بدأ فضيلة الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب, شيخ الأزهر, أمس زيارة إلي سلطنة عمان علي رأس وفد أزهري كبير يضم الدكتور شوقي علام, مفتي الجمهورية, والدكتور حسن الشافعي, رئيس مجمع اللغة العربية, وعددا من أعضاء هيئة كبار العلماء. وقال الدكتور أحمد الطيب في تصريحات صحفية, أثناء مغادرته صالة كبار الزوار, بمطار القاهرة, إن الدول العربية والإسلامية تمر بظروف استثنائية, وفتنة طائفية بغيضة في العراق وسوريا. واتهم من وصفهم بخصوم الإسلام, بإشاعة الفوضي وإشارة المشكلات الحقيقية والموهومة في مختلف الأقطار العربية والإسلامية, وقال انه يصبح واجبا علي كل قادر علي بذل مسعي إيجابي للإصلاح والتفاهم وحسن العلاقات بين أبناء الأمة الواحدة ألا يتردد في بذله والنهوض إليه. وأشار الطيب إلي أن الأزهر الشريف كان وسيظل المعبر عن ضمير الشعوب العربية والإسلامية التي تتطلع إلي الحرية والاستقرار والتقدم والسلام. من جانبه قال الدكتور عبد الفتاح بركة, عضو هيئة كبار العلماء, وعضو الوفد الأزهري, أن الزيارة تأتي تقديرا لمكانة مصر والأزهر في قلوب العمانيين, وتأتي انطلاقا من دور الأزهر تجاه الأمة العربية والإسلامية. وقال الدكتور حسن الشافعي, عضو هيئة كبار العلماء, إن الزيارة هي مواصلة لجهود الإمام الأكبر البناءة ومساعيه الموفقة, التي تعي المصالح العليا للوطن والمشكلات التي يواجهها بعض أبنائه, ومصالح أمتنا العربية والإسلامية, وأن سفره إلي دولة عمان الشقيقة, يأتي تقديرا لمشاعر الشعب العماني الصادقة نحو مصر والأزهر الشريف, واعتدادا بما يتميز به المجتمع العماني الشقيق من تنوع وتعددية مذهبية وطنية مرموقة, لا تؤثر علي وحدة النسيج الوطني العماني, وإنها أول زيارة من شيخ للأزهر إلي دولة أو مجتمع شقيق, فيه يتجلي التنوع المذهبي المحمود; أليس ذلك من صميم العمل الدعوي الإسلامي للتفاهم بين المذاهب أو أهل المذاهب الإسلامية. وأوضح أن الطيب, يغادر عمان صباح غد الثلاثاء متوجها إلي إمارة دبي ليلقي كلمة الافتتاح بمؤتمر الإعلام العربي في مراحله الانتقالية, وهي مناسبة دعوية بالغة الأهمية لبث قيم الإسلام والعروبة في إعلامنا الذي غابت عنه الرؤية, وأهمل المواثيق الحرفية والإنسانية, وأن الطيب يقتطع هذا الوقت من برنامجه الزاخر بالواجبات, بنية خالصة وقصد قويم, وإيثارا للمصلحة العامة للعرب والمسلمين. من ناحية أخري أصدرت مشيخة الأزهر بيانا أمس ردا علي ما جاء في مقال الكاتب الصحفي فهمي هويدي بإحدي الصحف المستقلة والذي تناول خلاله زيارات شيخ الأزهر الخارجية لعدد من الدول الخليجية, والتي شكك في نواياها وتوقيتاتها. وأوضحت مشيخة الأزهر أن برنامج الزيارات, كان تلبية لدعوات قديمة مضي علي بعضها عام أو عامان, وأرجئت تقديرا لظروف الوطن الداخلية المعروفة, ولأن المهام الأزهرية في تنظيم المؤسسة العريقة دستوريا وقانونيا, وفي تطوير مناهج الدراسة بالمعاهد الأزهرية في مراحلها ونوعياتها المختلفة- تستغرق وقت فضيلة الإمام الأكبر, وأنه لا علاقة لذلك علي الإطلاق بأي أمر وراء ذلك مما توهمه البعض, وليست أي اهدافا سياسية, وأن المشيخة تعي تماما أنها بعراقتها ومصداقيتها, ودورها العلمي والدعوي والتوجيهي جزء من الدولة المصرية, مع كونها في الوقت نفسه ملكا لجميع المسلمين عربا وغير عرب. وقال البيان أن الطيب سيلبي دعوات خارجية خلال الفترة المقبلة تشمل عددا من الدول الإفريقية تدعيما لدور الأزهر وعلاقات مصر بالخارج.