البيت الأبيض: المبعوث الأمريكي الخاص أموس هوكشتاين يزور إسرائيل اليوم    نتائج مزوّرة، حزب زوما يطعن بانتخابات جنوب أفريقيا    وقوع 4 هزات أرضية في جورجيا في يوم واحد    إطلاق قنابل ضوئية في أجواء المناطق الشمالية الغربية بقطاع غزة    الرابعة خلال ساعات، وفاة حاج مصري من الشرقية أثناء تأدية المناسك، وابنته تنعيه بكلمات مؤثرة    متى ينتهي وقت ذبح الأضحية.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    مدفعية الجيش الإسرائيلي تستهدف بلدة "عيترون" جنوب لبنان    استشهاد 3 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي على غزة    حلو الكلام.. يقول وداع    "تهنئة صلاح وظهور لاعبي بيراميدز".. كيف احتفل نجوم الكرة بعيد الأضحى؟    حقيقة عودة كهربا إلى الدوري السعودي    يورو 2024 - دي بروين: بلجيكا جاهزة لتحقيق شيء جيد.. وهذه حالتي بعد الإصابة    مدرج اليورو.. إطلالة قوية لجماهير الدنمارك.. حضور هولندي كبير.. ومساندة إنجليزية غير مسبوقة    انخفاض درجات الحرارة.. الأرصاد تكشف حال. الطقس خلال أيام العيد    جثة مذبوحة وسط الطريق تثير ذعر أهالي البدرشين    زيجته الثانية أشعلت غضبهم.. الأبناء وأمهم يحرقون مسكن والدهم في الوراق    لجنة الحكام تُعلن عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك والمصري البورسعيدي    عبير صبري: شقيقتي مروة «توأم روحي» و«لسه بتاخد مني عيدية.. فلوس ولبس وكل حاجة»    تشكيل منتخب النمسا المتوقع أمام فرنسا في أمم أوروبا 2024    الصحة تُوجه نصائح مهمة للعائدين من الحج.. ماذا قالت؟    إدمان المخدرات بين الهدف والوسيلة    الكنيسة الكاثوليكية تختتم اليوم الأول من المؤتمر التكويني الإيبارشي الخامس.. صور    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى ثانى أيام العيد الإثنين 17 يونيو 2024    صفارات الإنذار تدوى فى كيبوتس نيريم بغلاف قطاع غزة    محافظ جنوب سيناء يشهد احتفال أول أيام عيد الأضحى بالممشى السياحى بشرم الشيخ    حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 17-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هل تتمتع الحيوانات بالوعي؟ كيف تغير الأبحاث الجديدة المفاهيم    عيد الأضحى: لماذا يُضحى بالحيوانات في الدين؟    فوائد إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية فوق أسطح المباني.. تقلل انبعاثات الكربون    في ثاني أيام العيد.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 17 يونيو 2024    أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟    كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟    القافلة الطبية «راعي مصر» تصل القنطرة شرق بالإسماعيلية    لم يتحمل فراق زوجته.. مدير الأبنية التعليمية بالشيخ زايد ينهي حياته (تفاصيل)    العيد تحول لمأتم، مصرع أب ونجله صعقا بالكهرباء ببنى سويف    إيرادات حديقة الحيوان بالشرقية في أول أيام عيد الأضحى المبارك    بيلينجهام رجل مباراة إنجلترا وصربيا في يورو 2024    إيلون ماسك يبدي إعجابه بسيارة شرطة دبي الكهربائية الجديدة    موعد مباراة إنجلترا والدنمارك في يورو 2024.. والقنوات الناقلة    ممثل مصري يشارك في مسلسل إسرائيلي.. ونقابة الممثلين تعلق    وفاة الحاج الثالث من بورسعيد خلال فريضة الحج    وفاة خامس حالة من حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    هل يجوز بيع لحوم الأضحية.. الإفتاء توضح    عاجل.. موعد اجتماع لجنة تسعير المواد البترولية لتحديد أسعار البنزين والسولار    الأنبا ماركوس يدشن كنيسة ويطيب رفات الشهيد أبسخيرون بدمياط    المحامين تزف بشرى سارة لأعضائها بمناسبة عيد الأضحى    خفر السواحل التركي يضبط 139 مهاجرا غير نظامي غربي البلاد    زيلينسكي يدعو لعقد قمة ثانية حول السلام في أوكرانيا    متى آخر يوم للذبح في عيد الأضحى؟    