في مصر الآن أزمات لا تنتهي ومشكلات تتفاقم وفوضي عارمة في مختلف القطاعات.. والسبب هو الادارة العشوائية والتعامل بسياسة رد الفعل دون أي قدرة علي التنبؤ بالأزمات قبل وقوعها. مايحدث عندنا بصراحة صورة طبق الاصل مما يحدث في كل الدول النامية التي تمر بمرحلة التحول الديمقراطي. والسؤال الآن: كيف يمكننا التعامل بكفاءة مع الازمات الراهنة؟ وهل هناك امل في ان يكون لدينا مراكز مدنية متخصصة في ادارة الازمات؟ اللواء حمدي بخيت الخبير الاستراتيجي ومدير مركز ادارة الازمات بالقوات المسلحة سابقا يقول ان ادارة الازمات علم له أصول وقواعد ظهر بعد ازمة الصواريخ الكوبية في عام1960 وانتشر وتأسست له مراكز لإدارة الازمات في الدول الكبري. وهذا العام يتطور بشكل مستمر وفقا للمتغيرات السريعة في العالم وهناك نظم لادارة الازمات تحددها اتفاقيات جوهانسبرج ومؤتمر لوكسمبرج واتفاقية كيوتو وهذا طبيعي في ظل العولمة. وفي مصر يعتبر مركز ادارة الازمات بالقوات المسلحة من افضل المراكز المتخصصة في المنطقة لكننا بحاجة الي مراكز مماثلة في كل مؤسسات الدولة لمواجهة اية كوارث او ازمات. من المفترض ان يكون لدينا والكلام مازال للواء حمدي بخيت قواعد بيانات وسيناريوهات مسبقة لمواجهة أي ازمة الي جانب وحدات للإنذار المبكر تقوم بعملية التنبؤ بحدوث المشكلات والازمات قبل وقوعها! الدكتور محمد محمدي الماضي استاذ الإدارة الاستراتيجية ومدير مركز البحوث والدراسات بتجارة القاهرة يري ان الوضع الحالي في مصر الآن استثنائي ونحن الآن لا ندير الأزمات ولكن ندير بالازمات, وكل ما نراه هو صناعة وافتعال للازمات بهدف الابتزاز والتحكم والسيطرة فازمة السكك الحديدية علي سبيل المثال واضراب أصحاب المخابز وغيرها من صور الاحتجاج وسائل يتم استخدامها للضغط بغض النظر عن الخسائر الناجمة عنها والمؤكد ان مصر بحاجة الي ادارة جيدة للازمات علي المستوي القومي تتولي التنبؤ بالازمات وادارتها ووضع السيناريوهات المتاحة للتعامل والمعالجة والمؤكد ان ادارة الازمة تتطلب توافر المعلومات الدقيقة والصحيحة ووضع الخطط المناسبة للتعامل معها ووضع نظم حديثة للانذار المبكر. الدكتور حامد التيجان علي استاذ الإدارة والسياسات العامة بالجامعة الامريكية يؤكد اهمية ابتعاد القائمين في مراكز ادارة الازمات عن أي ايديولوجية وان يكون تفكيرهم مستقلا وحياديا ولديهم حصانة وان يظلوا في اماكنهم فترات لا تقل عن15 عاما لضمان تراكم المعلومات والخبرات ونقلها الي الاجيال الجديدة وتوفير البيئة المناسبة لهم والمقابل المادي المجزي. ولا توجد مؤسسة حاكمة في الدول الكبري بدون مراكز دراسات لمساعدتها علي اتخاذ القرارات ومواجهة اية كوارث او ازمات غير متوقعة. وكما تقول الدكتورة آية ماهر استاذ الادارة والتنمية البشرية بالجامعة الالمانية هناك فارق كبير بين الادراة المتخبطة والتي تتعامل مع الازمات بطريقة رد الفعل العشوائي والادراة السليمة القائمة علي التخطيط والتنبؤ المسبق القائم علي تحليل جيد للمعلومات كل الدول الكبري تقوم الان بتطوير مراكز الأزمات ودعمها بالكوادر المدربة علي الادارة والتخطيط علي عكس ما يحدث في الدول النامية التي تعاني الازمات والفوضي والارتباك دون ان يكون لديها في الأفق أي أمل في الخروج من المستنقع الذي تغرق فيه!