تلقيت نسخة التقرير السنوي الحادي عشر للمنظمات الأهلية العربية من الدكتورة أماني قنديل مديرة الشبكة العربية للمنظمات الأهلية في القاهرة والخبيرة القديرة في مجال المنظمات الأهلية. وقد خصص التقرير نسخته هذا العام لتدور بحوثها وأوراقها تحت عنوان:( المنظمات الأهلية في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها الأسرة العربية) والموضوع كما ترون يهم للغاية, وقد تناولته بحوث التقرير في إحدي عشرة دولة عربية بتركيز علي قضايا الاستبعاد الاجتماعي, والتهميش, وتأثيراتها علي الأسرة العربية, والطلاق, والعنوسة, والزواج المبكر( مع ربطه بالاتجار في البشر في حالات كثيرة), والشباب ومخاطر تفشي المخدرات, وظاهرة العنف داخل الأسرة أو المؤسسات التعليمية, وفي العشوائيات. والحقيقة أنني علي تقديري للجهد الجبار المبذول في التقرير, كنت أتوق إلي دراسة تأثير ما يسمي ثورات الربيع العربي علي المنتج بفتح التاء البشري العربي, ومن ثم أوضاع الأسرة العربية, وصحيح أن الدكتورة عائشة التايب تناولت ذلك بتركيز في بحثها عن الجمهورية التونسية, ورصدت النتائج الاجتماعية لمتغير حدث 17 ديسمبر 2010, إلا أن الدكتور علي ليلة في بحثه المتميز كالعادة والخاص بجمهورية مصر العربية لم يعط ذات الاهتمام لتأثير متغير 25 يناير علي حال الأسرة العربية, مكتفيا في عدد من مواضعها, بالإشارة إلي ما سبق يناير من تمزق في الواقع الأسري المصري, أو إلي الآثار الإيجابية ليناير علي إستجابة وإيجابية المرأة المصرية بعدما أحست خطرا من رغبة القوي المحافظة التقليدية في تقييدها أو الاعتداء علي حريتها.. ولكن ما قصدته هو عمل بحثي علمي يظهر لنا, بتفصيل انعكاسات إطاحة مؤسسات الدولة الكبري علي الشباب, وتعويد الأطفال ممارسة عنف الشوارع ضد المنشآت الحيوية, لا بل والتاريخية, وغياب الروادع الأمنية, وتسييس ظاهرة أطفال الشوارع, واستخدام القوي السياسية المختلفة لهم في صراعاتها, وازدياد الفقر والحرمان الاقتصادي, وانتشار البطالة علي نحو متفاقم, واهتزاز مفهوم المواطنة وحقوق المرأة تحت وطأة منظومة جديدة من القيم فرضتها القوي المحافظة, وإهدار مفهوم الانتماء.. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع