يسود القلق في روما حيث يفترض ان يعلن الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو السبت نتائج مشاوراته المكثفة مع الاحزاب في محاولة لحلحلة وضع سياسي صعب وتشكيل حكومة. وعنونت الصحف الايطالية الصادرة السبت "مهمة مستحيلة" و"الرأفة ارجوكم"، في حين تحدثت بعض الصحف عن احتمال استقالة رئيس الجمهورية. ويقول عدد من كاتبي المقالات ان هذا الاحتمال وارد لارغام الاحزاب على الاتفاق اقله على حكومة انتقالية ستكتفي باجراء اصلاحات قبل تنظيم انتخابات جديدة بدءا بالقانون الانتخابي الذي افضى الى المأزق الحالي. وغداة الانتخابات التشريعية التي جرت في شباط/فبراير، وجدت ايطاليا نفسها في وضع غير مسبوق مع يسار وسط يحظى بغالبية مطلقة في مجلس النواب وليس في مجلس الشيوخ حيث تتنافس ثلاثة احزاب تتمتع بالثقل نفسه: اليسار بزعامة بيير لويجي بيرساني واليمين بزعامة سيلفيو برلوسكوني وحركة خمس نجوم بزعامة بيبي غريلو. وطوال نهار الجمعة حاول نابوليتانو الذي يختار بموجب الدستور الايطالي رؤساء الحكومات، التوفيق بين مطالب كافة الاطراف. لكن قادة الاحزاب تمسكوا بمواقفهم وطلب غريلو الجمعة من الرئيس الايطالي بان يتاح له تشكيل الحكومة رافضا اي تحالف مع اليمين او اليسار في حين اقترح برلوسكوني تحالفا بين اليسار واليمين لحكم البلاد. ومساء الجمعة اعلن متحدث امام عشرات الصحافيين الذين تجمعوا في قصر الكويرينالي ان الرئيس الايطالي "سيأخذ بعض الوقت للتفكير". وقال كاتب المقالات انطونيو بوليتو من صحيفة "ال كورييريه ديلا سيرا" انه "ليس هناك حتى نقطة اتصال بين الاحزاب الثلاثة الرئيسية". واضاف "لا يريد غريلو القيام باي مبادرة ويريد برلوسكوني فقط حكومة ائتلاف واسع وهذا مستحيل لان حزب بيرساني يرفض ذلك" خشية من فقدان الناخبين الذين يكرهون برلوسكوني. واستقالة نابوليتانو التي قد تأتي قبل اسابيع من انتهاء ولايته من سبع سنوات في 15 ايار/مايو، ستسمح بانتخاب مبكر لخلفه في البرلمان. وخلافا للرئيس المنتهية ولايته، سيتمكن الرئيس الجديد من حل المجلسين على الفور والدعوة الى انتخابات تشريعية جديدة في حزيران/يونيو او مطلع تموز/يوليو. وكتبت الصحافية كونشيتا دي غريغوريو في "لا ريبوبليكا" انها "درب صليب حقيقية" للرئيس نابوليتانو (87 سنة) الذي يواجه "الخيار الاصعب في ولايته". وسبب هذا التعطيل هو ان لا اليمين ولا اليسار لم يعط الجمعة الضؤ الاخضر "لحكومة الرئيس"، سلسطة تنفيذية تقودها شخصية حيادية. وكانت وسائل الاعلام تراهن على اسماء مثل وزيرة الداخلية آنا ماريا كانشيلييري العضو في حكومة مونتي، الشخصية المحترمة في اليمين واليسار والرجل الثاني الحالي في بنك ايطاليا فابريتسيو ساكوماني او حتى المفوضة الاوروبية السابقة ايما بونينو. لكن البلاد في مأزق لان برلوسكوني الذي ترى استطلاعات الرأي ان ائتلافه سيأتي في الطليعة في حال تنظيم انتخابات جديدة، يراهن على كل شيء فاما ان تحظى ايطاليا بحكومة يدعمها ائتلاف يشمل اليسار واليمين وحتى الوسطيين بزعامة مونتي كما اقترح برلوسكوني الجمعة او ان تجرى من جديد الانتخابات. لكن هذه الفرضية تطرح مشكلة ايضا لان لا شيء يؤكد ان انتخابات تشريعية جديدة اذا نظمت بطريقة الاقتراع الحالية ستفضي الى نتيجة اوضح من الدورة السابقة. وفي هذه الاجواء الضبابية فسر المعلقون كبصيص امل جملة صغيرة قالها انريكو ليتا الشخصية النافذة في اليسار المعتدل بعد ان التقى نابوليتانو، ان حزبه "لن يحرم الرئيس من دعمه في القرارات التي سيتخذها" ما يفتح المجال امام تسوية محتملة.