كسل العين يعني ضعفا في قوة إبصار إحدي العينين وهو لا يتحسن بالنظارة الطبية, إلا أن اكتشافه مبكرا يحمي من تدهور الإبصار. وهو يختلف عن ضعف الإبصار بالعينين معا والذي يكشف عن نفسه بسهولة من خلال السلوكيات والأداء الدراسي للطفل. وفي حالات كسل العين تكون العين الضعيفة سليمة من حيث التكوين, ولكن يرجع ضعفها إلي اهمال المخ لهذه العين, حيث تعمل العين مثل الكاميرا تكون فقط صورة للأشياء المرئية علي الشبكية, ثم يتم نقلها عن طريق العصب البصري إلي مركز الإبصار بالمخ لرؤية وتمييز هذه الصور وإدراكها. يحدث كسل العين نتيجة وجود حول بهذه العين أو نتيجة وجود اختلاف لدرجة الانكسار بين العينين, سواء طول أو قصر نظر أو استجماتيزم بحيث يكون هناك اختلاف في درجة الرؤية بين العينين, لذلك يستجيب المخ للعين السليمة التي ترسل صورة واضحة للأشياء المرئية ويهمل العين الأخري حيث إن الصورة المرسلة منها إلي المخ غير واضحة, ومع مرور الزمن نجد أن قوة الإبصار بالعين المهملة تزيد في التدهور ولا تستجيب لنظارة, لذلك يجب تشخيص هذه الحالات مبكرا أي قبل سن العاشرة حتي يتم العلاج المناسب لهذه الحالة. هذا ما أوضحته الدكتورة عطيات مصطفي استاذ طب وجراحة العيون بطب الأزهر وأوصت في دراسة قامت بها بمشاركة الدكتورة رحاب رشاد قاسم استاذ مساعد طب وجراحة العيون بطب القاهرة بضرورة عمل مسح شامل لتلاميذ المدارس وقياس قوة الإبصار لهم حتي يتم الاكتشاف المبكر لوجود ضعف في الرؤية باحدي العينين. وتوصلت الدراسة لإمكان العلاج باستعمال نظارة خاصة تسمح بتغطية العين السليمة تماما, كما يمكن تغطية العين السليمة بواسطة غطاء العين الذي يباع في الصيدليات حتي يستجيب المخ للعين الضعيفة لمنع وجود تنافس بين العينين علي مستوي المخ وتفضيله العين السليمة واهمال الضعيفة وبذلك يستجيب المخ للعين الضعيفة, وبعد التحسن في الرؤية يتم عملية اصلاح الحول الموجود بالعين. وحول عدد الساعات التي يجب الالتزام بها في تغطية العين لتقوية العين الضعيفة تم من خلال البحث عمل مقارنة بين التغطية لمدة6 ساعات أو ساعتين فقط, وأوضحت الدراسة إمكان تغطية العين ساعتين فقط. ولكن مع اداء نشاط للعين بالرسم والتلوين والألعاب المختلفة عن طريق الكمبيوتر. أما تغطية العين لمدة6 ساعات فهو يناسب صغار السن لعدم قدرتهم علي الرسم والتلوين أو لعدم وعي الأهل بمتابعة اطفالهم في أثناء التدريبات, وتجري حاليا طريقة حديثة لعلاج هذه الحالات, باستخدام برامج خاصة وتساعد علي تطوير التمرينات من الدرجة الأسهل إلي الأكثر صعوبة كلما تحسنت قوة الإبصار بالعين الضعيفة, مع تسجيل النتائج علي الكمبيوتر تلقائيا لمراجعتها عن بعد بواسطة الطبيب وهو في عيادته عن طريق الانترنت للوقوف علي مدي استجابة الطفل لأداء التمرينات ومدي انتظامه في أدائها. وتشير الدراسة إلي وجود طرق أخري بجانب الطريقة التقليدية ولكنها ليست آمنة ومنها استخدام عدسة لاصقة معتمة بدرجة معينة بحيث تقلل الرؤية بالعين السليمة بهدف انعدام التمييز من قبل المخ للعينين, كما توجد طريقة أخري تتم باستخدام قطرة أو مرهم الأتروبين أو أنواع مشابهة بالعين السليمة إعطاء فرصة للعين الضعيفة للتركيز, ويفضل استخدامها في نهاية الأسبوع بعيدا عن فترة الدراسة حتي لا يتأخر تحصيل التلميذ.