ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على شقة سكنية شمال غزة إلى 3 شهداء    في لقاء أخوي، السيسي يلتقي ولي العهد السعودي في مشعر منى    مدرج اليورو.. إطلالة قوية لجماهير الدنمارك.. حضور هولندي كبير.. ومساندة إنجليزية غير مسبوقة    لجنة الحكام تُعلن عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك والمصري البورسعيدي    تشكيل منتخب النمسا المتوقع أمام فرنسا في أمم أوروبا 2024    حقيقة عودة كهربا إلى الدوري السعودي    "لبس العيد شياكة وأناقة".. بيراميدز يعلق على إطلالة لاعبيه    يورو 2024 - دي بروين: بلجيكا جاهزة لتحقيق شيء جيد.. وهذه حالتي بعد الإصابة    انخفاض درجات الحرارة.. الأرصاد تكشف حال. الطقس خلال أيام العيد    جثة مذبوحة وسط الطريق تثير ذعر أهالي البدرشين    وفاة مواطن من الفيوم أثناء تأدية مناسك الحج بالأراضي المقدسة    أثناء رمى الجمرات، وفاة رئيس محكمة استئناف القاهرة خلال أداء مناسك الحج    بالطيارة وبشكل عاجل، لحظة نقل حاج مصري أصيب بأزمة قلبية لإجراء عملية جراحية (فيديو)    خايفة عليها، عبير صبرى تكشف سر منع شقيقتها من التمثيل، وأختها تكشف مفاجأة عنها (فيديو)    الصحة تُوجه نصائح مهمة للعائدين من الحج.. ماذا قالت؟    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى ثانى أيام العيد الإثنين 17 يونيو 2024    مشاهد توثق اللحظات الأولى لزلزال بقوة 6.3 ضرب بيرو    فوائد إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية فوق أسطح المباني.. تقلل انبعاثات الكربون    إدمان المخدرات بين الهدف والوسيلة    في ثاني أيام العيد.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 17 يونيو 2024    صفارات الإنذار تدوى فى كيبوتس نيريم بغلاف قطاع غزة    محافظ جنوب سيناء يشهد احتفال أول أيام عيد الأضحى بالممشى السياحى بشرم الشيخ    حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 17-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هل تتمتع الحيوانات بالوعي؟ كيف تغير الأبحاث الجديدة المفاهيم    عيد الأضحى: لماذا يُضحى بالحيوانات في الدين؟    «إيمي» تطلب الطلاق بعد 10 أيام لسبب غريب.. ماذا كتبت في دعوى الخلع؟    الكنيسة الكاثوليكية تختتم اليوم الأول من المؤتمر التكويني الإيبارشي الخامس.. صور    أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟    كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟    القافلة الطبية «راعي مصر» تصل القنطرة شرق بالإسماعيلية    لم يتحمل فراق زوجته.. مدير الأبنية التعليمية بالشيخ زايد ينهي حياته (تفاصيل)    بيلينجهام رجل مباراة إنجلترا وصربيا في يورو 2024    العيد تحول لمأتم، مصرع أب ونجله صعقا بالكهرباء ببنى سويف    فقدان شخصين جراء انقلاب قارب في ماليزيا    موعد مباراة إنجلترا والدنمارك في يورو 2024.. والقنوات الناقلة    من التجهيز إلى التفجير.. مشاهد لكمين أعدّته المقاومة بمدينة غزة    وزير الداخلية السعودي يقف على سير العمل بمستشفى قوى الأمن بمكة ويزور عدداً من المرضى    عاجل.. موعد اجتماع لجنة تسعير المواد البترولية لتحديد أسعار البنزين والسولار    الأنبا ماركوس يدشن كنيسة ويطيب رفات الشهيد أبسخيرون بدمياط    ممثل مصري يشارك في مسلسل إسرائيلي.. ونقابة الممثلين تعلق    وفاة خامس حالة من حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    هل يجوز بيع لحوم الأضحية.. الإفتاء توضح    المحامين تزف بشرى سارة لأعضائها بمناسبة عيد الأضحى    إيلون ماسك يبدي إعجابه بسيارة شرطة دبي الكهربائية الجديدة    خفر السواحل التركي يضبط 139 مهاجرا غير نظامي غربي البلاد    وفاة الحاج الثالث من بورسعيد خلال فريضة الحج    زيلينسكي يدعو لعقد قمة ثانية حول السلام في أوكرانيا    متى آخر يوم للذبح في عيد الأضحى؟    بعد كسر ماسورة، الدفع ب9 سيارات كسح لشفط المياه بمنطقة فريال بأسيوط    أجواء رائعة على الممشى السياحى بكورنيش بنى سويف فى أول أيام العيد.. فيديو    ماذا يحدث في أيام التشريق ثاني أيام العيد وما هو التكبير المقيّد؟    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    محد لطفي: "ولاد رزق 3" سينما جديدة.. وبتطمئن بالعمل مع طارق العريان| خاص    فلسطينيون يحتفلون بعيد الأضحى في شمال سيناء    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    منافذ التموين تواصل صرف سلع المقررات في أول أيام عيد الأضحى    محافظ السويس يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد بدر    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مافيا السولار والبنزين تحكم قبضتها علي تجارة الوقود بالمحافظات

علي غرار الدولرة بدأ يغزو المحافظات مصطلح جديد يعرف بظاهرة السولرة بعد أن أصبح تخزين وبيع السولار في السوق السوداء تجارة رائجة بعد أن دخل عدد كبير من البلطجية هذا المجال من خلال فرض سطوتهم عي محطات الوقود
والحصول علي كميات كبيرة منها في جراكن وبيعها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة, وهو ما أصبح يطلق عليه ظاهرة سولرة السولار. كما دفعت أزمة الوقود العديد من الفلاحين لتحويل منازلهم إلي مخازن للوقود إما لبيعها في السوق السوداء أو استخدامها عند الحاجة بما جعل هذه المنازل بمثابة قنابل موقوتة.
الأزمة تفاقمت وأصبحت مستحكمة في المحافظات الزراعية, خاصة مع تزامن موسم حصاد القمح مع موسم زراعة الأرز الذي يبدأ اعتبارا من منتصف أبريل الحالي, الأمر الذي يهدد بتلف المحاصيل مئات الآلاف من الأفدنة وبوار مئات آلاف الأفدنة الأخري.
وعلي جانب آخر باتت الأزمة تهدد السلم الاجتماعي بعد قيام أصحاب وسائقي السيارات بقطع الطرق احتجاجا علي نقص الوقود كما حدث في مدينة المحلة الكبري عندما تم قطع الطرق الرئيسية علي مدي يومين كاملين مما أدي إلي عزل المدينة تماما وإصابة الحياة بالشلل التام.
المواطنون يتساءلون: ماذا لو لم تقم وزارة البترول خلال الأيام المقبلة بتوفير كميات السولار اللازمة لتشغيل آلاف المعدات والآلات الزراعية المستخدمة في عمليات الري والحصاد.. هل يعود الفلاحون لاستخدام الأدوات الزراعية البدائية مثل الشرشرة والنورج والطنبورة والشادوف؟!
الدقهلية: الأزمة أصبحت مستحكمة حيث تعد المحافظة واحدة من كبريات محافظات الجمهورية في مجال الزراعة حيث زرعت هذا العام403 الاف فدان بمحصول القمح ويتم الاعداد لزراعة اكثر من054 الف فدان بمحصول الارز الجديد ويفاقم من استحكام هذه الازمة تزامن موسم حصاد القمح مع زراعة الارز والذي يبدأ اعتبارا من منتصف شهر ابريل المقبل الي نهاية الموسم الذي يستمر اكثر من شهر, كما يؤكد ذلك المهندس انور احمد سالم وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة.
وبعيدا عما تسببه هذه الازمة الحادة في استمرار حدوث المشاحنات والمشاجرات بين سائقي السيارات بمختلف انواعها فان السولار اصبح سلعة يبحث عنها الجميع لتجنب مايهدد زراعات القمح من تلف اذا جاء موعد الحصاد.
يقول المزارعون ايمن جابر والزناتي الشافعي وبيلي القصبي من ابناء مركز نبروه نجوب المدن والقري المجاورة بحثا عن صفيحة سولار واحدة لتشغيل ماكينات الري والحصاد خاصتنا غير اننا فشلنا فشلا ذريعا في الحصول علي صفيحة واحدة حتي باسعار السوق السوداء التي اصبح ثمنها يزيد علي05 جنيها ومما زاد من تفاقم المشكلة توقف دكاكين بيع الوقود المنتشرة باكثر من005 قرية و0002 تابع عن بيع السولار لاختفائه تماما من المحطات الرئيسية خاصة في الاسبوع الأخير.
ويحكي عيسي عبدالله صاحب جرار زراعي انه في الموسم الماضي تغلب علي ازمة نقص السولار عن طريق شراء كميات كبيرة منه في جراكن من قرية طنامل مركز اجا ونقلها الي قريته بسيارة نصف نقل.. وتساءل ماذا يفعل هذا العام اذا كانت المحطة التي اشتري منها السولار في العام الماضي خالية؟!
ويتحسر رضا وادي صاحب لودر يعمل في محجر علي وقوف اللودر دون عمل ساعات طويلة بسبب الازمة الحادة في السولار ويتساءل ماذا نفعل اذا كانت الازمة قد طالت كل الآلات؟!
وفجر محمد نعمان وكيل وزارة التموين بالمحافظة مفاجأة من العيار الثقيل عندما اشار الي تحول منازل العديد من الفلاحين الي قنابل موقوتة بسبب تخزين السولار وكذلك تحول البلطجية الي اقتحام محطات الوقود والحصول علي السولار بالاسعار المدعمة وبيعه في السوق السوداء بأسعار مضاعفة مما أصبح يسمي بظاهرة سولرة السولار علي غرار دولرة الدولار, وأكد ان مايتم توريده للدقهلية يوميا من السولار يزيد علي مليون و007 الف لتر وهي معدلات اعلي من الشهور الماضية وان سبب المشكلة يرجع الي سوء الاستهلاك.
وحذر نعمان من خطورة هذه الظاهرة علي امن هؤلاء المواطنين وحياتهم كما كشف ان جميع سيارات النقل الثقيل منها والخفيف قامت خلال الفترة الماضية بتركيب خزانات وقود اضافية بها, وبالتالي فإن كل السيارات اصبحت الآن تحمل حصة يوم كامل علاوة علي قيام عدد من سيارات السرفيس والاجرة بوضع جراكن مملوءة اعلاها.
الغربية: زار الدكتور حسام قاسم, مسئول ملف الوقود برئاسة الجمهورية في سرية تامة محافظة الغربية للوقوف علي الأزمة الطاحنة التي تشهدها المحافظة في السولار والبنزين, منذ نحو شهر, دون انفراجة حقيقية. وطلب المسئول الرئاسي عقد اجتماع عاجل مع مسئولي النقابة العامة للبترول والشعبة العامة للمواد البترولية ووزارة التموين بالمحافظة. وأسفرت المناقشات, التي جرت بحضور المستشار محمد عبد القادر, محافظ الغربية, واللواء مصطفي بدر, السكرتير العام المساعد للمحافظة, عن إعداد خطة عاجلة للقضاء علي أزمة السولار والبنزين, خاصة مع حلول موسم حصاد القمح وزراعة الأرز, تتضمن تخصيص حصة ثابتة شهريا للمزارعين, ويتم توزيعها علي الحيازات الزراعية, بالاضافة الي تفعيل دور الأجهزة الرقابية في مواجهة عمليات تهريب السولار والبنزين, وبيعهما بالسوق السوداء
وكانت الأزمة قد تسببت في تكدير الرأي العام تجاه الدولة ومسئوليها عندما قام سائقو السرفيس والتاكسي بقطع الطرق احتجاجا علي نقص السولار وكذلك قطع السكة الحديد, مما ادي الي عزل المدينة تماما.. ومن ثم, لم يتمكن العمال والموظفون والطلاب من الذهاب لأماكن عملهم ومدارسهم وجامعاتهم, حتي تم الدفع بنحو004 الف لتر وقود إلي المحطات بالمدينة, وتوزيعها تحت إشراف رجال الشرطة. ولم يقتصر أمر قطع الطرق علي أهل المحلة وحدهم, وإنما تعداهم إلي أهل القري, حيث شهد العديد من قري المحافظة حالات مماثلة, فقاموا بقطع الطرق وإشعال النيران في إطارات السيارات الأمر الذي يزيد من إضعاف جهاز الشرطة, رغم الحاجة الملحة له في هذه المرحلة. ومما زاد من سخط المواطنين, ماترتب علي هذه الأزمة من مشاجرات داخل وخارج محطات الوقود من أجل الحصول علي بضعة لترات من السولار أو البنزين, وراح ضحيتها5 اشخاص, وأصيب اكثر من021 شخصا بالقري والمدن,, بالإضافة الي قيام السائقين بزيادة تعريفة الأجرة علي جميع خطوات السير, بنسبة001% كما حدث داخل مدينة طنطا, حيث استغل سائقو السرفيس والتاكسي الأزمة في زيادة أجرة خطوط السرفيس من05 قرشا الي001 قرش. ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتجزئة خطوط السير, فمثلا خط( الجلاء الاستاد) تم تجزئته الي ثلاثة خطوط, تبدأ من موقف الجلاء الي أول شارع البحر, ثم المعرض, ثم الاستاد. والأمر نفسه يحدث من سائقي التاكسي, حيث رفعوا البنديرة من جنيهين الي4 جنيهات, ووصلت أجرة التاكسي للوصول الي بعض الشوارع المزدحمة مثل شارع سعيد, الي01 جنيهات, بسبب الشلل التام في الشوارع التي يوجد بها محطات وقود داخل المدينة.
