في الوقت الذي أصبحت فيه أعراض المرض المزمن تسيطر علي المشهد السياسي في إيطاليا بسبب فشل القوي السياسية منذ نحو6 أسابيع في التوصل إلي اتفاق لتشكيل حكومة جديدة, دخل منصب رئاسة الجمهورية إلي حلبة الصراع السياسي. حيث دعا بيير لويجي بيرساني زعيم تحالف اليسار أكبر كتلة بالبرلمان إلي أن يقوم البرلمان بانتخاب رئيس جديد للبلاد أولا, خلفا للرئيس الحالي جورجيو نابوليتانو الذي تنتهي فترة ولايته في منتصف مايو المقبل. وأكد بيرساني أنه بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد, ستظهر المزيد من العناصر التي تبرر الحاجة إلي تغيير الحكومة, كما أن هذا الانتخاب سيكشف أن الاقتراحات بتشكيل حكومة وفاق وطني أو حتي حكومة تكنوقراط, يتكئ علي أغلبية برلمانية غير ممكنة. ويأتي تحرك اليسار الذي يسيطر علي أغلبية المقاعد بمجلس النواب, ردا علي دعوات سيلفيو بيرلسكوني زعيم تحالف اليمين إلي تشكيل حكومة موسعة, بشرط موافقة اليسار علي مرشح اليمين لمنصب رئيس الجمهورية, كما تتزامن دعوة بيرساني, مع دخول ولاية نابوليتانو أيامها الأخيرة, حيث يحد الدستور الايطالي من صلاحياته الرئاسية, ويمنعه من حل البرلمان والدعوة الي انتخابات مبكرة. وبرز اسم رومانو برودي رئيس الوزراء الأسبق كالمرشح الأكثر احتمالا لتولي رئاسة الجمهورية. وبحسب صحيفة كورييرا ديلا سيرا الايطالية فإن اليسار سيحاول نيل تأييد حركة خمس نجوم بقيادة نجم الكوميديا بيبي جريللو علي مرشحه برودي, مشيرة إلي تردد اسم برودي علي مدونة جريللو يوم السبت الماضي, وأضافت الصحيفة أن ترشيح برودي من شأنه محو بيرلسكوني من الخريطة الجغرافية. من جهة أخري, كشفت الصحيفة عن اعتقاد بات يرسخ لدي بيرلسكوني بأنه في فخ, مشيرة إلي أنه ينظر بشكوك إلي تحركات الرئيس نابوليتانو, وأوضحت أن بيرلسكوني يعتقد أن نابوليتانو يضيع الوقت لعرقلة إجراء انتخابات مبكرة بحلول الصيف المقبل, من أجل إخراج منصب رئاسة الجمهورية من اللعبة, وذلك في إشارة إلي المفاوضات التي تجري بين القوي السياسية لتشكيل حكومة جديدة. وبحسب القوانين الإيطالية, يلزم بدء البرلمان اجراءات انتخاب رئيس جديد قبل شهر من نهاية ولاية الرئيس الحالي, وأشارت الصحيفة إلي شكوك تراود بيرساني حيال تحركات رموز يسارية من بينها ماسيمو داليما وماتيو رينزي, إلي جانب قصر الرئاسة, في محاولة لتشكيل حكومة لا يرأسها بيرساني زعيم تحالف اليسار والحزب الديمقراطي, وأرجعت إلي هذه المخاوف, دافع بيرساني للبدء بانتخاب رئيس جديد, حتي يخرج من مأزقه, أما داخل معسكر اليمين, فقد أشارت الصحيفة الي مخاوف مماثلة تراود بيرلسكوني بأن يقوم حزبه بالتضحية به. ونقلت عن مقربين لبيرلسكوني, قوله إذا فكر أي شخص في اغتنام الفرصة لتنحيتي جانبا, فإن حساباته خاطئة, لأنه بإمكانيقلب الطاولة, يأتي ذلك في الوقت الذي كلف فيه الرئيس نابوليتانو لجنة حكماء مكونة من عشرة رموز حزبية وغير حزبية ببحث سبل الخروج من الأزمة السياسية الراهنة بعدما فشل بيرساني في نيل تأييد قوي البرلمان لتشكيل حكومة جديدة.