تشريعية الشيوخ توافق نهائيا على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون مجلس الشيوخ    رابط نتيجة الصف الثاني الابتدائي 2025 في محافظة القاهرة (فور ظهورها)    إنفوجراف| البنزين والكهرباء.. أبرز توجيهات الرئيس السيسي لوزير البترول    "تموين الفيوم" ينهي استعداداته لاستقبال عيد الأضحى المبارك    تعرف على رسائل السيسي لرئيس شركة شل العالمية    لجنة النقل في مجلس النواب توافق على موازنة ديوان عام وزارة النقل    22 مايو 2025.. البورصة تواصل الارتفاع مع تقليص المكاسب    إنفوجراف| الإجراءات الواجب اتباعها عند حدوث أي زلزال    الرئيس السيسي يتلقى اتصالًا من ستارمر لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين    السيسي يثمن الموقف البريطاني الإيجابي تجاه تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة    إيران ل جوتيريش: سنعتبر واشنطن متورطة في أي هجوم إسرائيلي على منشآتنا النووية    وزارة الخارجية تشارك في تدشين مسارات مستدامة لأول مرة بمطار القاهرة لمواطني دول الاتحاد الإفريقي    محمد صلاح يقترب من رقم تاريخي جديد في الدوري الإنجليزي ويواصل تحطيم الأرقام القياسية    على جبر وويليامز يلتقطان صورا تذكارية مع كأس دوري أبطال أفريقيا.. صور    بسبب الثأر.. مصرع شاب بطلقات نارية في قنا    مصرع وإصابة 4 شباب في حادث تصادم مروع بالدقهلية    تجديد حبس سارة خليفة وآخرين بتهمة ترويج وتصنيع مواد مخدرة    مشاجرة ب السلاح الأبيض والشوم في المنيا.. وإصابة عامل    رئيس المنطقة الأزهرية بالمنوفية يتابع امتحانات الشفوي لمعاهد القراءات بشبين الكوم    ضبط مصنع بدون ترخيص لإنتاج الأسمدة والمخصبات الزراعية المغشوشة بالمنوفية    برنامج "فضفضت أوى" يتصدر الأكثر مشاهدة على Watch it بعد عرض حلقته الأولي    بيت الشعر العربي يواصل حلقات "القاهرة النقدية" بالاحتفاء بتجربة "هلال"    بدلة فريدة وإطلالة عصرية.. «مسلم» يخطف الأنظار في حفل زفافه (صور)    مكتبة الإسكندرية تحتفل باليوم العالمي للمتاحف    رئيس «الرقابة والاعتماد» يفوز بجائزة الطبيب العربي 2025 في «الحوكمة الصحية»    تعيين محمد خليل مديرًا لفرع التأمين الصحي بمحافظة كفر الشيخ    تأجل محاكمة اللاعب إمام عاشور ل جلسة 19 يونيو للنطق بالحكم في اتهامه بسب وقذف مشجع بالدقهلية    وزير الداخلية الفرنسي يأمر بتعزيز المراقبة الأمنية في المواقع المرتبطة باليهود بالبلاد    إعلام عبري: إسرائيل تستعد للسيطرة على 75% من أراضي غزة    "رجال الأعمال" شركات صينية تعتزم إنشاء والتوسع في استثماراتها بمصر    كامل الوزير: نستهدف وصول صادرات مصر الصناعية إلى 118 مليار دولار خلال 2030    «سيدات يد الأهلي» يفزن على الجمعية الرياضية التونسي ويتأهلن لنهائي كأس الكؤوس الإفريقية لليد    عاجل.. غياب عبد الله السعيد عن الزمالك في نهائي كأس مصر يثير الجدل    مباشر مباراة الأهلي والمنتدى المغربي في نصف نهائي الكؤوس الأفريقية لكرة اليد    «سلوكك مرآتك على الطريق».. حملة توعوية جديدة لمجمع البحوث الإسلامية    «مصر القومي»: التعديلات المقترحة على قوانين الانتخابات محطة مفصلية ضمن مسار التطوير السياسي    جامعة بنها الأهلية تنظم اليوم العلمي الأول لكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال    «القومي للمرأة»: استحداث اختصاص اضافي للجنة البحث العلمي    الكشف عن اسم وألقاب صاحب مقبرة Kampp23 بمنطقة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر    الأزهر للفتوى يوضح أحكام أداء المرأة للحج    سون هيونج مين يقود توتنهام لتحقيق لقب الدوري الأوروبي ويصف نفسه ب"أسطورة ليوم واحد"    شوبير يكشف موعد إعلان الأهلي عن صفقة "زيزو".. ومواجهة ودية للفريق    المستشفيات الجامعية تنظم الاحتفالية السنوية لنظافة الأيدي    الزراعة : تعزيز الاستقرار الوبائي في المحافظات وتحصين أكثر من 4.5 مليون طائر منذ 2025    محافظ دمياط يتابع تطوير عيادة الطلبة بشطا    الحكومة تستعرض تفاصيل مشروع القطار الكهربائي السريع.. 