الاسكندرية: تسيطر علي الفلاحين, حالة من القلق والتخوف من عدم استطاعتهم الحصول علي الكميات اللازمة من السولار لدي127 ألف فدان مزروعة بالمحاصيل الشتوية, منها85 ألفا من القمح مما سيتسبب في تأخير حصاده وقلة انتاجية الفدان لضمور القمح وإصابته بمرض الإصداء وتساقط حباته من السنابل علاوة علي حدوث كارثة في تأخير زراعة محاصيل الدورة الصيفية التي تلي القمح مثل الأرز والذرة وذلك يكبد المزارعين خسائر فادحة, بل يشكل خطرا علي الأمن الغذائي المصري وعبثا كبيرا علي الموازنة العامة للدولة التي ستزيد نحو6 مليارات جنيه لدعم رغيف الخبز باستيراد كميات كبيرة لسد العجز في محصول القمح رغم زيادة مساحته الزراعية هذا العام بعد إعلان وزارة الزراعة في بداية الموسم عن رفع أسعار توريد شراء الاقماح بهدف الاكتفاء الذاتي وعدم الاستيراد وذلك دعا المستشار محمد عطا عباس محافظ الاسكندرية منتصف الاسبوع الماضي إلي عقد إجتماع حضره المسئولون المختصون وعلي رأسهم مديرا مديرتي الزراعة والتموين وتوصلوا إلي تخصيص40 لترا من السولار للفدان شهريا سواء كانت له حيازة أو بدون حيازة بإجمالي10 ملايين و184 ألفا و40 لتر سولار للمساحات المنزرعة حاليا بالقمح والشعير وبنجر السكر والبرسيم لتجنب الانخفاض في معدلات انتاجية الفدان وجودته.
يؤكد المهندس أحمد الحديدي وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية, أنه خلال الأسبوع الماضي انتهت مديرية الزراعة من حصر المساحات المزروعة بالقمح والشعير وبنجر السكر والبرسيم بشرق ووسط وغرب وجنوب غرب المدينة التي وصلت إلي127 ألفا و305 فدادين بمناطق المنتزه والعامرية وبرج العرب منها نحو85 ألف فدان منزرعة بالقمح.. مشيرا إلي أن المحافظ عقد اجتماعا وتم تقديم بيان المديرية بالمساحات المزروعة بالمحاصيل الشتوية لموسم2013/2012 وتحديد كمياتها من السولار الذي قدر ب40 لترا للفدان ويحصل عليها المزارعون بتقديم طلبات تصدر بها شهادة مدون بها مساحة الأرض المزروعة طبقا لتصنيف الحيازة, وأكد المهندس الحديدي أن المزارعين الذين ليس لديهم بطاقات حيازة تقرر أن تصدر لهم شهادة بعد المعاينة الفعلية والواقعية للمساحات المنزرعة.
وأوضح المهندس أحمد عباس مدير الشئون الزراعية بمديرية الزراعة أن حي العامرية من أكبر المساحات المنزرعة بالاسكندرية حيث وصلت المساحة به إلي85 ألفا و474 فدانا ثم مركز ومدينة برج العرب35 ألفا و105 أفدنة ومنطقة خورشيد5 آلاف و567 فدانا وأخيرا حي المنتزة ألف و159 فدانا وذلك يحتاج إلي إجمالي10 ملايين و184 ألفا و400 لتر سولار بمعدل40 لترا شهريا للفدان بداية من هذا الشهر وشهر مايو المقبل الذي يتم فيه الحصاد وضم المحصول وذلك لتوفير احتياجات المزارعين من وقود السولار لمواجهة أي أزمات تنتج عن عدم كفاية الكميات المتاحة وتجنب الانخفاض في إنتاجية فدان محصول القمح الذي يعتبر المحصول الاستراتيجي الأول للدولة.
وفي السياق نفسه أكد المهندس محمد خليفة وكيل وزارة التموين أنه بناء علي الشهادة التي يحصل عليها المزارع المدون بها مساحة الأرض المنزرعة بالقمح والشعير وبنجر السكر والبرسيم والمعتمدة من مديرية الزراعة يتم توجيه المزارع إلي أقرب محطة وقود له لصرف حصة السولار المطلوبة.
أما الدكتور طارق القيعي عميد كلية الزراعة الأسبق بجامعة الاسكندرية فيوضح قائلا إن أزمة السولار ستتسبب في إنخفاض كميات محصول القمح هذا الموسم الذي تصل مساحته المنزرعة إلي4.3 مليون فدان علي مستوي محافظات مصر وذلك سيؤدي إلي استيراد الأقماح من الأسواق الخارجية بتكلفة تؤثر علي الموازنة العامة للدولة في ظل الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي تمر بها البلاد, موضحا أن دعم رغيف الخبز الذي يبلغ نحو16 مليار جنيه سيزيد إلي حوالي22 مليارا لسد فارق النقص في الانتاج المصري بالاستيراد وذلك يشكل خطرا علي الأمن الغذائي المصري.
أما الدكتور طارق القيعي فيؤكد أن تأثير أزمة السولار علي المحاصيل الزراعية, أعلنت عنه وزارة الزراعة منذ ثلاثة أسابيع ماضية, وقالت في بيان رسمي لها إن الأزمة تؤثر في عمليات ري المحصول خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة الفترة المقبلة مما يؤدي إلي تساقط حبات القمح من السنابل علي الأرض.
المنيا: ابتكر البعض اساليب غير تقليدية لتهريب السولار حيث قام صاحب سيارة ملاكي بوضع تنك يسع200 لتر بدلا من المقعد الخلفي للسيارة ثم قام بوضع غطاء علي التنك للتمويه.
هذا الاسلوب كشفته مباحث التموين بالمنيا عندما لاحظ رجال المباحث تردد سيارة ملاكي باستمرار علي احدي محطات السولار وبعد مراقبة عملية دخول وخروج السيارة من المحطة تبين أن قائد السيارة لجأ الي هذه الطريقة للاتجار في السولار بالسوق السوداء.
ويؤكد العميد عصام الشافعي رئيس مباحث التموين بالمنيا أنه رغم عمليات الملاحقة المستمرة ل مافيا السولار والبنزين فإن عمليات التهريب لا تتوقف وذلك بسبب نقص كميات السولار الواردة للمحافظة إلي500 طن يوميا في حين أن المطلوب أكثر من ضعف هذه الكمية(1200 طن) وخلال اسبوع واحد تمكنت مباحث التموين من إحباط تهريب2.5 طن سولار وبنزين قبل وصولها إلي السوق السوداء.
وكشف رئيس مباحث تموين المنيا أنواعا أخري من التهريب قائلا أن هناك بعض محطات السولار تقوم بالتصرف في الحصة المقررة لها قبل أن تصل إلي المحطة حيث تم تحرير محضر لمحطة قرية بني واللمس بمركز مغاغة بسبب تصرف صاحبها في21 ألف لتر سولار لم تصل أصلا إلي المحطة ولم يتم قيدها.
وأشار العميد عصام الشافعي إلي أنه تم التوصل إلي إجراءات للحد من أزمة السولار, حيث تقرر تمويل السيارات التي تحمل أرقاما فردية في يوم والتي تحمل أرقام زوجية في اليوم التالي وهناك اقتراحات أخري بضرورة تحويل سيارات السرفيس والاجرة إلي الغاز الطبيعي بعد وجود محطتين للغاز الطبيعي بمدينة المنيا.
وأن الحل الأمثل لمشكلة السولار يتمثل في إنشاء خطوط سولار خاصة لمحافظة المنيا أسوة بمحافظتي بني سويف وأسيوط بدلا من استخدام السيارات في نقل السولار للمنيا وحذر من أزمة متوقعة الشهر المقبل وهو موسم حصاد بسبب زيادة طلب المزارعين للسولار.
كفر الشيخ: أدت أزمة السولار الطاحنة الي توقف مراكب الصيد وعدم خروجها في رحلات الصيد وتشريد الآلاف من صغار الصيادين من أبناء مراكز البرلس ومطوبس والرياض وسيدي سالم وغيرها من المراكز الأخري علي مستوي المحافظة وتحقيق خسائر فادحة لأصحاب المزارع السمكية بعد فشل العديد منهم في توفير السولار اللازم لتشغيل ماكينات ري المزارع مما أدي إلي ارتفاع أسعار الأسماك في المحافظة التي تعد الأولي لانتاج الأسماك علي مستوي الجمهورية خلال هذه الفترة وذلك بسبب ارتفاع اسعار السولار في السوق السوداء بنسبة100% وفشل الحكومة في توفير السولار في المحطات بالأسعار المدعمة بالإضافة إلي ارتفاع تكاليف النقل.
وقد تجمع عدد كبير من السائقين الراغبين في الحصول علي السولار لتسيير سياراتهم وكذلك المزارعون لتشغيل ماكينات الري وجرارات الحرث وماكينات حصاد القمح في محطات الوقود بمراكز بيلا وكفر الشيخ والحامول وقلين والرياض ودسوق وفوه ومطوبس علي مدار24 ساعة بأعداد كثيفة بالإضافة إلي طوابير السيارات الملاكي داخل المحطات التي يبحث أصحابها علي أي كميات من البنزين80 علي مدار اليوم, وقد أدي ذلك الي قيام العديد منهم بركن السيارات الملاكي بالشوارع وأمام المنازل واستخدام وسائل المواصلات العامة والتاكسي.
وقد أستغل السائقون هذه الأزمة وقاموا برفع تعريفة الركوب علي جميع الخطوط بنسبة50% بدون صدور أي قرار بزيادة الأسعار مما أدي إلي حدوث العديد من المشاجرات بين الركاب والسائقين.
كما أدي التزاحم داخل المحطات الي نشوب العديد من المشاجرات داخل المحطات بين العاملين في المحطات والمزارعين خاصة بعد رفض المحطات منحهم السولار في الجراكن طبقا لقرار الوزارة في هذا الشأن وكذلك قرار المهندس سعد الحسيني محافظ كفر الشيخ الخاص بعدم قيام المحطات بتعبئة السولار في جراكن لمنع بيعه في السوق السوداء مما أدي إلي معاناة شديدة للمزارعين الذين يؤكدون صعوبة سحب ماكينات ري الأراضي والمزارع السمكية الي محطات الوقود
سوهاج: امتدت آثار الازمة من أصحاب سيارات السرفيس إلي الركاب من طلاب وموظفين ومن أصحاب ماكينات الري إلي المزارعين وامتدت للمخابز ووصلت إلي قطع الطرق بالرغم من عمليات الضبط المستمرة لتجار السوق السوداء.
يقول علاء عبدالجواد( سائق) إن الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود تتسبب في حدوث اختناقات مرورية للوقوف لساعات حتي أستطيع تموين السيارة مما يؤثر علي الايراد اليومي الذي يتم الإنفاق منه علي الأسرة وسداد الأقساط لذا أقوم وغيري برفع أجرة الركوب لتعويض ذلك.
وأكد فؤاد أحمد( موظف) أن أزمة السولار انعكست علي ركاب الميكروباص والسرفيس حيث قام السائقون برفع تعريفة الركوب من50 قرشا إلي75 قرشا وأخيرا قاموا بقطع الطريق الرئيسي بمدينة سوهاج للمطالبة برفع الأجرة إلي جنيه كامل دون انتظار قرار رسمي بذلك وهذا في حد ذاته يمثل مشكلة للكثيرين خاصة طلاب المدارس والجامعات في ظل الظروف الحالية الصعبة.
وأضاف حربي عبدالرحمن( مزارع) أن أزمة السولار أنعكست علي المزارعين من خلال زيادة قيمة ري الزراعات بالماكينات وحرث الارض بالجرارات وفي حالة أستمرارها سوف تزيد من أجرة حصاد ودراسمحصول القمح والذي سيبدأ خلال أيام.. ويشير رأفت فوزي إلي أن تعبئة السولار في جراكن أحد اسباب استمرار الازمة وتفاقمها باعتباره أحد ابواب السوق السوداء وارتفاع أسعار الخضر والفاكهة!!
