ذهبت الي احدي المؤسسات العامة المهمة في مصر.. هالني مارأيت بداية من البوابة التي يسيطر عليها العسكر ويضعون أمامها المتاريس والأسلاك الشائكة وشعرت فجأة أنني انتقلت علي جبهة القناة زمان قبل تحطيم خط بارليف. ماعلينا.. ربما لأهمية هذه المؤسسة استدعي الأمر هذا الاهتمام الكبير من العسكر لسخونة الأحداث التي شاهدها هذا المبني.. مدخل المبني عظيم وكبير.. ولكنه مع الأسف الشديد الأسانسيرات متهالكة ويقف عليها طابور من البشر تماما مثل اسانسيرات مجمع التحرير.. ولاحظت ان الصعود بالأسانسير داخل طوابق هذا المبني المهم امر عسير للغاية لأنه لا يقف في كل الأدوار فإذا كنت في الدور الرابع وأردت ان تصعد الي الدور العاشر فعليك ان تنزل علي رجليك علي السلالم الي الدور الثاني وبعدين تأخذ الأسانسير الصاعد.. وهكذا مع اختلاف الطوابق ولا يوجد مانع ان عابر سبيل في المبني يحب يخدمك فيطرق علي باب الأسانسير ويعلو بصوت جهوري( قف وانت نازل). الموظفون داخل هذا المبني في غاية الاحترام والطيبة فعندما تضل الطريق في احد الأدوار وهو امر وارد جدا.. فلا يتورع احدهم من ترك عمله ومرافقتك الي المكان الذي تريده.. ولكن من الملاحظ ان هؤلاء الموظفين معدمون لا تصلهم المبالغ الطائلة التي تصل الي هذه المؤسسة حالهم مثل كل الموظفين المصريين الذين يعانون من الفروق الشاسعة في الرواتب بين الرئيس والمرؤوسين.. هل يعقل ان هذه المؤسسة التي يتصارع الان علي رئاستها اسماء اعلامية كبيرة والتي قد شهدت قبل اندلاع ثورة25 يناير وبعدها أحداثا سياسية وتاريخية مهمة.. طرقاتها واستديوهاتها وكاميراتها تبعد كل البعد عن النظافة والتطور التكنولوجي الذي نشاهده في مؤسسات عربية مشابهة..؟ هل هذه المؤسسة بحالها المتردي يمكن ان تقوم بالدور الاعلامي المنوط بها في هذه المرحلة التاريخية المهمة؟ هذه المؤسسة: هي التليفزيون المصري بماسبيرو.