مريض يذهب لإجراء عملية جراحية يخرج مصابا بالايدز أو الالتهاب الكبدي الوبائي... والسبب نقل دم ملوث له لم تجر عليه أي فحوصات أو نتيجة لتلوث أحد الأجهزة المستخدمة في نقل الدم لجسم مريض. وهو ما حدث مع أحد المرضي منذ أيام في احد المستشفيات الخاصة الكبري بعد أن ذهب لاستئصال جزء من ورم بالرقبة وخرج مصابا بالإيدز بعد أن نقلوا إليه دما ملوثا, ولان هذا السيناريو يتكرر بصفة دائمة في مستشفياتنا وأصابع الاتهام تشير إلي حملات التبرع العشوائي أو بنوك الدم, وعدم مراعاتها للفحوص الطبية الدقيقة لعينات الدم المأخوذة, قامت الأهرام بالتحقيق لمعرفة كيفية خضوع الدم للاختبارات, وطرق وقاية وسلامة العينات. تؤكد شقيقة احدي ضحايا نقل الدم الملوث أنها قامت بإدخال شقيقتها احد المستشفيات, وهي تعاني من ألم في البطن من الانيميا المنجلية, وكانت تحتاج إلي نقل دم, وهي معتادة علي نقله من المستشفي, وبعد يومين من نقل الدم شعرت شقيقتها بآلام شديدة في أنحاء جسدها, وبدأت حراراتها ترتفع مع نقص الاكسجين ودخلت علي الفور وحدة العناية المركزة واكتشفت بعدها دخول جرثومة في الدم الذي نقل إليها من المستشفي, وبدأت تتدهور حالتها إلي أن فارقت الحياة. وتؤكد الدكتورة آمال البشلاوي أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بكلية الطب جامعة القاهرة بقصر العيني أن اختبارات الدم في المعامل لا تظهر الفيروسات والاجسام المضادة في التحليل بنسبة100%ولكن هناك اختبارا اسمهNAT يظهر الDNA للفيروس في الدم, وهو غير متاح في كل المعامل نظرا لارتفاع تكاليفه. فهو يساعد علي ظهور فيروسB.C ونقص المناعة( الايدز) واليتموجالو فيروس وهي فيروسات لا تظهر في دم المتبرع بدون خضوعها لتحليلNAT. أشارت إلي أن أي إنسان طبيعي إذا تعرض لاختلاط دمه بدم غيره عن طريق الآلات الجراحية طبيب الاسنان أو الختان للاناث أو ماكينة الحلاقة أو أدوات الباديكير الخاصة بالنساء فإنه من السهولة أن ينتقل إليه الفيروس, وأكدت د. آمال البشلاوي أن بعض العائلات عندما يحتاج أحد أفرادها لنقل دم لا يخضعونه للتحليل, وعلي سبيل المثال قام أب بإعطاء ابنه المولود الدم وبعد ثلاثة أعوام اكتشفنا أن الولد اصابه فيروس التهاب الكبد الوبائي, وبالتحاليل اكتشفنا أن الأب هو الحامل للمرض, ولم يكن لديه علم لذلك لابد من توخي الحذر والدقة حتي لو كان نقل الدم من أقرب إنسان لديك فإن كان المتبرع متأكدا من سلامة صحته مائة بالمئة, فإنه لا يستطيع التبرع إلا اذا كان لديه فحوصات أجراها علي الأقل منذ6 أشهر. وتضيف أن مرضي انيميا البحر المتوسط عددهم أكثر من25 الف مريض علي مستوي المراكز الطبية المعالجة في الجمهورية يحتاجون إلي نقل500ألف كيس دم لهم سنويا أي أكثر من نصف الكمية التي يتم جمعها بالتبرع خاصة أن هؤلاء المرضي يحتاجون إلي نقل الدم خلال اسبوعين بسبب تشوه وتكسر كرات الدم الحمراء خلال اسبوعين ثم تأتي بعد ذلك الانيميا المنجلية, وعدد المصابين بها أقل من مرض انيميا البحر المتوسط, فهم نحو2500مريض. وتطالب البشلاوي بفحص دم المتبرعين من الميادين العامة فحصا دقيقا, والتأكد من عدم إجراء أية جراحات