كان الروس بعد زيارة وزير الخارجية الامريكية جون كيري الاخيرة لموسكو, هم الاسبق في إعلان موافقة واشنطن علي ان يحضر ممثلون عن الرئيس بشار الاسد مؤتمر جنيف الثاني. رغم الوعود المتكررة من جانب الرئيس اوباما بضرورة اسقاط نظام الاسد, وان تكون ايران ضمن حضور المؤتمر, رغم اعتراض بعض دول الاتحاد الاوروبي وممانعة عدد من الدول العربية.., ومع ان موعد انعقاد مؤتمر جنيف الثاني لم يتحدد بعد انتظارا لإعلان موقف المعارضة السورية التي يجمع غالبيتها علي رفض التفاوض مع نظام بشار الاسد, والمطالبة بضرورة رحيل نظامه قبل ان تبدأ المرحلة الانتقالية, الا ان غالبية التكهنات تؤكد ان المعارضة السورية سوف تخفف من شروطها تحت ضغوط الامريكيين, وسوف توافق في النهاية علي حضور المؤتمر. وبرغم ان الامريكيين يبررون تنازلاتهم في قضية بشار الاسد بأن اشراك جزء من الحكم السوري في اعمال المؤتمر ضرورة تفرضها الرغبة في الحفاظ علي ما تبقي من مؤسسات الدولة السورية( الجيش والامن والبيروقراطية الحكومية) كي لا يتكرر ما حدث في العراق وتنهار الدولة بكاملها, الا ان فرص نجاح المؤتمر تبدو محدودة بسبب التقدم العسكري الذي احرزته قوات بشار الاسد في معاركها الاخيرة في ريف دمشق التي ابعدت خطر الحصار عن العاصمة السورية, ومكنت بشار من التمسك بمطلب عدم مغادرته الحكم الا عبر انتخابات حرة نزيهة,فضلا عن عجز المعارضة المسلحة عن تحقيق حسم واضح علي ارض المعركة نتيجة رفض الولاياتالمتحدة امدادها بالاسلحة الثقيلة والمتقدمة, خوفا من ان تقع في ايدي جماعات النصرة, التنظيم الاكثر تطرفا في المعارضة السورية.., وبرغم ان الروس والامريكيين لايزالون يبحثون جدول اعمال المؤتمر الذي سوف يركز بالضرورة علي تشكيل حكومة انتقالية تضم الحكم وكل اطياف المعارضة, تتولي ترتيب المرحلة الانتقالية, واعداد البلاد لانتخابات برلمانية ورئاسية جديدة, والحيلولة دون ان تصبح سوريا قاعدة وملاذا لجماعات الارهاب.., وكلها احلام يتم بناؤها فوق الرمال دون اي ضمانات حقيقية, بينما طاحونة الحرب الاهلية تبلغ ذروة وحشيتها وتهلك كل يوم المئات من السوريين. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد