رحبت جماعة "الإخوان المسلمين" بإنشاء جماعة "الإخوان المسيحيين"، التى أسستها مجموعة من الأقباط وتمارس النشاط الدعوى والاجتماعى والسياسى، بينما رفضت قوى قبطية إنشاء هذه الجماعة لكونها تثير الفتن فيما بينهم. وقال محمود حسين، عضو مكتب الإرشاد، الأمين العام ل "الإخوان المسلمين"، إن ممارسة الحياة السياسية والاجتماعية حرية شخصية لمن يريد العمل بها, مؤكدًا أن كل إنسان حر فيما يقول وحر فيما يشاء طالما يحترم ذاته ويحترم الآخرين فلا ضرر من نشاطاته. وأضاف أن كل دول العالم بها جميع أنواع وصفات الأحزاب فهناك الأحزاب الدينية وهناك الأحزاب الليبرالية، وهناك المتشددة وهناك المتطرفة, ولا ضرر من ذلك نهائيًا لأن الكل يحترم بعضهم البعض دون إثارة ودون تخوين أو مؤامرة، مشيرًا إلى أن الباب مفتوح أمام كل النشطاء والجماعات والأحزاب, طالما ثبت التزامها بالدستور والقانون. وكانت فكرة تأسيس جماعة "الإخوان المسيحيين" طرحت للمرة الأولى عام 2005 بواسطة المحامي ممدوح نخلة مدير مركز الكلمة لحقوق الإنسان، وميشيل فهمي، ثم تبناها أمير عياد بإطلاقها قائلا إنها تهدف إلى النضال اللا عنفي. وتأسست الجماعة على كوادر وفروع في 16 محافظة وأربعة دول خارج مصر، ثلاثة بأوروبا وفرع بأستراليا، وتستعد الجماعة للإعداد لأول مؤتمر للإعلان عن تدشينها قريبا، تحت عنوان "حال أقباط مصر في ظل الحكم الديني". ورحب خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، بإنشاء جماعة "الإخوان المسيحيين"، مشيرًا إلى أنه من حق المسيحيين أن يعبروا عن أنفسهم ويقوموا بعمل دعوى لخدمة عقائدهم. واستبعد أن يكون ذلك بداية لتقسيم المجتمع على أساس طائفى, مشيراً إلى أنه من حق أى فئة أن تعبر عن ذاتها فى حدود الدستور والقانون، كما رحب"سعيد" بأن تكون الجماعة فكرة إنشاء هذه الجماعة تبعات بإنشاء حزب سياسى منشق عنها على غرار جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة.. من جانبه رفض جمال أسعد المفكر القبطى إنشاء جماعة "الإخوان المسيحيين", واصفًا مؤسسيها بأنهم يبحثون عن دور وصفه ب "الطائفى"، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يؤدى إلى زعزعة الوطن وتقسيمه على أساس طائفى خصوصًا مع وجود مجموعات قبطية قابلة للاستجابة لمثل تلك الأفكار بفعل القنوات الدينية المسيحية الطائفية، على حد وصفه. واتهم أسعد عناصر خارجية بالوقوف وراء تلك الجماعة، مشيرًا إلى أن جميع مشاكل المصريين واحدة ووجود مثل تلك الجماعات سيهدف إلى إثارة الأغلبية المسلمة خاصة بعض العناصر المتطرفة مثل جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر, والتى ظهرت أخيرًا مما سيوقع بالبلاد فى مستنقع طائفى. وأكد أسعد أن الحل يكمن فى نهضة الحياة الحزبية وتحرك الأحزاب المختلفة لاحتواء الشارع المصرى بجميع طوائفه لحماية الوطن من مثل تلك المخاطر، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة ليست وليدة اليوم، ولكن فى الخمسينيات تم إنشاء جماعة قبطية على غرار جماعة الإخوان المسلمين وانتهت بأعمال طائفية حوكم أعضاؤها على إثرها، وتم حل ذلك التنظيم. وفى هذا السياق أكدت مارجريت عازر، عضو مجلس الشعب، أنها فى حقيقة الأمر ترفض فكرة الجماعات القائمة على مسمى دينى كالإخوان المسلمين أو الإخوان المسيحيين أو ما شابه ذلك. وأكدت عازر أنها لا تستطيع تفسير مثل هذه الجماعات, متسائلة هل هم إخوان وبقية طائفتهم ليسوا منهم أم ماذا؟, مؤكدة أن مثل هذه الأفكار تخلق بلبلة وإثارة وفتنة حتى بين أصحاب الديانة الواحدة. ورحبت عازر بضرورة انخراط الأقباط فى الحياة السياسية من خلال قنوات شرعية، ومن خلال الاندماج والانخراط فى الأحزاب السياسية ومشاركتهم فيها, لتأسيس دولة مدنية بدستور متكامل يحافظ على جميع الحقوق. وأكدت أن الحفاظ على الدولة المدنية لا يكون من الأقباط فقط, مبدية دعمها للدولة المدنية والحفاظ عليها، واصفة فكرة تكوين جماعة من المسيحيين تهدف للحفاظ وللدعوة لمدنية الدولة عبث, مما يهدد بانقسام وبلبلة داخل المجتمع.