2000 كم و60 محطة لنقلة حضارية في النقل الأخضر    راتب 28 ألف جنيه شهريًا.. بدء اختبارات المُتقدمين لوظيفة عمال زراعة بالأردن    الأحد.. وزير الثقافة يدشن تطبيق "ذاكرة المدينة" الخاص بجهاز التنسيق الحضاري    الليلة.. قصور الثقافة تقيم معرض تجربة شخصية بالعريش ضمن مشروع المعارض الطوافة    محافظ القاهرة يُسلّم تأشيرات ل179 حاجًا (تفاصيل)    الزمالك في مواجهة نارية ضد الترجي بنصف نهائي كأس الكؤوس الإفريقية لليد    "صحانا عشان الامتحانات".. زلزال يشعر به سكان البحيرة ويُصيبهم بالذعر    طلاب الصف الأول الثانوي يؤدون اليوم امتحان العلوم المتكاملة بالدقهلية    هبة مجدي بعد تكريمها من السيدة انتصار السيسي: فرحت من قلبي    لماذا زادت الكوارث والزلازل خلال الفترة الحالية؟.. أمين الفتوى يوضح    حكم من يحج وتارك للصلاة.. دار الإفتاء توضح    خالد الجندي: الصلاة في المساجد التي تضم أضرحة «جائزة» بشروط شرعية    الجمعة 6 يونيو أول أيام العيد فلكيًا.. والإجازة تمتد حتى الاثنين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سر التجربة الإندونيسية.. فصل الدين عن
السياسة واحترام القانون أساس نجاحها

روح الجماعة هي سر التجربة الإندونيسية ونجاحها علي مدي العشرين عاما الماضية‏,‏ وربما يري البعض أن هناك تشابها كبيرا بين الثورة المصرية والإندونيسية‏,‏ إلا أننا لن نتعلم من التجربة الإندونيسية وأخطائها قبل نجاحاتها إلا إذا غرسنا داخلنا أهمية العمل داخل منظومة جماعية وخلق الإدراك داخلنا بضرورة إبعاد الدين عن عالم السياسة كما فعل الإندونيسيون.
الإسلام موجود في كل مكان في إندونيسيا ولكن في الانتخابات تحصل عادة الأحزاب الإسلامية علي عدد محدود من المقاعد لأن الجميع يعتنق المبادئ فوق الدستورية( بان سي شيلا) التي وضعها سوكارنو أول رئيس بعد الاستقلال عام1945 بعد احتلال هولندي دام350 عاما, وهي مبادئ تدعو ببساطة للإيمان باله واحد لكل الاندونيسيين وعدالة و مدنية الدولة ووحدة البلاد والديمقراطية والعدالة, وتتبع إندونيسيا النظام الرئاسي وتتركز السلطة في أيدي حكومة مركزية ويبلغ عدد سكانها نحو250 مليون نسمة وبها خمس ديانات رئيسية هي الإسلام85% من السكان والهندوسية والبوذية والكونفوشسية والمسيحية, بجانب عدد كبير من المعتقدات والديانات الأخري يجتمعون في17 ألف جزيرة من بينها6 آلاف فقط مأهولة بالسكان.
وهناك تشابه كبير بين ظروف البلدين خاصة في فترة حكم سوهارتو ومبارك, ويحكي أمور باتريا مدرس بإحدي الجامعات الإندونيسية إن التجربتين متشابهتان, حيث رفض الجيش تنفيذ الأوامر بضرب الطلبة المتظاهرين ضد سوهارتو والذين احتلوا البرلمان عام1998, مؤكدا ان احترام القانون هو المبدأ الأساسي حاليا وهو سر نجاح بلاده لدرجة أن نسيب الرئيس الحالي سوسيلو بامبانج يوديونو تم سجنه في قضايا فساد بدون أي تدخل من الرئيس في فترته الرئاسية الأولي وربما لهذا تم انتخابه لفترة ثانية, مضيفا انه يحق للرئيس مدتين فقط طبقا للقانون بعد ان تعلم الاندونيسيون الدرس من بقاء سوهارتو30 عاما, كما ان وضع الجيش مقدر حاليا ولكنه ليس المسيطر علي كل شيء بما فيه البرلمان, كما كان الحال في عهد سوهارتو ويشير إلي أن كلا من سوهارتو ومبارك خدما في الجيش فترة طويلة وتنقلا بين وظائفه وتولوا السلطة وأداراها بطريقة استبدادية لثلاثة عقود, وكلاهما كان في الثمانينات من عمره وقمعا الحركات السياسية والتنظيمات الإسلامية وكلاهما أيضا أسقطتهما الانتفاضات التي قام بها شباب محبط اقتصاديا بسبب الفساد وكلاهما ترك السلطة بعد ضغط من الجيش, وكلاهما سلم السلطة لمن يثق فيه فسوهارتو سلمها لنائبه حبيبي ومبارك لرجل المخابرات عمر سليمان. ويوضح السفير أحمد القويسني سفير مصر في إندونيسيا أن التجربة الاقتصادية الرائعة لاندونيسيا هي سر نجاحها بعد أن وصلت معدلات النمو لدرجة عالية رشحتها للانضمام الي مجموعة الG20 و يمكن لمصر أن تتعلم من تلك التجربة وتتعاون معها خاصة ان الشعب الأندونيسي يكن احتراما كبيرا لنا.
