سورة المسد هي علي قصرها, برهان ساطع من القرآن علي أنه من عند الله وعلي صدق النبوة; قال تعالي فيها: تبت يدا أبي لهب وتب ما أغني عنه ماله وما كسب سيصلي نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد. فهذه السورة نزلت بينما أبو لهب وامرأته مازالا حيين يرزقان, فلو أن أبا لهب وهي توجها بعد نزول هذه السورة إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم, فأعلنا إسلامهما, ووقفا خلف النبي عليه الصلاة والسلام مع أصحابه يصليان صلاتهم, إذن لضربا مصداقية النبي وقرآنه في مقتل, إذ كيف لمسلم شهد شهادة الحق وصلي لله واتبع الرسول عليه الصلاة والسلام, أن يصلي نارا ذات لهب, وأن يطوق جيد امرأته بحبل من مسد!! فهل يمكن لمن يؤلف كتابا يزعم أنه من عند الله, أن يخاطر مثل هذه المخاطرة؟, لكن الكلام الذي تلاه الرسول صلي الله عليه وسلم لم يكن من عنده, بل من عند الله عز وجل الذي علم أن أبا لهب وزوجته لن يؤمنا, وسيموتان كافرين عليهما لعنة الله وغضبه, وأن أبا لهب لن تخطر له حتي فكرة أن يذهب للنبي عليه الصلاة والسلام متظاهرا بالإسلام, ليفسد عليه أمر دعوته, ولو مؤقتا. د. يحيي نور الدين طراف