وزير الاتصالات: تكلفة خدمات الإنترنت الثابت فى مصر ثاني أقل أسعار في قارة أفريقيا    الكرملين: أمريكا وروسيا تعتزمان إجراء تبادل جديد للأسرى    المندوه: جمهور الزمالك لا يمكن استفزازه.. والإعلام دوره مسؤول    غلق مراكز طبية مخالفة في قنا خلال حملة تفتيشية موسعة    بعد ضغوط واتهامات حادة.. إسرائيل توافق على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة    محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل ويشدد على سرعة الإنجاز    محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل ويشدد على سرعة الإنجاز.. صور    وزير العمل: قريباً توقيع اتفاقية توظيف للعمالة المصرية في صربيا    ريفيرو لم يحسم تشكيل الجهاز المعاون للأهلي.. ولم يقود التدريبات حتى الآن    سحب 22 قطعة أرض من مستثمرين متعثرين بالمنطقة الصناعية بجمصة (صور)    خروج 7 عربات قطار بضائع عن القضبان بالدقهلية    استجابة لشكاوي المواطنين.. محافظة الجيزة: رفع 1100 حالة إشغال بحدائق الأهرام    حوافز غير مسبوقة بالبرنامج الوطني لتطوير صناعة السيارات    «أنا مش بتاع الأيام دي».. رسالة من عبدالرحمن أبو زهرة عن مجال الفن    ياسمين صبري تكشف كواليس مشاركتها في «المشروع X» مع كريم عبدالعزيز    ميلونى: ترامب وزيلينسكي والأوروبيون يرحبون بعرض البابا استضافة المحادثات    الغزالي حرب: محمد سلماوي مازال محتفظا بروحه الناصرية النبيلة    الوفد القبطي يلتقي بابا الڤاتيكان الجديد    الهلال يعلن تجديد عقد قائده سالم الدوسري رسميا حتى 2027    متخصص بالشأن الليبي: استقرار طرابلس «خداع بصري» وغياب المؤسسات أغرق الدولة في فوضى الميليشيات    نيكوشور دان رئيسًا لرومانيا... فمن هو؟    ألمانيا تلمح إلى التخلي عن معارضتها للطاقة النووية وتقربها من الموقف الفرنسي    جولة للأطفال بقصر محمد علي ضمن احتفالات قصور الثقافة باليوم العالمي للمتاحف    هل يجوز للمرأة أداء فريضة الحج عن زوجها أو شقيقها؟.. أمينة الفتوى: هناك شروط    سكاي سبورتس: كونيا على أعتاب مانشستر يونايتد    مدحت بركات يزور مجلس الشيوخ بدعوة من تحالف الأحزاب المصرية    «للرجال 5 أطعمة تحميك من سرطان البروستاتا».. تعرف عليهم واحرص على تناولهم    خالد الجندي: الحجاب لم يُفرض إلا لحماية المرأة وتكريمها    ما حكم تأخير الصلاة عن وقتها؟.. أمين الفتوى يجيب    قصور.. ثقافة!    إيرادات الأحد.. "سيكو سيكو" الأول و"نجوم الساحل في المركز الثاني    محمد صلاح.. والكرة الذهبية    مزارع الدواجن آمنة إعلامى الوزراء: لم نرصد أى متحورات أو فيروسات    خلال لقائه البابا تواضروس.. الرئيس اللبناني: مصر بكل ما فيها قريبة من قلب شعبنا    ب"طعنة في القلب".. إعدام قهوجي قتل شابًا أمام مقهى بالجيزة    ما حكم صيام يوم عرفة للحاج وغير الحاج؟    مباحث الجيزة تكشف ملابسات فيديو "خناقة المنيب"    رئيس جامعة دمياط يفتتح المعرض البيئي بكلية العلوم    موعد امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنيا 2025.. جدول رسمي    رسوم ترامب الجمركية تلقي بظلال سلبية على توقعات نمو الاقتصاد الأوروبي    الموساد يكشف عن 2500 وثيقة وصورة وممتلكات للجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يطلق خطة تحويل «القاهرة» إلى مدينة خضراء    على نفقته الخاصة.. الملك سلمان يوجه باستضافة 1000 حاج وحاجة من الفلسطينيين    الإسراع بتعظيم الإنتاجية.. وزارة البترول تكشف معدلات إنتاج حقول بدر الدين    مع أبطال العالم وأمل الأولمبياد: نوران جوهر وزياد السيسي ينضمّان لنجوم روابط.. رسميا    رسميا.. تحديد موعد حفل الكرة الذهبية 2025    وزارة الصحة تدعم مستشفى إدكو المركزي بمنظار للجهاز الهضمي    السعودية: إطلاق المعرض التفاعلي للتوعية بالأمن