون المحمول الصيني يقولان: نحن نمتاز عن محلات بيع التليفون المحمول المنتشرة في البلد برخص الأسعار ففارق السعر بين سعرنا وبين أي محل يتراوح من50 إلي60 جنيها لأي عدة تليفون, وفي حالة استبدال تليفون الزبون القديم ومنحه آخر جديدا يقوم الزبون بدفع فارق بسيط حسب حالة التليفون المستبدل, ثم نقوم بعد ذلك ببيع هذه التليفونات المستعملة حسب حالة كل تليفون, وبرغم ذلك يشتكي رامي من حالة الركود الموجودة في السوق بسبب حالة عدم الاستقرار وارتفاع أسعار السلع, ويضيف أن زيادة البطالة شجعت الكثيرين علي انتشار ظاهرة الباعة الجائلين, ويؤكد رامي أنه حقق خسائر خلال شهر تقدر ب خمسة عشر ألف جنيه, بسبب ارتفاع أسعار الأجهزة بنسبة35% وانخفاض الأسعار مرة ثانية بعد أسبوع, وهذا ما تسبب في تحقيق هذه الخسائر.. وعن كيفية معرفة أن التليفون المستبدل أو الذي يشتريه غير مسروق؟ يقول رامي: الزبون الذي اشك فيه أو كما يصفه شمال, أجعله يقوم بالتوقيع علي مبايعة وأقوم بتصوير بطاقته الشخصية. صبري-55 سنة بائع غلال طعام الطيور وأسماك الزينة- يقول: أعمل في السوق منذ35 عاما لم يعد الحال مثل السابق, الأسعار زادت وقل البيع والشراء, والسوق يكاد تكون خالية من الزبائن.. في الماضي كنت لا تستطيع أن تسير في هذا الشارع من الزحام وكثرة الزبائن, ويضيف بالعامية السوق بينش فاضي الحمد لله نأخذ رزقنا وخلاص. عبده الحفناوي بائع سلاحف يقول: أعمل في سوق الجمعة منذ خمس سنوات في مجال طيور الزينة والعصافير أما السلاحف فأعمل بها منذ عام تقريبا, وعن مصدر السلاحف وهل يتم تربيتها في مزارع داخل مصر؟ يقول عبده: يتم استيرادها من الخارج, ولك عزيزي القارئ أن تعرف أن سعر السلحفاة عمر10 سنوات لا يتجاوز60 جنيها, وعمر خمس سنوات50 جنيها, ويضيف عبده أن الإقبال علي الشراء أصبح ضعيفا بسبب الحالة الاقتصادية للمواطنين وهو ما سبب نوعا من الركود والكساد. وعن ظاهرة انتشار الباعة الجائلين يقول ناصر- بائع جائل بسوق الجمعة,: لا يوجد نظام بأجهزة الدولة, المحافظ مقصر ورؤساء الاحياء مقصرون وشرطة المرافق مقصرة, وهذا لا يعني قتل الباعة, ولكن كلامي أن يكون هناك عملية تنظيم لهم من خلال إيجاد أماكن بديلة.. فوزي بكري بائع جائل لأقمشة التنجيد والستائر يقول: أعمل في السوق منذ عشر سنوات, وكانت السوق في تلك الفترة أفضل كانت الناس معاها فلوس ومرتاحة أما الآن فليس هناك بيع أو شراء وأنا لا اعرف سببا لذلك ربنا يفكها من عنده الأسعار كل يوم في ارتفاع, في الماضي كنت أحضر توبين البضاعة بعد أسبوعين انتهي من بيعهم, أما الآن يمكن يقعدوا شهر.