أبدي عدنان يوسف رئيس اتحاد المصارف العربية تفاؤله بخروج مصر من أزمتها الحالية, خاصة أن الشعب المصري أثبت علي مدي تاريخه القدرة علي تجاوز الأزمات مهما يكن حجمها, وأكد أن الظروف الحالية تدعو إلي ضرورة أن يكون هناك توافق وطني بين مختلف القوي السياسية, حيث استمرار الأوضاع بهذا الشكل سيضر بالاقتصاد الوطني. وأكد يوسف علي هامش المؤتمر المصرفي السنوي الذي يعقده اتحاد المصارف العربية بالبحرين حول متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة, أن مصر تحتاج فقط لاستقرار سياسي وأمني, لجذب الاستثمارات, خاصة أن جهازها المصرفي مازال متماسكا وتقوم علي إدارته مجموعة من الكوادر المصرفية المحترفة, التي نجحت في تجاوز جميع الأزمات المالية العالمية والتحديات الداخلية التي فرضت نفسها علي خلفية ثورات الربيع العربي. واستبعد رئيس اتحاد المصارف العربية, ما يروج له البعض من احتمال تعرض الاقتصاد المصري للافلاس, مؤكدا أن مصر مازالت تتمتع بفرص استثمارية هائلة, وأنها أكثر الدول العربية اجتذابا للاستثمار, متوقعا أنه مع عودة الاستقرار السياسي والأمني ستشهد مصر تدفقا للاستثمارات الخارجية, بدعم من تمتعها بسوق استهلاكية ضخمة, ومناطق اقتصادية واعدة مثل محور قناة السويس. وتوقع عدنان يوسف أن تقفز أرباح المصارف العربية خلال2013, بنسبة15% مقارنة بعام2012, لتصل إلي نحو40 مليار دولار, كما توقع ارتفاع عدد فروع البنوك بالمنطقة العربية إلي أكثر من17 ألف فرع, يعمل بها أكثر من400 ألف موظف. وأشار في كلمته بالمؤتمر إلي سلامة أوضاع القطاع المصرفي العربي الذي يتكون من430 مؤسسة مصرفية تدير موجودات تعادل حوالي105% من حجم الناتج الاجمالي العربي, وتستند إلي قاعدة ودائع تعادل نحو65% من حجم الاقتصاد العربي, حيث بلغ حجم الموجودات المجمعة بنهاية عام2012 حوالي58,2 تريلون دولار. وأعلن وسام فتوح أمين عام اتحاد المصارف العربية, عن مشروع لإنشاء المفوضية المصرفية العربية, التي تهدف إلي المشاركة في صياغة التشريعات المصرفية والمالية الصادرة عن المنظمات الدولية كلجنة بازل والفاتف وغيرها, وكذلك وضع التشريعات المصرفية العربية الملائمة لخصوصيات العمل المصرفي العربي, والعمل علي الاعتراف بها دوليا, بالاضافة إلي وضع التشريعات المصرفية المتعلقة بالعمل المصرفي الاسلامي. وأكد أن هذه المفوضية ستضم رئيس أو مدير عام أكبر بنك في22 دولة عربية, ومندوبين عن البنوك المركزية العربية, ومندوبا دائما من جامعة الدول العربية والرئيس والامين العام لاتحاد المصارف العربية, والعديد من المنظمات الاسلامية, مشيرا إلي أن سبب إطلاق المفوضية المصرفية العربية, هو أنه بالرغم من الوزن الاقتصادي والمالي الكبير للمنطقة العربية, فإنها لا تملك حضورا مناسبا علي الصعيد العالمي, خاصة في المحافل الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ولجنة بازل وغيرها, موضحا أن هذا يؤدي إلي حرمان المنطقة ومؤسساتها المالية من القدرة في التأثير علي القرارات والتشريعات التنظيمية للعمل المالي العربي, لذك كان من الضروري إنشاء هذه المفوضية.