لغة الحوار علي شاشات التلفزيون وصلت الي اقصي درجات الانحدار ولا اعرف ما الذي يمكن ان يقال بعد ذلك.. منذ فترة اقترحت عليك عزيزي القارئ ان تأخذ اجازة من مشاهدة التليفزيون لأن اعلي نسب ارتفاع ضغط الدم في العالم توجد في مصر.. وفي بعض الأحيان كنت اهرب الي صوت ام كلثوم أو اشاهد أحد الأفلام القديمة اما ما يجري الآن فهو جناية بكل المقاييس.. من الظلم ان يسمع الأبناء هذه الحوارات التي تقال فيها احط الكلمات واسوأ الألفاظ والشتائم.. حرام ان تبدو صورة المصريين أمام العالم وفيها كل هذه السلبيات في السلوك والحديث والتجاوزات.. مسلسل طويل لا أحد يعرف متي تنتهي حلقاته يبدأ بأطفال الشوارع وهم في حالة كر وفر مع رجال الشرطة والحجارة تتساقط هنا وهناك ثم بعد ذلك تكون حلقات الردح وفيها كل ما يخضع لقانون العقوبات في السب والشتائم لا ادري متي يتوقف هذا المستنقع الذي انطلقت روائحه الكريهة في كل ارجاء المحروسة وتحولت بعض الشاشات الي مقالب زبالة من الكلمات الشاذة والبذاءات المهنية, لا توجد إجراءات رادعة يمكن ان تحمي المجتمع من هذا الطوفان ولكن هناك شيء يسمي ميثاق الشرف.. وهذا الشرف يوجد في جميع المهن والأعمال لأن المحامي الذي يبيع قضاياه فاسد.. والطبيب الذي يبيع كلية مريضة حرامي والقاضي المرتشي يجب ان يخضع للعدالة والإعلامي الذي يروج رذائل الكلام ويشوه صورة الحياة والأفكار والبشر دجال ومهرج لا يسيء فقط لأشخاص يتحاور معهم ولكنه يسيء لصورة مجتمع يبدو الآن امام العالم الخارجي في اسوأ صوره وحالاته.. ان الفوضي في الشوارع يمكن ان يحكمها الأمن يوما.. وعدم الاستقرار يمكن ان تواجهها حشود الانضباط ولكن الانفلات الأخلاقي قضية أخطر لأنها تحتاج الي اعادة تربية الإنسان حتي يعرف ان هناك شيئا يسمي الأخلاق وان هناك مسئولية تسمي الفضيلة.. وقبل هذا كله هناك رقيب يسمي الضمير فمن يعيد كل هذه الأشياء الي شارع سقطت فيه كل الضوابط. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة