بعد غياب الدور المصري عن التفاعل الدولي لفترة طالت أكثر من عامين جاءت اللقاءات التي عقدها وزير الخارجية محمد كامل عمرو مؤخرا مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس لتبعث بالأمل من جديد وتشير إلي أن مصر تستعيد وبقوة مكانتها علي الساحة الدولية بل أنها تعيد للأذهان عصر الازدهار في العلاقات المصرية الفرنسية. حيث كانت كل المؤشرات والتصريحات التي تفوه بها اولاند وفابيوس تزيد التأكيد أن مصر تعود من منطلق أنها بلد ذات ثقل لا يستهان بها وأنها بقوتها المحورية لا يمكن الاستعاضة عن دورها في محيطها الاقليمي والدولي. وبالرغم من أن أولي بوادر التفاؤل في الغد المشرق الذي تنتظره مصر علي الساحة الدولية قد تجلت في إعلان الرئيس فرانسوا اولاند بتجديد دعوته للرئيس محمد مرسي لزيارة باريس لعقد قمة مصرية فرنسية.إلا أن دعوة الاليزيه للقمة الفرنسية الإفريقية تحت رئاسة مشتركة للرئيس محمد مرسي وفرانسوا اولاند جاءت لتعيد للذاكرة الشراكة المصرية الفرنسية في سالف عهدها في الاتحاد من اجل المتوسط او بمشاركتها في عام2005 بالقمة الإفريقية الفرنسية الأخيرة التي تم انعقادها بمدينة' كان'علي ساحل الريفييرا. فما شاهدناه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر الخارجية من ترحيب فرنسي شديد بالوزير كامل عمرو وحرص نظيره لوران فابيوس بالتأكيد مرارا علي أن مصر بلد كبير ولها ثقلها ودورها الهام في المنطقة يوحي بان فرنسا حريصة علي دعم مصر في المرحلة الصعبة التي تمر بها. فضلا عن أن تهافت الصحافة الفرنسية والعربية والعالمية التي ملأت قاعة الخارجية لخير دليل علي الدور المصري وأهميته. أما عن توصيف لقاء عمرو باولاند وحسب ما نقله سيادة الوزير ل لأهرام فانه كان متميز وان دل علي شيء فهو يدل علي اهتمام فرنسا بالمضي قدما واستكمال العلاقات المتميزة بين البلدين..مشيرا إلي حرصه علي نقل صورة حقيقية لفرنسا عن الأوضاع الداخلية في مصر.معبرا أن اللقاء سابقة غير معتادة كون اولاند أحاطه بأهمية أفصح عنها حرصه علي مناقشة حزمة من الملفات الإقليمية والدولية لمعرفة وجهات النظر المصرية. كما المحنا أن السيد عمرو استطاع أن يقنع فرنسا بان يكون حل الأزمة في سوريا عن الطريق السياسي رغم أن فرنسا وبريطانيا قد سبق لهما تبني افتراضية تسليح المعارضة السورية.. ليعود وزير الخارجية الفرنسي بتصريحات مغايرة لرغبة فرنسا في تسليح المعارضة متوافقا مع الرؤي المصرية خشية وقوع الأسلحة في يد الإرهابيين. والواقع أن الزيارة بمجملها جاءت كرسالة لتطمئن الفرنسيين والعالم من خلال ما نقله الإعلاميون عنها ومن شأنها أن تعيد المياه لمجاريها بتحسين صورة مصر في الإعلام الذي دأب علي نقل الشغب والعنف في الشارع المصري منذ اندلاع الثورة, وهو ما قد يفتح آفاقا جديدة لعودة السياحة ودعم اقتصادنا في المرحلة المقبلة خاصة ان باريس حرصت علي التأكيد أن فرنسا تولي اهتماما بالنهوض بالاقتصاد المصري وان لديها حجم استثمارات لا يستهان به في مصر.وهو ما أكده سيادة الوزير كامل عمرو بأن فرنسا تتبوأ المرتبة الثالثة علي المستوي العالمي من حيث حجم الاستثمارات في مصر.