الاسلام فى اندونيسيا
ويضيف ان هناك تشابها كبيرا بين الثورات في البلدين, واستمرت المرحلة الانتقالية حوالي خمس سنوات نجحوا فيها إلي حد كبير في استيعاب الأحزاب الإسلامية والذي يعلن بعضها صراحة إنهم يمثلون جماعة الإخوان المسلمين بل كان لديهم عداء مستحكم مع حكم مبارك بسبب معاملته للإخوان المسلمين ولكن الشعب الأندونيسي تمسك بمبادئ( بان سي شيلا) كطوق نجاة له للحفاظ علي الهارموني والانسجام بين العرقيات والثقافات واللغات المختلفة داخل اندونيسيا, وقد لجأوا للتدرج في التغيير, حيث انتخب البرلمان الرئيس عام1998 ثم تم تعديل بعض مواد الدستور وليس تغييره بالكامل لينتخب الشعب الرئيس منذ2004 لكنهم فشلوا في محاكمة أسرة سوهارتو لعدم وجود آلية قانونية, كما لم يستطيعوا استعادة قرش واحد من أمواله وأسرته من الخارج و لهذا فقد سارعوا بعرض تجربتهم علينا بعد ثورة25 يناير لنتعلم منها.
ويضيف إن إندونيسيا تتميز أيضا بوجود منظمات أهلية وجمعيات إسلامية عملاقة مثل تنظيم نهضة العلماء ويبلغ عدد أعضائه50 مليونا والمحمدية30 مليونا وقد أفرزت تلك المنظمات رؤساء وكوادر سياسية ورؤساء أحزاب ولكنها لاتستطيع ان تفرض علي أعضائها أي توجه سياسي معين, والدليل علي ذلك ان الأحزاب الإسلامية ليس لها إلا حصة صغيرة في البرلمان لأن الناخب لايريد دولة إسلامية, ولكن يريد دولة ذات مرجعية إسلامية ثقافية وحضارية للحفاظ علي تماسك بلده وحتي لاتسعي بعض الجزر ذات الأغلبية غير المسلمة إلي الانفصال, وبالتالي فإن الناخب يضع مصلحة الأمن القومي لبلاده في المقدمة.
ويعبر سفير مصر في جاكرتا عن مشاعر الإحباط من عدم الاهتمام الكافي من السياسة الخارجية بآسيا, فلا يوجد إدراك بعد ان مركز العالم ينتقل حاليا الي آسيا وهي مرشحة لقيادة العالم, وبالتالي يجب ان تولي مصر اهتماما متزايدا بدولة مثل اندونيسيا خاصة مع وجود رصيد كبير لنا من القوي الناعمة لدور الأزهر.
ويري السفير سيد قاسم المصري مساعد وزير الخارجية السابق أنه يمكن القول إن الإسلام المنظم أو المنخرط في تنظيمات سياسية واجتماعية قد ساعد في إرساء دعائم الديمقراطية في إندونيسيا.. ويضيف انه بالنسبة لدور القوات المسلحة الاندونيسية فقد عرف بالدور المزدوج في عهد سوهارتو وأصبح لها حصة في البرلمان وأصبحت هي المكلفة بضمان الأمن الداخلي والخارجي وأخضع لها الشرطة وجميع أجهزة المباحث والمخابرات, وأنشأت القوات المسلحة أجهزة موازية للأجهزة المدنية امتدت حتي مستوي القرية. وحاول النظام الجديد إعادة القوات المسلحة إلي ثكناتها وإلي دورها الطبيعي, ولم يحقق إلا نجاحا منقوصا.. فقد نجح في إلغاء الدور المزدوج, إلا أنه لم يستطع تفكيك الكيان الإقليمي للقوات المسلحة أو الحد من الأنشطة الاقتصادية التي توافر لها ضعف ما تتلقاه من الميزانية الحكومية, كما استمرت تبعية أجهزة المخابرات للقوات المسلحة.. والخلاصة أن العسكر مازالوا لاعبين سياسيين أساسيين في عهد ما بعد سوهارتو, ولكن.. وحتي الآن لم ينشأ موقف تصادمي بين العسكر والنظام..
والخلاصة أن مصر يمكنها أن تتعلم من التجربة الإندونيسية وتتجنب المخاطر التي مرت بها إندونيسيا, ولكن ذلك يجب أن يكون من خلال حلول مصرية تنبت من خلال حوار وطني مصري, ومن المهم أن تتم عملية الإصلاح نفسها بطريقة ديمقراطية وشفافة, وألا تتم من خلال بيانات تصدر من أعلي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.