علي الرغم من وجود ترسانة من القوانين لمواجهة التلوث في نهر النيل, والحفاظ علي الموارد المائية: إلا أن الحادث علي أرض الواقع يوضح حالة التقاعس الشديد عن حماية قطرة الماء، يؤكد ذلك التسريب اليومي للمياه العذبة بميدان السواح خلف قصر القبة. فقد شقت ماسورة المياه الرئيسة منذ شهور عدة, ولم يجد العمال حلا سوي حفر قناة صغيرة بالطريق العام وتركوها لتصب المياه العذبة24 ساعة يوميا في بئر الصرف الصحي.. والصورة لا تكذب! يأتي ذلك علي الرغم من تحذيرات الأممالمتحدة في تقريرها عن المياه بالعالم من أن حاجة البشرية إلي الغذاء ستزداد بنسبة55% بحلول عام2030, وأنه سيكون من آثار ذلك تزايد الطلب علي مياه الري التي تستغل حاليا نحو70% من إجمالي كميات المياه العذبة نتيجة زيادة عدد سكان الأرض إلي9.3 مليار نسمة بحلول عام2050, مما يعني ازدياد الطلب علي الماء بنحو90 مليار متر مكعب سنويا, وهو ما يعادل طاقة نهر النيل في السنة, أي أن العالم في حاجة إلي نهر جديد سنويا لمواجهة الانفجار السكاني. في الوقت نفسه, وصف معهد استوكهولم الدولي للمياه الوضع الحالي لمصادر المياه في العالم بأنه صورة قاتمة, مؤكدا أن الدول النامية تلقي بنحو70% من مخلفاتها الصناعية في المياه دون معالجة مما يعرض مصادر المياه الصالحة للشرب للتلوث الشديد. والمطلوب الآن أن نقوم بالإصلاح الفوري لخطوط المياه, وأن نعمل علي نشر ثقافة ترشيد الاستهلاك حيث تعتبر مصر من الدول الفقيرة مائيا, ويعتبر سكانها تحت خط الفقر المائي, خصوصا أن حصة مصر من مياه نهر النيل ثابتة عند55.5 مليار متر مكعب طبقا لاتفاقية الخرطوم عام1959 عندما كان عدد سكان مصر23 مليون نسمة فقط, بينما بلغ الآن أكثر من84 مليون نسمة, وتراجع نصيب الفرد من الماء, حيث حذر المجلس القومي للإنتاج والشئون الاقتصادية من أن مصر مقبلة علي أزمة مياه, متوقعا انخفاض متوسط نصيب المواطن إلي نحوا450 مترا تقريبا بحلول عام.2025 الدكتور أشرف عبد العزيز منصور الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة, رأي أن الحل في تنفيذ التوصيات العلمية التي أعلنت خلال المؤتمرات البيئية بمناسبة يوم المياه العالمي للحفاظ علي قطرة الماء, وتبدأ بإقامة مشروعات لتصنيع معدات المياه كالصنابير التي تعمل بالليزر أو الضغط, وإحلالها في المنازل والمباني المختلفة, وكذلك توفير المياه من التبخر. وأضاف أن معظم الدول العربية, ومصر بصفة خاصة, تواجه مشكلة ندرة المياه, علي الرغم من وجود نهر النيل بها, وذلك بسبب الظروف الجغرافية التي تتمثل في الموقع والمناخ, اللذين جعلا منطقتنا من أكثر المناطق جفافا, بالإضافة الي المشكلات المتوقعة من بناء إثيوبيا سد النهضة.