أجواء رائعة على الممشى السياحى بكورنيش بنى سويف فى أول أيام العيد.. فيديو    بعد كسر ماسورة، الدفع ب9 سيارات كسح لشفط المياه بمنطقة فريال بأسيوط    ماذا يحدث في أيام التشريق ثاني أيام العيد وما هو التكبير المقيّد؟    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    محد لطفي: "ولاد رزق 3" سينما جديدة.. وبتطمئن بالعمل مع طارق العريان| خاص    فلسطينيون يحتفلون بعيد الأضحى في شمال سيناء    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    منافذ التموين تواصل صرف سلع المقررات في أول أيام عيد الأضحى    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استقبلتها «الجماعة المحظوظة» بالترحاب .. والأقباط بالرفض : «الإخوان المسيحيين» تشعل الشارع القبطى
نشر في أكتوبر يوم 22 - 07 - 2012

حالة من الجدل ثارت فى أوساط الشارع السياسى المصرى خاصة بين الأقباط بعد إعلان عدد من النشطاء الأقباط إنشاء جماعة أطلقوا عليها «الإخوان المسيحيين» تيمناً بجماعة الإخوان المسلمين التى وصلت لقمة السلطة فى مصر مؤخراً، وعلى الرغم من رفض الليبراليين ودعاة الدولة المدنية خاصة فى الشارع القبطى للفكرة، مؤكدين أنها ستزيد الشرخ فى المجتمع المصرى على أساس طائفى، فقد دافع مؤسسو الجماعة عن فكرتهم مؤكدين على أنها جماعة «توعوية» وليست دينية، وأن هدفها يتلخص فى توعية المواطنين بحقوقهم السياسية وأنهم لا يسعون بأى حال من الأحوال للوصول للسلطة، وأن الجماعة مفتوحة للمصريين جميعاً مسلمين ومسيحيين.. فى البداية تحدث الدكتور ميشيل فهمى صاحب الفكرة والأب الروحى للجماعة عن سبب نشأة الجماعة، فأكد أنه لعمل توازن مع جماعة الإخوان المسلمين فى الشارع السياسى المصرى وللإعلان للمصريين والعالم أن هناك نشاطا مسيحيا وأن المسيحيين غير ممنوعين من ممارسة أى نشاط سياسى أو اجتماعى، مشدداً على أن جماعته ليست لها اهتمام سياسى، ولكن تهتم بالتوعية السياسية لتجنب ما وصفه بمهازل الانتخابات بكافة أنواعها سواء التى حدثت أو ستحدث فى المستقبل فى مصر..
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت جماعته سياسية أو دعوية، أجاب فهمى لا هذا ولا ذاك مشدداً على أن جماعته ليست دعوية إطلاقاً، ولكنها جماعة «توعوية» تهتم بالتوعية فى إطار كامل لتحقيق 3 محاور رئيسية هى تفعيل المواطنة، تأصيل الهوية المصرية، اتساع الوعى السياسى والثقافى فى الشخصية المصرية، بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب الاقتصادى فى شكل التوعية بأهمية السياحة كركن اقتصادى للدخل فى مصر وعمل الدعاية التى تستحقها مصر عن ثمار التدفق السياحى لها، وضمان دخل لما يقرب من 11 مليون مصرى يعملون بالسياحة ومهنها المكملة..
موافقة الشارع
وحول سؤال عن أن الليبراليين ودعاة الدولة المدنية يرفضون الإخوان المسلمين فكيف يرى أنهم سيقبلون بجماعته أجاب فهمى أنه يرفض التصنيف الليبرالى، وأضاف نحن اتجاه وطنى أساساً، ولذلك فلا نطلب موافقة الليبراليين على جماعتنا ولكن نراهن على موافقة وتقبل الشارع والشباب المصرى لنا فهم أمل المستقبل بالنسبة للجماعة..
وحول رفض الأقباط فى معظمهم لخلط الدين بالسياسة فكيف سيقبلون بالجماعة الجديدة شدد فهمى على أنه لا يوجد دولة دينية حتى فى صحيح الإسلام نفسه، وأضاف أما ما يقصد به الدولة المدنية فهذا تعبير خاطئ وصحته الدولة الحديثة القائمة على الديمقراطية واحترام القوانين والدساتير والمعاهدات الدولية ومساواة الرجل والمرأة وتساوى جميع مواطنيها دون الالتفات إلى عرق أو جنس أو لون، وهذه هى مقومات الدولة الحضارية الحديثة..
وأكد فهمى أن هناك سوء فهم لدى البعض بالنسبة لجماعته مشدداً على أنها ليست دينية إطلاقاً حتى ولو كان يطلق عليها «الإخوان المسيحيين»، فهى بعيدة تماماً عن الاتصال برجال الكنيسة فليس لها اتصال أو تسعى للحصول على موافقات رجال الكنيسة لكنها تقترب – بل تلتصق – بالكنيسة إيمانياً وعقائدياً فقط، وبالتالى فالجماعة ليست دينية ولا تخلط الدين بالسياسة لأننا نؤمن أنه لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين، وأضاف أن جماعة الإخوان المسيحيين توازى وتتكامل مع جماعة الإخوان المسلمين فى التواجد فى الشارع السياسى ولكل جماعة طريقتها..
وأكد فهمى أن جماعة الإخوان المسيحيين مفتوحة لكل مصرى يحمل بطاقة رقم قومى سواء مسلم أو مسيحى، وذلك لأنها ليست جماعة دعوية، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لأنها جماعة دعوية فهى لا تقبل أى مسيحى..
وشدد فهمى على أنه لو كانت جماعته دعوية أو لو كانت لها أهداف سياسية للوصول إلى السلطة لكانت جمعت الشباب على السمع والطاعة لتنفيذ خطط التمكين والوصول إلى السلطة، ولكن بما أن جماعة الإخوان المسيحيين ليس من أهدافها مطلقاً الوصول إلى السلطة إلا بمساعدة وتثقيف الشعب المصرى خاصة المجتمع القبطى بالتوعية السياسية التى تتيح له اختيار أفضل من يمثله على جميع المستويات السياسية، فلذلك لا يتشابه إطلاقاً لقب الأب الروحى الذى يحمله مع لقب مرشد الإخوان، فالأب الروحى تتحدد مهامه فى تقديم خبراته فى الحياة بمختلف مناحيها إلى الشباب الذى سيجنى ثمار عمله فى تلك الجماعة، ولذلك لا حاجة لنا للسمع والطاعة، بالإضافة إلى أن العضوية فى الجماعة متساوية تماماً، وليس بها رتب أو مراتب مثل «محب أو أخ أو أخ مجاهد»..
أما عن الاتهام بأن جماعته ترسخ لتقسيم المجتمع على أساس طائفى فقد رفض فهمى هذا الاتهام، مضيفاً أن الذى يقول بهذا هو الذى يمثل فكر التقسيم وتساءل الذى ينادى بالمواطنة ويكون شعاره «حب مصر هو الحل» وهو الشعار الذى لا يختلف عليه اثنان، فكيف يكون هذا داعماً للتقسيم؟!.. وشدد فهمى على أن التقسيم مرفوض تماماً لأنه يصعب تقسيم الشعب المصرى إلا إذا تم تقسيم النيل الذى نشرب منه جميعاً إلى نيل للمسلمين وآخر للأقباط ..
وحول سؤال لماذا جماعة للإخوان المسيحيين الآن وشباب الأقباط اندمج مع إخوانه المسلمين فى الثورة وهناك تنظيمات سياسية تمثله مثل اتحاد شباب ماسبيرو يدعمها شباب مسلمين أجاب فهمى أن الجماعة مفتوحة للشباب من الحركات كلها، مشيراً إلى أن رامى كامل أحد مؤسسى الجماعة هو المنسق العام لاتحاد شباب ماسبيرو ويساعده فى ذلك أمير عياد وهى جماعة مفتوحة حتى لشباب المسلمين، لأنها غير دعوية، مؤكداً على أن عدد الشباب المسلم المنضم للجماعة يفوق الألفين شاب من حوالى 32 ألف شاب انضم للجماعة من مختلف المحافظات حيث تتواجد الجماعة حالياً فى 16 محافظة..
أما عن المفارقة فى كون الإخوان المسلمين والسلفيين هم أول من اعترفوا بجماعته، ضحك فهمى وقال بارك الله فيهم لأنهم قد يكونوا تفهموا الفكرة أكثر من غيرهم وقد يكونون قد فهموا أن الجماعة استكمالا لهم وعمل توازن فى الشارع، ولكن من السذاجة أن نقول إنهم رحبوا بنا لأن جماعتنا ستعطيهم الشرعية فهذا تسطيح للفكرة، لأنه كيف ينتظر الإخوان المسلمون والسلفيون الشرعية وهم متواجدون فى البرلمان وأصحاب أغلبية فى الشارع كله؟، مضيفاً أن الاعتقاد بأن جماعة الإخوان المسلمين ستحل طبقاً للدعاوى المرفوعة عليها فهذا غير صحيح لأن الجماعة تستطيع تقنين أوضاعها ولا تحل..
وأكد فهمى أنه خلال هذا الشهر سيعلن فى مؤتمر صحفى عالمى عن إشهار جماعته شعبياً، مضيفاً أن هذه بداية الإجراءات، وبعد الإشهار سيتم تقديم الأوراق المطلوبة قانوناً فى إطار تقنين جميع الجمعيات الموجودة حالياً فإذا تم تقنين أوضاع الجمعيات القائمة فسوف نتقدم بأوراقنا ونتصدر صفوف المتقدمين بأوراقهم ..
وأضاف فهمى أننا ونحن ننشأ هذه الجماعة نؤكد للجميع أن مصر ليست الإخوان المسلمين ولكن مصر بها «الفنارة الثامنة» وأقصد بها الأزهر الشريف الذى يضىء بصحيح الإسلام ووسطيته كل العالم العربى والإسلامى والأوروبى، ونحن كمسيحيين، فالضمان والأمان لنا بعد الله سبحانه وتعالى هو الأزهر الشريف الذى تعايشنا وعشنا معه أكثر من ألف عام، ثم يأتى الضمان الثانى وهم بواسل قواتنا المسلحة الحامية لمصر وشعبها الحقيقى الأصيل، ونحن نرفض ونحث شبابنا على عدم الهجرة لأن هذا وطنا ونحن متجزرون فيه مع أخواتنا المسلمين منذ عصور وعصور ونرفض كلنا هيمنة الإخوان المتأسلمين، وقد كان هذا هدفنا عند إنشاء الجماعة..
كيان ليبرالى
من جهته أكد المحامى والناشط الحقوقى ممدوح نخلة والذى سبق وكان قد أطلق الفكرة قبل عدة سنوات وبالتحديد فى عام 2005 أن الوقت الآن أفضل وأكثر مناسبة لانطلاق جماعة للمسيحيين من ذى قبل باعتبار أن الظروف الحالية ملائمة لتشكيل مثل هذه الجماعة فى الوقت الحالى، مشيرا إلى أن الفكرة عبارة عن تأسيس كيان ليبرالى مدنى عبارة عن جمعية أهلية تهدف إلى توعية المواطنين بحقوقهم الدستورية والانتخابية وتقوم ببعض المساعدات الخيرية أيضاً، مشدداً على أن جماعته تستهدف كافة شرائح المجتمع سواء من الأقباط أو المسلمين على حد سواء ولا تستهدف عنصراً و ديناً معيناً..
وعن سبب تسمية الجماعة «الإخوان المسيحيين» رغم أنه على حد قوله تستهدف كافة شرائح المجتمع سواء المسلمين أو المسيحيين أجاب نخلة لأن الذى فكر فى الجماعة وأسسها هم من المسيحيين، وبالتالى فهم أصحاب هذه الفكرة ومن حقهم أن ينشئوا فصيلاً خاصاً بهم بهذا الاسم، وأضاف أن مرجعية الجماعة ستكون مرجعية مدنية وليست دينية، وأضاف نخلة نعم أن التسمية مقصودة لتعطى رسالة إلى أشقائنا فى الإخوان المسلمون لكى نقول لهم إن هناك فصيلاً آخر فى البلد يسمى المسيحيين وأنهم ليسوا وحدهم فى البلد..
وعما إذا كانت عضوية الجماعة مفتوحة للمسلمين والمسيحيين أجاب نخلة أن الجماعة مفتوحة لقبول عضوية كل من تجاوز 18 سنة ميلادية بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون أو النوع..
وكان من الطبيعى أن يكون السؤال هل تتوقع عندما تطلق على جماعة تستهدف كل شرائح المجتمع اسم «الإخوان المسيحيين» أن ينضم لك مسلمون خاصة أنك بهذا الاسم تكون قد قسمت المجتمع من البداية؟ أجاب نخلة أنه بالفعل انضم للجماعة مسلمون. وأضاف المهم ليست التسمية، ولكن العمل ولدينا المثل فى ذلك فى الأحزاب المسيحية فى أوروبا، فسنجد لدينا تسمية الحزب المسيحى الديمقراطى فى ألمانيا والسويد وايطاليا بينما فى الواقع هى أحزاب علمانية وليست مسيحية ولا تستند إلى النصوص الدينية سواء فى الإنجيل أو الكتاب المقدس كما أن هذه الأحزاب تضم مسلمين ومهاجرين من العرب مع أنهم لا يؤمنون بالمسيحية، ولكن دخلوا الحزب إيماناً منهم بمبادئه السامية..
أما عن دوره فى الجماعة الجديدة قال نخلة إن دوره يقتصر على أنه مستشار قانونى فقط، مشيراً إلى أنه لم يشارك فى تأسيسها ولا فى عضوية مجلس إدارتها، وينحصر دوره على الشئون القانونية فحسب..
أما عن كيف ستستطيع الجماعة إقناع المجتمع المسيحى بالانضمام لها وهو مجتمع بطبعه ليبرالى النزعة ويرفض تماماً خلط الدين بالسياسة، خاصة أن الاسم لا يمت لليبرالية بصلة، أجاب نخلة أن من يعترض على الاسم من حقة إلا ينضم للجماعة ، مشيراً إلى أن الانضمام ليس إجبارياً على المسيحيين، ولكنه اختيارى، وأضاف ومن ثم فنحن لا نهدف أن نضم جميع المسيحيين فى مصر، بل نستهدف فقط الذين يؤمنون بفكرة الجماعة، وبالمسمى التى تسمت به، فكل من يؤمن بالاسم وبأفكار الجماعة نحن نقبله، أما من يرفض الاسم حتى ولو كان ليبرالياً- ونحن ليبراليون- فلا ينضم للجماعة ولن نغير اسم الجماعة حتى نرضى كل الأطراف فيكفينا فقط أن نرضى مجموعة وليس كل المجتمع..
أما عما إذا كانت جماعته تنظيم سياسى أم دعوى أكد نخلة أن الإخوان المسيحيين تنظيم توعوى يقوم على توعية المواطنين بحقوقهم الدستورية والانتخابية، وأضاف هو تنظيم سياسى أو شبه سياسى، ولكنه ليس تنظيما حزبيا فهو يتسق مع الإخوان المسلمين فى فكرتهم السياسية أنهم جماعة لها بعض الأفكار السياسية، ولكنه لا يرتبط معهم فى الفكر الدعوى، وأشار إلى أنهم حتى هذه اللحظة لم يقوموا بإنشاء حزب سياسى، ولكن ربما فى المستقبل تقوم الجماعة بإنشاء مثل هذا الحزب..
وحول المفارقة من أن أول المؤيدين للجماعة كانوا من تيار الإسلام السياسى سواء الإخوان المسلمون أو السلفيون قال نخلة إنه سواء الرافضون أو المؤيدون لجماعته لم يفهموا حتى الآن طبيعة أفكارها، وأضاف قد يكون تأييد الإخوان لنا لأنهم فهموا أننا حزب دينى، وهذا نفس سبب رفض الليبراليين لنا، ولو فهم الجميع أهدافنا لرفضنا الإخوان وقبل بنا الليبراليون، مشدداً على أن جماعته لا ترسخ المجتمع الطائفى.
وأكد نخلة أنهم سيقومون بتقنين أوضاعهم، مشيراً إلى أن الجماعة بدأت بالفعل فى السير فى هذا الاتجاه..
توازن سياسى
أما مؤسس الجماعة الناشط أمير عياد، فقد أكد أن سبب إطلاق اسم الإخوان المسيحيين على الجماعة يرجع إلى ما تردد مؤخراً فى كثير من الدول الغربية من أن الأقباط فى مصر غير قادرين على ممارسة العمل السياسى بحرية، وأنه مفروض عليهم كثير من القيود سواء من قبل الدولة أو من التيار الدينى، ولذلك فقد أرادوا بهذا الاسم توجيه رسالة مفادها أن الأقباط فى مصر يمارسون العمل السياسى بكامل حريتهم ودون قيد أو شرط ماداموا لم يحيدوا عن القانون ويدعمون فكر المواطنة ومدنية الدولة..
وأضاف عياد أن سبب إنشاء الجماعة فى هذا التوقيت يرجع إلى تنامى الشعور بالخوف والارتباك لدى كثير من الأقباط بعد صعود تيار الإسلام السياسى على رأس النظام الحاكم فى مصر، وبالتالى كان لابد من ظهور فصيل سياسى قبطى يقوم بعمل نوع من التوازن السياسى فى الشارع المصرى..
أما عن أهداف الجماعة، فقد حددها عياد فى أهداف سياسية واجتماعية وتوعوية من خلال الدفاع عن الحريات الدينية وترسيخ مبادئ المواطنة ومدنية الدولة، وسيتم تنفيذ هذه الأهداف من خلال محورين، أولهما المحور القبطى ويتركز فى دعم الهوية القبطية والتراث القبطى، كما تسعى لدفع الشباب القبطى للخروج من داخل الكنيسة بالفكر السياسى إلى الشارع المصرى وتكوين كوادر شبابية قادرة على تحليل الرؤى السياسية دون الحاجة للرجوع للمؤسسة الدينية، أما المحور الثانى فهو العمل من خلال الشارع المصرى لمحو الأمية السياسية..
وشدد عياد على أنه ليست لجماعته علاقة بالكنيسة فى العمل السياسى، مضيفاً أن الكنيسة هى دار لتعليم الدين وليس ديواناً للعمل السياسى. وأضاف أن الجماعة تخضع للكنيسة فى النواحى الدينية فقط..
وأكد عياد أن الجماعة ليس لها مصدر تمويل داخلى أو خارجى وأنها تقوم بتمويل نفسها ذاتياً من خلال اشتراكات العضوية، وعمل مشاريع صغيرة تنموية تساهم فى القضاء على البطالة، وتدر أرباحا للجماعة لتقوم الفروع بكل محافظة بتمويل نفسها ذاتيا تحت إشراف الإدارة المركزية بالقاهرة، مشيراً إلى قيام الجماعة بتأسيس فروع فى 16 محافظة و3 دول أوروبية..
الرافضون يتحدثون
على الجانب الآخر أحدث الإعلان عن إنشاء الجماعة صدمة فى الشارع القبطى وسط رفض شديد من الأوساط الكنسية وبين المثقفين الأقباط الذين اتهموا الجماعة الجديدة بأنها استنساخ وتقليد أعمى لمثيلتها الإسلامية، وأنها ترسخ الانقسام الطائفى فى المجتمع متوقعين ألا تلقى رواجاً بين الأقباط ذات الميول الليبرالية بالطبيعة..
وأكد الباحث كمال زاخر المنسق العام للتيار العلمانى فى الكنيسة أنه من الناحية النظرية فإن إنشاء هذه الجماعة يقع فى دائرة حرية تكوين الجماعات والتعبير عن الرأى فى الإطار السلمى، ولكن المشكلة فى هذا التجمع هو فى المسمى لأنه يستدعى إلى الذاكرة تجربة الإخوان المسلمين وربما يجذبه إليها النجاحات الأخيرة التى حققتها تلك الجماعة سواء فيما حصلت عليه من مقاعد فى البرلمان أو وصول أحد رموزها إلى مقعد الرئاسة، ولكن علينا أن ننتبه إلى أن تشكيل جماعة على غرار جماعة الإخوان المسلمين على الجانب القبطى سوف يؤدى إلى تعميق الشرخ داخل الوطن، والاصطفاف السياسى على أرضية دينية بما يحمله هذا من تداعيات ونتائج ستؤكد الشحن الطائفى وربما تتصاعد إلى ما هو أخطر..
