المشاكل السياسية جزء رئيسي من المشاكل التي تعانيها مصر في الوقت الحالي, إلا ان المشكلة الاكثر أهمية التي تمثل اكبر تهديد لمستقبل مصر وهي التي ينبغي ان نتكاتف حولها جميعا لايجاد حل لها هي العلاج من الانحدار الثقافي والانساني الذي وصل إليه المجتمع بمختلف فئاته في الفترة الاخيرة فأي مشاكل اخري يمكن ان تكون لها حلول ولكن هذا الانحدار السلوكي والبشري في المجتمع لن يسمح بإيجاد حلول نحو مستقبل افضل ناهيك عن التخلف العلمي وندرة الكفاءات في جميع المجالات. وعلي سبيل المثال ما هذه العنصرية التي اصبحت سمة لتعامل المصريين مع كل ماهو اجنبي وبعنجهية ولغة تعال لا مبرر لها سواء كان ذلك مع الافارقة او مع العرب او مع اي اجنبي آخر وبعد ان كانت مصر دولة سياحية من الدرجة الاولي نتيجة احتضانها لمختلف الجنسيات والثقافات وترحيبها بالاجانب تحولنا من بلد مضياف الي دولة يخشي الاجنبي ان يسير في شوارعها. وكيف يتعايش الشارع المصري مع قضايا التحرش دون ان يهتز ويضطرب بشدة؟ وكيف وصل العنف الي مفاصل المجتمع حتي إن الخارج علي القانون اصبح يتمني ان يسقط في يد الشرطة ولا يقع بين ايدي الاهالي؟ ولماذا هذا التعالي الذي اصبح يتعامل به كثير من الاغنياء مع باقي افراد المجتمع عندما ينجح في جمع بعض الاموال وهو السلوك الذي كان سببا رئيسيا لانقلاب المجتمع علي رجال الاعمال ومعارضته للاقتصاد الحر حتي ولو كان فيه الخير وتحسن المعيشة للمواطن وفي نفس الوقت لماذا يتزايد الحقد بين افراد المجتمع للتباين في الدخول او المناصب وهو ما ينعكس ايضا علي الوضع النفسي المضطرب بين العاملين داخل المؤسسة الواحدة في أغلب المؤسسات العامة والخاصة؟وما هذا الضعف العلمي والثقافي الذي يحيط المجتمع بكل جوانبه؟ كثير من الاسئلة التي تؤرق الجميع ولم تجد إجابة او تحسنا من خلال مظاهر التدين الذي يطغي علي المجتمع. إن كثيرا من حلول مشاكلنا الاقتصادية والسياسية او اي امل نحو مستقبل افضل في هذا البلد ينبغي ان يبدأ من مراجعة انفسنا حول اسباب التدهور الثقافي وايجاد العلاج من خلال بناء جديد للشخصية المصرية يقوم علي استعادة انسانيتها والارتقاء بها نحو مساهمة اكثر ايجابية داخل المجتمع المحلي, وعلي مستوي المجتمع الانساني الدولي. لمزيد من مقالات ياسر صبحى