يشهد تاريخ الدراما العربية علي تعمد استغلال المؤلفين للمرأة لجذب المشاهدين, من خلال( سجنها) في نصوص مسلسلات وأفلام لا علاقة لها بالواقع, خاصة عند تقديمها في ظروف حياتية تحمل كثيرا من المبالغة أساسها الخيال لتتعدد التساؤلات: هل حقا المرأة( مجني عليها) مع سبق الإصرار والترصد في الدراما العربية؟ وهل بالفعل تتأثر بما تعرضه للنساء في أحداثها من نماذج استفزازية؟ وهل يتسبب ذلك في نتائج تحمل تهديدا لاستقرار المجتمع؟ تجيب د.هويدا مصطفي رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة وتقول: إن الدراما تهدف إلي تحقيق الأرباح المالية نظرا لكون الغرض الرئيسي من إنتاجها تجاري تماما, ولذلك يلجأ كثير من المنتجين والمؤلفين والمخرجين إلي كل عناصر الجذب وفي مقدمتها المرأة لتحقيق أعلي نسب مشاهدة لأعمالهم الفنية التي تشمل التعرض لنماذج غير واقعية من النساء في أحداث سطحية المضمون عن الغيرة وتعدد الزوجات وغيرها من خلال مستويات اجتماعية عالية تتسبب في إثارة تطلعات النساء إليها عند مشاهدتهن لها, بما يثير حالة عدم قبول لواقعهن الصعب ويتمردن عليه, فالدراما تمثل أحد اهتماماتهن ذات الأولوية المرتفعة في متابعتها لأنها تتسلل إلي العاطفة وتقدر بسهولة علي تغيير سلوكهن إما إلي الأفضل المفيد للمجتمع أو الأسوأ الذي يهدد استقراره. وتكشف الباحثة دينا أحمد سليمان عن نتائج دراسة ميدانية بعنوان التعرض للمسلسلات العربية التليفزيونية وعلاقته بمستوي التطلعات لدي المرأة المصرية أجرتها علي عينة عشوائية شملت200 فتاة وامرأة من محافظتي القاهرة والجيزة تبدأ أعمارهن من18 سنة حول5 مسلسلات تم عرضها في الفترة المسائية علي القناتين الأولي والثانية بالتليفزيون المصري وتقول: إن أغلب المسلسلات تقدم حياة المرأة التي تعيش في الأحياء الراقية, ونسبة الإناث في المسلسلات عينة الدراسة بلغت34% وكان أغلبها في مرحلة الشباب وتتمتعن بمستوي اقتصادي مرتفع بنسبة36%, وأن الدراما قدمت المرأة المصرية في صورة لا تقترب كثيرا من الواقع, فهي تعيش غالبا في حي راق بنسبة47%, وترتدي ملابس تواكب الموضة في أغلب المشاهد بنسبة71% وترتدي الحلي بنسبة68%, ومستواها التعليمي كحاصلة علي مؤهل عال بنسبة43%, وأن الدافع الأكبر وراء خروج المرأة للعمل في المسلسلات التليفزيونية عينة الدراسة هو المكسب المادي بنسبة71% فالمستوي الاقتصادي المنخفض هو الدافع الأساسي لتحسين وضع الأسرة واعتماد المرأة علي نفسها بحيث يكون عمل المرأة عاملا مساعدا في رفع المستويين الاقتصادي والثقافي للأسرة, أما من حيث الدافع وراء رغبة المرأة في التعليم في المسلسلات العربية, كان غير واضح بنسبة تخطت الدوافع الأخري لتصل إلي47% مما يجعله جانبا مهما مهملا في الدراما, حيث إن من وظائفها التركيز علي أهمية التعليم خاصة للمرأة لكونها عنصرا فعالا في المجتمع, ويعتقد نصف عينة الدراسة أن المسلسلات العربية التليفزيونية لها تأثير إلي حد ما علي زيادة طموحهن وتطلعهن بينما تعتقد31% غير ذلك, أما نسبة مستوي ونوع التطلعات لدي المرأة في الدراما فقد بلغت72% للمصلحة الاجتماعية والاقتصادية معا, بما يغرس في نفوسهن الرغبة في الطموح الزائد للتمتع بحياة اجتماعية واقتصادية أفضل تأثرا بالنماذج المقدمة في الدراما.