في الوقت الذي امتدت فيه موجة العنف والإرهاب الأوروبية من بريطانيا إلي فرنسا, أكد الرئيس فرانسوا أولاند أنه لم يتم التعرف بعد علي ملابسات أو منفذ الهجوم الذي تعرض له الجندي الفرنسي سيدريك كوردييه(23 عاما) أمس الأول في منطقة تجارية غرب باريس. وذلك في الوقت الذي تم فيه تكليف النيابة العامة في باريس في التحقيق في الاعتداء وأسبابه. وأوضح أولاند الذي يزور العاصمة الاثيوبية أديس أبابا أن منفذ الاعتداء مازال هاربا وأن الشرطة تبحث في جميع الخيوط. في حين أشار بيير أندريه بيفيل مفتش الشرطة في منطقة أو دو سين إلي أن الجندي نزف كمية كبيرة من الدماء لكن حياته ليست في خطر وإنه يتلقي علاجا في مستشفي بيرسي العسكري. وتمكن منفذ الاعتداء من الهرب والاختفاء وسط الازدحام في منطقة لادفانسالتجارية قبل أن يتمكن الجنديان الآخران اللذان كانا بصحبة العسكري المعتدي عليه من اللحاق بالجاني, مشيرا إلي إنه سيتم الكشف عن تفاصيل أخري عن هوية المهاجم. أما وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان فقد أكد أن الهجوم علي الجندي الفرنسي كان متعمدا, مؤكدا أنه وزميله وزير الداخلية مانويل فالس يشنان حربا لا هوادة فيها علي الإرهاب.وحذر من أن المعتدين أرادوا قتل العسكري فقط لأنه عسكري يقوم بالعمل علي ضمان أمن الفرنسيين في إطار خطة فيجيبيرات( التي طبقتها السلطات الفرنسية في إطار مكافحة الإرهاب). ومن ناحيته, أكد وزير الداخلية الفرنسي أن هناك تشابها ما بين الاعتداء الذي تعرض له الجندي الفرنسي في باريس ومقتل جندي بريطاني بوسط لندن قبل أربعة أيام. وأضاف أنه في هذه المرحلة وبكل صراحة, فلنكن حذرين ولنبقي حالة التيقظ لدي قوات الأمن وأجهزة المخابرات ولنبذل كافة الجهود لمعرفة المزيد من اجل اعتقال هذا الرجل الذي اراد بالتأكيد قتل الجندي الذي يتواجد لحسن الحظ في المستشفي وحياته ليست في خطر. ومن ناحيتها, نقلت صحيفة لو باريزيانالفرنسية عن مصدر مطلع في شرطة العاصمة إشارته إلي أن المهاجم المشتبه به رجل ملتح لا يتجاوز الثلاثين من العمر ومن المرجح أن أصوله تعود إلي شمال أفريقيا. وعلي صعيد التحقيقات المكثفة حول الحادث, أعلن روبير جيلي المدعي العام في منطقة نانتير بباريس أنه تم تكليف النيابة العامة المتخصصة بقضايا الإرهاب في باريس بالتحقيق في الاعتداء. ويأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من هجوم مماثل استهدف جنديا بريطانيا في وضح النهار في لندن, حيث تعرض للطعن حتي الموت علي يد إسلاميين مفترضان هاجماه بسكين وساطور في جريمة وحشية اعتبرتها السلطات البريطانية اعتداء ارهابيا. ووسط حالة من القلق إزاء موجة الإرهاب الراهنة, حذرت صحيفة الاندبندنت البريطانية من أن المعركة الرئيسية في الحرب ضد التطرف تجري وقائعها علي الإنترنت من قبل فرق منتقاة تجلس خلف لوحات المفاتيح وتنخرط في الفوز بعقول وألباب الإرهابيين المحتملين.وفي أستراليا, دعا زعماء الجالية الإسلامية المسلمين إلي التحلي بالحذر خوفا من تعرضهم لأعمال انتقامية, ردا علي مقتل الجندي البريطاني لي رجبي علي يد متطرفين.