أكد الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أن مصطلح الربيع العربي لم يعد له أي مغزي حاليا, فما تعيشه المنطقة العربية لا علاقة له بالربيع, بل إن المصطلح الأوسع وهو الصحوة العربية لم يعد ينطبق علي الأوضاع القائمة في المنطقة. وأكد أنه من الأفضل أن نطلق عليه العقد العربي أو ربع القرن العربي والذي يعكس حالة إقليمية من عدم الاستقرار حيث يمتزج الصراع من أجل مستقبل الإسلام مع مستقبل الفرد في العالم العربي ليشكل صراعا بين الحضارات. شدد فريدمان في مقال تحت عنوان ربع قرن عربي في صحيفة نيويورك تايمز علي أنه عندما ظهر الربيع العربي في البداية كانت المقارنة السهلة بسقوط حائط برلين. لكن ظهر جليا أن المقارنة الصحيحة مع حدث أوروبي مركزي وهي حروب عصور الظلام التي استمرت ثلاثين عاما في القرن السابع عشر, وهي خليط مقزز من الصراع السياسي والديني والذي نتج عنه تدريجيا نظام جديد. وأضاف فريدمان أن البعض سيقول إنه لا نأمل نفس المصير للربيع العربي, لكنه بالرغم من ذلك فأن الأنظمة الاستبدادية التي منحتنا50 عاما سابقة من الاستقرار كانت مجرد كوارث بطيئة الحركة, موضحا أن قراءة تقرير الأممالمتحدة للتنمية البشرية في2002 يكشف عن انتهاكات للحرية خلال الخمسين عاما الماضية. وأكد أن مصر وتونس وليبيا واليمين وسوريا لم تنهار اليوم لأنها أطاحت بقادتها, وأنه تم الإطاحة بهؤلاء القادة لأنهم كانوا فاشلين بالنسبة لشعوبهم, وهذا ما جلبته50 عاما من الاستقرار. واعترف فريدمان قائلا نحن لم ندفع الربيع العربي, ونحن لم نوقفه, في إشارة واضحة إلي الولاياتالمتحدة. وأشار إلي أن هذه الثورات بدأت بمطالب حماسية وشجاعة لنيل الحرية من قبل الشباب العربي. ورأي فريدمان ان هناك شيئين يثيران دهشته الأول: فشل الإخوان المسلمين وتسببهم في موت الاقتصاد وسيطرتهم علي النظام القضائي. وتابع أنه في كل مرة يتصرف الإخوان المسلمون بشكل استحواذي للحصول علي مزيد من السلطات, وانهم لا يمتلكون الامكانات لصنع الاصلاحات الاقتصادية الضرورية والمؤلمة أيضا. وأضاف أن المفاجأة الثانية هي ضعف المعارضة الديمقراطية, وأن مأساة يمين الوسط العربي قصة معقدة. واعتبر فريدمان أن مصادر الاستقرارالقديمة التي حكمت المنطقة انتهت, وأنه لا يمكن لأي قوي خارجية أن تحتل المنطقة ولا يمكن لأي ديكتاتور أن يحكم هذه الدول بقبضة من حديد, وأن أول حكومة منتخبة من الإخوان المسلمين تمتلك أفكارا خاطئة, وأن مزيدا من الإسلام ليس الإجابة, وأن الإجابة تكمن في تحقيق تنمية بشرية عربية لكن شباب المعارضة الديمقراطية لا يمتلكون قادة يتحلقون حولهم. واختتم فريدمان مقاله بالقول أن أمريكا تمتلك خيارا أخيرا سيئا وهو الضغط باستخدام المعونات الاقتصادية للتأكيد علي ضرورة الالتزام بالقواعد الدستورية الديمقراطية وانتخابات منظمة وانفتاح سياسي واستخدام كل ما هو متاح لتشجيع قادة المعارضة المعتدلين علي الترشح للرئاسة, وأن الطريقة الوحيدة لمساعدة هذه الدول هي تشجيع ظهور قادة شباب يمكنهم أن ينهوا الربع قرن الأول في الألفية الثالثة أفضل مما بدأ.