برغم كل ماحدث للعديد من الحكام الديكتاتوريين في عالمنا العربي فإن الطغاة لايعتبرون إلا كما يعتبر قائد السيارة المسرعة بحادثة مر عليها, فيبطئ من سرعته لحظات, ثم لايلبث أن يعود إلي سيرته الأولي من تجاوز السرعة القصوي المسموح بها وكأنه لم يصادف شيئا. التاريخ كله طغاة, حكم كل طاغية علي أنقاض حكم الطاغية الذي سبقه, أو علي أشلائه, فما اعتبر أحد منهم بالآخر, ولن ينجينا من حكم الطغاة إلا أن نحذو حذو الغرب فنختار من يحكمنا, ثم نحاسبه ونراجعه كما يفعلون أولا بأول, لا أن نصبر علي الضيم منه كما يصبر الحمار, ثم ننتظر به ثورة أو انقلابا أو خلعا لكي نبدأ محاسبته هو وبطانته بأثر رجعي علي ما اقترفوه في سالف العصر والأوان. د. يحيي نور الدين طراف