وأضاف زاخر أن السؤال الذى ربما يجب أن يوجه إلى مؤسسى هذه الجماعة هو ، هل تملكون أدوات جماعة الإخوان المسلمين فيما يتعلق بالممارسة السياسية؟ مثل الالتفاف والمراوغة وعدم المصداقية من جانب، ومن جانب آخر هل يمكن أن يكون لكم جناح عسكرى كما كان للإخوان المسلمين؟ وهل ستسمحون بانضمام غير المسيحيين إلى هذا التنظيم؟ وإذا سمح بانضمام غير المسيحيين فهل سيسمح لهم بالاشتراك فى تنظيم وإدارة الجماعة ومن ثم الوصول إلى قيادتها؟ فى هذه الحالة يصبح المسمى «الإخوان المسيحيين» غير صحيح..
الأمر الآخر- والكلام مازال على لسان زاخر- اختلف توصيف الجماعة بين مؤسس وآخر فواحد منهم قال إنها جماعة توعوية تنويرية لا تعمل بالسياسة، بينما آخر أكد أنها جماعة سياسية لا علاقة لها بالدين وأنهم بصدد الاستعداد للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة، بينما أكد الثالث على أنها ستعمل بالسياسة دون أن تنافس على الوصول إلى السلطة، ووسط كل هذه المتناقضات يبقى السؤال: ما هو التوصيف الحقيقى لهذه الجماعة؟
ورداً على سؤال حول إذا كان استخدام الدين للوصول إلى السياسة قد نجح مع جماعة الإخوان المسلمين فلماذا نرفضه مع مثيلتها المسيحية؟ أكد زاخر أن تجربة الإخوان المسلمين هى تجربة أدت إلى شق الصف الوطنى واستغلال الدين بما ليس فيه لتحقيق أهداف سياسية، وأضاف إذا كنا ننادى بفصل سلطة الدين عن سلطة الدولة فكيف يجوز لنا أن نقوم بما نعترض عليه؟ ولعلنا لاحظنا أن أول المرحبين بفكرة الإخوان المسيحيين كانت فصائل الإسلام السياسى وتحديداً جماعة الإخوان المسلمين، لأنها رأت فيها رافداً يدعم الشرعية التى تسعى إليها هذه الجماعة، وأن من رفض الفكرة كان النخبة القبطية والليبرالية والمدنية لأن هذه الجماعة ومثيلتها الإسلامية قضاء على الدولة المدنية الحديثة وإسهام فى بناء وترسيخ الدولة الدينية الطائفية..
وشدد زاخر على أنه فى العمل السياسى لا تستنسخ التجارب السياسية، فلكل تجربة مناخها الخاص وظروفها التى وجدت فيها وتشكلت واكتملت فى إطارها، وهو أمر لا يمكن أن يتحقق للجماعة الجديدة، مؤكداً على رفضه الفكرة تماماً لكل ما سبق..
مراهقة سياسية
من جهته قال الدكتور القس صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر إن هذه الجماعة يمكن أن نطلق عليها أنها نوعو من «المراهقة السياسية» لأنه إذا كنا نلوم الإخوان المسلمين بأنهم انفصلوا عن بقية المسلمين- وأتذكر أننى قلت فى مؤتمر للإخوان المسلمين» أن الإخوة لا تقتصر على فريق من المواطنين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، بل تمتد إلى كل الجنس البشرى» فعندما نجد هناك ما يسمى بالإخوان المسيحيين فأنا أعتقد أن هذا تقليد وتسمية غير صائبة، وإذا كنا نلوم على الإخوان المسلمين بأنها جماعة غير مشهرة وينبغى أن يتم إعلانها قانونياً فماذا سيكون الوضع بالنسبة للإخوان المسيحيين؟!..
