في الوقت الذي يتباري فيه كثيرون- دون حياء- لتغيير موقفهم بما يتلاءم مع مجريات الأمور وبما يحقق مصالحهم الشخصية, يبقي دائما أولئك الذين يتمسكون بالاختيار الصعب فيعلون كلمة الحق ويتمسكون بمبادئهم ويبلورونها في مواقف ثابتة مهما كان الثمن الذي يدفعونه في المقابل, فاحترام النفس بالنسبة لهم هو البوصلة الحقيقية التي توجههم, من هؤلاء السفيرة مرفت تلاوي التي وقفت في العهد السابق لتدافع عن أموال من أؤتمنت علي رعاية مصالحهم فرفضت أي مساس بأموال التأمينات ولم تأبه أن يكون المقابل استبعادها من الوزارة.. والآن وبعد تحملها لعبء المجلس القومي للمرأة اختارت السباحة ضد التيار بالدفاع عن حقوق المرأة التي يسعي كثيرون حاليا إلي إهدارها علي المستوي العام والرسمي بادعاءات مختلفة, فجاء موقفها المشرف كرئيسة لوفد مصر في مؤتمر الأممالمتحدة بنيويورك لإيقاف العنف ضد المرأة, بإصرارها علي توقيع مصر علي الوثيقة الدولية التي خرج بها المؤتمر بالرغم من كل محاولات التشكيك في مصداقيتها وجدواها لنساء مصر.. ثم أخيرا رعايتها لإعداد مشروع متكامل للتصدي لجميع مظاهر العنف ضد المرأة بما في ذلك حرمانها من الميراث الذي كفله لها الشرع, وحماية ضحايا وشهود العنف والتحرش.. تحية لهذه السيدة التي تشرف مواقفها كل امرأة مصرية.. وعلي ذكرالتحرش.. لايمكن أن نغفل الإشادة بالاختيار العبقري لعنوان الحملة التي أطلقها الفنان خالد النبوي مصر محدش يتحرش بيها.. فالنساء هن درة مصر وشرفها وكرامتها, وأي تحرش بهن ليس إهانة لهن فقط بل إهانة لكل من يقبل إهدار كرامتهن بأي مبرر أو تحت أي مسمي. فلا يعقل أن تأتي مصر بتاريخها وحضارتها في المرتبة الثانية علي مستوي العالم- بعد أفغانستان- في انتشار هذه الظاهرة المخجلة. لمزيد من مقالات عزة الحسيني