علي الاقل لمدة ستة اشهر قبل التبرع حتي لو كانت جراحة في الاسنان. ويشير الدكتور أحمد شاهين أستاذ واستشاري التحاليل الطبية بكليات الطب البشري بجامعة الزقازيق وجامعة6 أكتوبر ومستشار مجلس الشعب لشئون لجنتي الصحة والسكان والبيئة إلي أن عملية نقل الدم تعرض المرضي لمشكلات صحية أو كوارث مرضية قد تودي بحياته, وقد تكتشف علي مدي ساعات أو أسابيع أو أشهر أو سنوات., لذلك هناك أعراض يجب الانتباه لها قد تحدث للمريض عند نقل الدم كإحمرار وجه المريض أو صعوبة في التنفس مع زيادة ضربات القلب وارتفاع درجة الحرارة إلي أكثر من38 درجة مئوية, وقد يصاحبه غثيان وقيء وطفح جلدي, وفي هذه الحالات يجب وقف نقل الدم فورا مع حقن محلول ملح في قسطرة الوريد حتي لا يحدث تجلط, ويتم ارسال كيس الدم والحقن وجهاز نقل الدم إلي بنك الدم وارسال أول عينة بول للتحليل بأقصي سرعة لذلك المريض. يؤكد الدكتور أحمد أن هناك مضاعفات مصاحبة لنقل الدم تحدث عدوي مرضية كفيروس التهاب الكبد الوبائي(B) وفيروس(C) ونادرا فيروس الالتهاب الكبدي(A) كذلك من خلال نقل الدم قد يتم نقل مرض النقص المناعي( الايدز), بالإضافة إلي الطفيليات مثل الفيلاريا, وحديثا وجد أن نقل الدم يمكن أن يسبب الاخماد المناعي, وهو ما يجعل المريض فريسة سهلة لشرور الاصابة بالأمراض المعدية, كذلك الالتهاب الميكروبي الذي يصيب المريض نتيجة حدوث تلوث للدم بالبكتريا لذا يجب استخدام الدم خلال4 ساعات من خروجه من بنك الدم, وعمل مزرعة دم فورا للمريض إذا وجد احتمال تلوث للدم. وينصح الدكتور أحمد بعدة وسائل للتقليل من مخاطر نقل الدم كالتحضير قبل عملية نقل الدم من خلال إحضار( ملصق) علي الزجاجة حاملة عينة الدم, ويكتب علي الملصق اسم المريض, ورقم الملف الطبي الخاص, وبعد أخذ العينة من المريض توضع في أنبوبة ثم يوضع عليها الملصق الخاص ببيانات المريض التي يجب أن يوقع عليها الطبيب والممرضة ثم يتم ارسالها لبنك الدم لعمل اختبار التوافق. ويضيف أن نوعية الدم المنقول يجب أن يكون خاليا من الفيروس المضخم للخلية سيتوميجا لوفيروس حيث إنه يؤدي إلي الالتهاب الرئوي أو الالتهاب الكبدي كذلك الدم إذا تمت معالجته بالاشعاع لمنع تكاثر الخلايا الليمفاوية( احد أنواع كرات الدم البيضاء) يفضل استخدامه مع حديثي الولادة إذا كان وزنه أقل من200جرام أو إذا كان مصابا بأحد أمراض نقص المناعة أو أنه سيأخذ دما من أحد أقاربه من الدرجة الأولي. إجراءات منع التلوث ويوضح الدكتور أحمد الاحتياطات التي يجب أن تراعي عند نقل الدم لحماية المرضي, وهي من خلال لبس الجوانتي وغسل اليدين, أو أي سطح من جلد الجسم فورا وبدقة لو حدث أي تلوث للدم كذلك رعاية, خاصة لمنع الاصابة عند الوخز بالابر أو الادوات الحادة, بالإضافة إلي استخدام الماسك والاغطية الواقية للعين, كذلك استخدام أجهزة التهوية لعملية التنفس الصناعي. ويجب أن يراعي بعدم السماح للعمال الصحيين المصابين بأي جرح أو التهابات جلدية بأي دور في عملية نقل الدم, بالإضافة إلي جمع الملايات والمفروشات الملوثة بالدم, وغيره من سوائل الجسم ووضعها في حقائب محكمة فورا لمنع الارتشاحات ونقل العدوي.