وأضاف البياضى أؤمن أن أى فريق سياسى أو اجتماعى ينبغى ألا يقتصر على ديانة أو فصيل معين.. بل يندمج فى الوطن بحيث يشارك كل أطراف الوطن فى هذا الفصيل، ولا ينبغى أن يختلط العمل السياسى بالدين، ولكن العمل السياسى يجب أن يكون لكل المواطنين فالدين أسمى من السياسة واختلاط الدين بالسياسة يسىء إلى الدين أكثر من السياسة..
ورداً على ما يقوله منشئ الجماعة من أنهم جماعة توعوية أكد البياضى أن التوعية عمل سياسى ونحن لا نريد خلط الدين بالسياسة، وتساءل لماذا هذا التقليد الأعمى لفصيل مازال لنا عليه تحفظات؟ وأجاب نتمنى لهم سواء الإخوان المسلمون أو المسيحيون أن يعلنوا ميزانياتهم ويشهروا أنفسهم كحزب سياسى معلن بعيداً عن الدين الذى هو علاقة بين الإنسان والله، ولا يحتاج إلى إشهار أو إعلان، فأى إنسان يعبد ربه لا يحتاج إلى لافتة بأنه يعبد الله بهذه الطريقة والكتاب المقدس يقول «إذا أردت ان تصنع صدقه فلا تعرف شمالك ما تصنع يمينك»..
وتساءل البياضى لماذا هذا الشعار «الإخوان المسيحيين»؟ فهل المسيحية هى إيمان أم عنوان؟ ومن يريد أن يعمل بالسياسة فليعمل بها، ولكن بعيداً عن الدين، وهذا ما يسميه الكتاب المقدس «كمن يعرج بين الفلقتين» والسيد المسيح بنفسه قال «أعطى ما لقيصر لقيصر وما لله لله»..
أما بالنسبة لتحقيق جماعة الإخوان المسلمين مكاسب سياسية باستخدام الدين وهو ما يمكن أن تحققه مثيلتها المسيحية، أجاب البياضى أن الإخوان المسلمين بدأوا العمل بالسياسة منذ اللحظة الأولى لنشأتهم وشعاراتهم الدينية تميز بينهم وبين بقية الأحزاب السياسية، وفى وقتنا الحالى انفصل الحزب»الحرية والعدالة» عن الجماعة ليمارس السياسة- على الأقل من الناحية الرسمية، والحزب مشهر، أما الجماعة فهى غير مشهرة، وإذا كان الإخوان المسيحيون يريدون ذلك فلينشأوا حزباً سياسياً ويسمونه بأى اسم، ولكن ليفصلوا الهوية الدينية عن العمل السياسى..
مجرد عبث!
من جانب آخر وصف الأنبا يوحنا قلته فكرة إنشاء الجماعة بأنها عبث فى عبث مبرراً ذلك بأن مصر ليست لبنان أو دولة صغيرة تقسم إلى طوائف أو مذاهب سياسية ودينية، وأضاف الأفيد لنا نحن الأقباط والأكثر وعياً ونضجاً أن ننضم إلى الأحزاب السياسية الأخرى، لا أن نقيم حزباً سياسياً منفرداً وعلينا أن نندمج فى المجتمع المصرى، كما اتحد واندمج شباب الثورة يوم 25 يناير وسالت دماء الأقباط والمسلمين على أرض الميدان..
وعبر قلته عن خشيته أن يتحول الأمر إلى شىء من التكتل ضد الأقباط، ويصبح الحزب القبطى خصماً لجميع الأحزاب الباقية، وأضاف أن مصر وطن واحد لا يحتمل كل هذا الانقسام والأحزاب وسيكون مفعول الاندماج فى الأحزاب أقوى بكثير من الانفراد بحزب سياسى قبطى..
وأضاف قلته لا أعتقد أن الفكرة ستفيد الأقباط فى شىء، والدليل على ذلك وجود عشرات الأحزاب الصغيرة، لا تلعب شيئاً فى الحياة السياسية المصرية، الفكرة ستجد لها أعواناً وأعضاء ولكن ليس بنفوذ قوى أو تأثير فعال..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.