السيبراني لضيوف الرحمن    روسيا تحظر منظمة العفو الدولية وتصنفها" منظمة غير مرغوب فيها"    ضبط 5 أطنان أرز وسكر مجهول المصدر في حملات تفتيشية بالعاشر من رمضان    الزمالك يُنفق أكثر من 100 مليون جنيه مصري خلال 3 أيام    «الشيوخ» يستعرض تقرير لجنة الشئون الاقتصادية والاستثمار    مسابقة الأئمة.. كيفية التظلم على نتيجة الاختبارات التحريرية    تعرف على حالة الطقس اليوم الإثنين 19-5-2025 فى الإسماعيلية.. فيديو    صندوق النقد يبدأ المراجعة الخامسة لبرنامج مصر الاقتصادي تمهيدًا لصرف 1.3 مليار دولار    محافظ الإسماعيلية يتابع انطلاق فوج حجاج الجمعيات الأهلية للأراضى المقدسة    قبل أيام من مواجهة الأهلي.. ميسي يثير الجدل حول رحيله عن إنتر ميامي بتصرف مفاجئ    هل يجوز أداء المرأة الحج بمال موهوب؟.. عضوة الأزهر للفتوى توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مخاطر بناء مؤسسات موازية للدولة
نشر في الأهرام اليومي يوم 04 - 05 - 2013

يتأكد الآن يوما بعد الآخر ومن خلال الممارسة أن جماعة الإخوان المسلمين ليست مجرد تنظيم سياسي يقبل تداول السلطة مع الآخرين من خلال الانتخابات,
بل هو مشروع شامل صاغه الشيخ حسن البنا ويتابع تنفيذه قادة الجماعة جيلا بعد جيل, وقد دفعوا ثمنا غاليا من حرياتهم ودفع بعض قياداتهم حياته ثمنا لوفائه لهذا المشروع, الذي يبدأ ببناء الفرد المسلم إلي الأسرة المسلمة ثم المجتمع المسلم وصولا إلي الدولة الإسلامية, ليس في مصر فقط بل الدولة الإسلامية الكبري التي تشمل العديد من دول العالم.
ومن هنا فإن سلطة الإخوان المسلمين الحالية ليست مجرد إدارة مؤسسات الدولة فترة محددة يودعون بعدها السلطة إذا خسروا الانتخابات, بل هي عملية جوهرها التمكين لأنفسهم في مؤسسات الدولة وفي المجتمع, تشمل بناء مؤسسات موازية تمكنهم في الوقت المناسب من إقامة دولة موازية للدولة المصرية. ومن هنا أهمية الانتباه لتصريحات وسلوكيات تبدو فردية, لكنها في الحقيقة جزء من هذا المشروع الذي وضع أسسه الشيخ حسن البنا ويجري تنفيذه الآن بكل همة, لأنه أساس مراحل قادمة في مشروع أممي محدد الملامح. وغالبا ما يتراجع أصحاب هذه التصريحات أو السلوكيات عندما يكون رد الفعل ضدها من المجتمع قويا.
أود أن أشير هنا بشكل خاص إلي تجربة الثورة الإيرانية التي خاضت صراعا طويلا نسبيا ضد نظام الشاه استغرق عدة سنوات نجحت خلالها قوي الثورة الإسلامية في بناء مؤسسات موازية أو أجنحة موازية داخل مؤسسات الدولة إلي درجة أن كل معسكر من معسكرات الجيش الإيراني كانت له قيادة مزدوجة تمثل إحداها نظام الشاه وتمثل الأخري قوي الثورة الإسلامية, وتعمق الانقسام داخل معظم مؤسسات الدولة العسكرية والمخابراتية والإدارية والاقتصادية وفقد نظام الشاه قدرته علي السيطرة وأصبحت كل مؤسسات الدولة تقريبا ساحة مفتوحة للصراع علي النفوذ بين الطرفين. هكذا عندما هرب الشاه وعاد الخوميني إلي البلاد كانت الثورة متمركزة في معظم مؤسسات الدولة قبل انتقال السلطة, أما في مصر فإن الثورة الشعبية لم تستغرق أكثر من ثمانية عشر يوما تولي السلطة بعدها جزء من النظام القديم هو المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي مكن الإخوان المسلمين من الفوز بالأكثرية في مجلس الشعب من خلال إجراء الانتخابات أولا, ودخلت مصر مرحلة انتقالية من مارس2011 حتي الآن يطبقون خلالها مشروعهم بالاستيلاء علي الدولة ومؤسساتها أو ببناء مؤسسات موازية. تأتي في هذا الإطار الدعوة إلي إنشاء جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, التي تفتئت علي سلطة الدولة في علاقتها بالمواطنين وعلي حرية المواطن,
لم تكن الدعوة لإنشاء هذه الجماعة مجرد تصريح هنا وهناك, بل كانت هناك محاولات عملية لقيام جماعات معينة بهذا الدور في عدة محافظات.
