علي الرغم من أن عمره لم يتجاوز الثانية عشرة الا أن سجله الاجرامي يضم75 قضية سرقة بالاكراه أي أن عدد الجرائم التي ارتكبها تساوي ستة أضعاف عمره ارتكبها في المدينة السياحية الهادئة الغردقة علي الرغم من ان تلك المدينة من النادر أن يحدث بها جريمة سرقة و قتل إلا أن مؤمن حولها الي مدينة اللصوص فاصبح لغزا محيرا لزوارها وسكانها والغريب أن جميع الضحايا كانوا يبلغون الشرطة بأن الذي يقوم بسرقتهم بالاكراه حاملا السلاح طفل صغير لكنه استطاع أن يرعبهم فبرغم قصر قامته وحداثة سنه الا انه كان يرهب جميع من أمامه فلا يملكون الا ان يخرجوا الاموال الموجودة معهم ويعطونها اياه خوفا منه وحرصا علي حياتهم ولكن بعد أكثر من اربعة أشهر علي ترويع تلك المدينة نجحت أجهزة الامن بالغردقة في حل اللغز المحير لهم عندما القوا القبض عليه أثناء قيامه بسرقة إحدي السيدات وعندما قام العميد جرير مصطفي مدير مباحث البحر الاحمر بالتحقيق معه كانت المفاجأة أن هذا اللص الذي لا يزيد طوله عن90 سنتيمترا كان وراء كل هذه الجرائم وتم ابلاغ الضحايا الذين حضروا وتعرفوا عليه ليتم بعد ذلك ايداعه المؤسسة العقابية بالمرج نظرا لصغر سنه وداخل تلك المؤسسة التقينا بمؤمن شحاتة الغريب أنه عندما تنظر اليه تشعر بالتعاطف تجاهه خاصة وأنه لا زال طفلا صغيرا ولكن عندما يبدأ الحديث سرعان ما تتغير فكرتك عنه فطريقته في الحوار تشير الي انه لص محترف بدأ حديثه معنا بأنه كان يقيم مع أفراد اسرته بمحافظة سوهاج ولكن بعد أن توفي والده وعمره4 سنوات انتقلت والدته وأشقاؤه الكبار الي مدينة الغردقة خاصة بعد أن طردهم صاحب الارض التي كان يتولي والدهم زراعتها بعد أشهر قليلة من موته ولم يكن لهم أي مورد رزق ففكروا في أن يهاجروا المكان خاصة بعد أن رفض شقيق والده الاكبر الانفاق عليهم ومع أول يوم حضروا فيه الي الغردقة القت الشرطة القبض علي شقيقيه أحمد وسعيد بتهمة عدم حمل اثبات شخصية وتم ترحيلهما مرة أخري الي محافظة سوهاج فامضوا شهرا وعاد هو ووالدته معهم ولكنهم قرروا أن يصبحوا أثرياء وتأكد لهم أنهم لن يصلوا الي الثراء الا من خلال العمل في مدينة سياحية كالغردقة ولكن مرت شهور بل اعوام دون أن يتحقق هذا الحلم ويضيف مؤمن بانه تم سجن شقيقي في قضية سرقة بعد أن فشلا في العمل وبعد ذلك كان لابد أن أكمل ما بداه حتي استطيع الانفاق علي والدتي وشقيقتي ولعدم حصولي علي فرصة عمل خاصة وانني لم التحق بالتعليم فان ضيق ذات اليد جعلت امي لا تستطيع ان تلحقني بالمدرسة الابتدائية فكنت أجلس بجوارها أثناء قيامها ببيع مشروبات غازية بالطريق العام لكن سرعان ما كان يتم ضبطنا من قبل الشرطة لمخالفة ذلك لشروط المحافظة علي طابع المدينة السياحية ولم أجد مفرا سوي أن الجا الي السرقة فكنت أقوم بايقاف السيدات ليلا واستولي علي اموالهن وحليهن وعندما كانت تحاول الواحدة منهن الاستغاثة كنت أطعنها بالسكين واهرب بعد ذلك بل اني كنت أرتكب في اليوم الواحد ثلاث او اربع جرائم سرقة بالاكراه دون ان تصل الي الشرطة وظللت علي هذا فترة طويلة حتي كانت المرة الاخيرة التي سقط فيها بين يدي الشرطة عندما سرقت احدي السيدات واستغاثت وكان هناك شابان يستقلان سيارة فارهه وهنا فوجئت بهما يحاولان امساكي ولكن صغر سني جعلني استطيع أن اهرب سريعا ولكن سرعان ما قام احدهما باستقلال السيارة والاخر بتتبعي ونجحا في النهايه بمعاونة باقي الاهالي في ضبطي بعد ان ايقنت ان الشرطة لن تستطيع الوصول الي ولم اجد مفرا الا ان اعترف بجميع جرائمي ولكن الغريب اني فوجئت بانه تم ترحيلي من الغردقة الي القاهرة ومنذ سجني بمؤسسة الاحداث بالمرج ولم يحضر الي احد خاصة ان والدتي لا تستطيع الحضور انا معترف بجرائمي ولكن ما ذنب والدتي وشقيقتي اللاتي اصبحن بدون عائل ينفق عليهن وحتي الان لم يتم احالتي للمحاكمة تركناه يواجه المجهول بينما فرضت اجهزة الامن باشراف اللواء معز السبكي نائب مدير الادارة العامة لمباحث الاحداث و اللواء محمود علي مدير المؤسسة العقابية والعميد محمد زغلول مدير العمليان اجراءات صارمة حولها خوفا من ان يحاول هؤلاد المتهمين الصغار الهروب بعد ان امتلأت المؤسسة بمئات الاطفال في جرائم قتل وسرقة بالاكراه.