كما يأتي في هذا الإطار إسناد عملية توزيع الخبز وبعض المواد التموينية لجماعات من حزب الحرية والعدالة لإيجاد بديل لوزارة التموين واكتساب شعبية في الوقت نفسه تفيدهم في أثناء الانتخابات. وهناك توجه لتفعيل مواد في قانون الجمعيات الأهلية لإنشاء كيان يسمح لجماعة الإخوان المسلمين بممارسة نشاطها طبقا لتصور مؤسسها باعتبارها جماعة دينية وحركة سلفية وجمعية أهلية وناديا رياضيا وحزبا سياسيا, أي الجماعة الشاملة التي تمارس النشاط في هذه المجالات لتكتسب شرعية الوجود بهذا التكوين الشمولي الذي لا ينافسها فيه أي كيان آخر, والذي يتعارض مع أبسط قواعد الديمقراطية التي استقرت علي أن تكون الأحزاب السياسية مؤسسات ديمقراطية لتداول السلطة, والجمعيات الأهلية مؤسسات ديمقراطية لتقديم خدمات للمواطنين أو الدفاع عن مصالحهم, أو لممارسة نشاط تربوي أو دعوي, وعدم قيام الأحزاب السياسية علي أسس دينية.
يدخل في هذا الإطار أيضا تعديل قانون الأحزاب السياسية ليسمح بقيام الأحزاب علي أسس دينية وبذلك تكتسب هذه الأحزاب ميزة عن الأحزاب الأخري في المنافسة الانتخابية.
علي أن أخطر ما تواجهه مصر في سعي جماعة الإخوان المسلمين للهيمنة علي الدولة أو إنشاء تكوينات موازية لها هو إيجاد بدائل موازية لأهم مقومات الدولة المصرية وهي الجيش والشرطة والقضاء, فقد تكرر الحديث عن إنشاء حرس وطني أو حرس ثوري يضم مجندين من القوات المسلحة تسند إليه مهام خاصة يتم اقتطاعها من مسئوليات الجيش أو الشرطة ويتم بذلك تأسيس كيان مواز للجيش والشرطة يتم الاستناد إليه في تعزيز نفوذ الجماعة وحلفائها. ولأن الشيطان يكمن في التفاصيل, فإن أصحاب هذه الدعوة لا يتحدثون عن كيفية إنشاء هذا الحرس الثوري, ولا يفصلون مهامه, أو يحددون الجهة التي يتبعها, وكيف تتشكل قيادته. وقياسا علي تجربة إيران فإن الحرس الثوري هو أداة الإسلاميين لضمان استمرار سيطرتهم علي الحكم ومواجهة أي تهديد خارجي, وهو في الحقيقة جيش كبير مدعم بأحدث الأسلحة ولا يقل في قدراته القتالية عن الجيش الإيراني, بل هو مؤسسة عسكرية موازية للجيش يمكن استخدامها في الوقت المناسب لحماية سلطة الإسلاميين ولا تختلف عن هذا كثيرا محاولات السيطرة علي القضاء ابتداء من خفض سن المعاش من70 إلي60 سنة لعزل أكثر من ثلاثة آلاف قاض لديهم خبرات تولدت من ممارسة تزيد علي ثلاثين سنة ليحل محلهم محامون ينتمون إلي الجماعة, وبذلك تتم أسلمة القضاء. و هناك أيضا توجه أساسي لإحلال القضاء العرفي محل المحاكم الحالية. وقد قامت الجماعة بتنظيم دورات تدريبية للآلاف من أعضائها في الفصل في المنازعات ينتشرون في كل أنحاء البلاد, ويدعون المواطنين إلي الاكتفاء بحل المنازعات فيما بينهم من خلال المجالس العرفية.
هذه التحركات لإنشاء مؤسسات موازية تحل محل مؤسسات الدولة المصرية الحديثة هي دعوة للعودة بالبلاد إلي الخلف والتخلف عن مواكبة العصر, وباب للهيمنة سوف يدفع ثمنه الشعب المصري غاليا.
لمزيد من مقالات عبدالغفار شكر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.