ومن جانبه أكد الدكتور يحيي عبدالعظيم محافظ سوهاج أن المحافظة ستؤمن حصة السولار للمزارعين قبل بداية الموسم الصيفي وذلك عن طريق بطاقات للتوزيع يستطيع المزارع من خلالها الحصول علي الكمية التي يحتاجها من السولار لأعمال الري والحصاد.
البحيرة: تحول السولار إلي سلعة أشبه بتجارة المخدرات خاصة بعد انتهاء موسم السدة الشتوية وبدء موسم الريات الأخيرة لمحصول القمح وتجهيز أرض القطن ومعظم المحاصيل الزراعية لحلول موسم ما بعد السدة الشتوية وإمتلاء الترع بالمياه بعد فترة الجفاف وأصبحت المياه متاحة للجميع لري الأرض لكن وقف الفلاح مغلول الأيدي وترك العمل بالأرض وحمل جركن وأخذ يدور علي محطات التموين والخدمة بحثا عن السولار لتشغيل الماكينات الزراعية والجرارات وآلات الحصاد وقد يحصل سعداء الحظ علي بعض اللترات البسيطة التي تم توزيعها بنسبة معينة لكل فدان.
بداية يقول المهندس بهلول عبدالفتاح العبد مدير جمعية زراعية: تصادف هذه الأيام نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع ما يعرف بما بعد السدة الشتوية, تنطلق بعدها المياه وتملأ الترع طريقها لري الأرض الزراعية المتعطشة إليها خاصة القمح والبرسيم وهما أهم زراعتين هذا الموسم, يتبع هذه الأيام موسم الحصاد وتجهيز الأرض الزراعية وحرثها لزراعة القطن وهو موسم من أهم المواسم الزراعية في السنة, ثم يصادف ذلك اختفاء السولار والكهرباء بعدما أصبحا يمثلان100% من الطاقة المتاحة للمزارع بعد استخدام الميكنة الزراعية الحديثة في معظم عمليات الزراعة.
مما جعل المواطنين يعتقدون أنه عمل متعمد وتقف وراءه أيدي فساد فطالبوا الحكومة بالتصدي له والضرب بشدة علي أيدي المخربين سواء من الاهالي أو من الحكومة لأن هذا لاينعكس علي المزارع أو الفلاح فقط بل يمتد إلي اقتصاد البلد الذي يعتمد علي الزراعة بنسبة عالية, ويمكن القول إن محصول القمح والبرسيم تأثر كثيرا هذه الأيام بسبب تأخير الري الراجع الي نقص السولار ونقص المياه.
ويقول نصر زعير صاحب محطة وقود إن أحد المزارعين قام ببيع جاموسته واشتري بكل ثمنها سولارا لتخزينه لموسم حصاد القمح خوفا من ارتفاع اسعاره.
الأقصر: مع اقتراب موسم حصاد القمح في الأقصر سنبدأ مرحلة جديدة في الأزمة هذا ما أكده رشدي عرنوط نقيب الفلاحين بالمحافظة تعليقا علي أزمة السولار التي أصبحت تهدد الزراعات في الأقصر خاصة علي زراعة القصب والقمح بالإضافة إلي الكميات التي يحتاجها المزارعون لتشغيل الجرارات والأوناش التي تستخدم في الحصاد والزراعة فلدينا عمليات النقل التي تتم لمحصول قصب السكر والذي يتجاوز60 ألف فدان قصب تقريبا و هناك عمليات نقل شبه يومية للمحاصيل إلي مصنعي السكر في ارمنت وفي قوص ومعظم المزارعين يعتمدون علي سيارات النقل في عمليات توصيل القصب إلي المصنع وعندما حدثت الأزمة طالبنا من مصنع سكر أرمنت أن يمدنا بالسولار لنقل القصب إلا أن المصنع أكد أن الكمية المتواجدة لديه تكفي لتشغيل المصنع فقط وانه لديه خطوط الديكوفيل( خطوط سكة حديد خاصة بنقل قصب السكر) ولكن هذه الخطوط لا يقوم باستخدامها سوي40% فقط من المزارعين والباقي يقوم باستخدام سيارات النقل والجرارات وأضاف رشدي إننا قمنا بطرق أبواب كافة المسئولين وكلما تحدثنا مع مسئول يقول لنا لقد طلبنا من وزير البترول والوزير يرد بأن لدينا أزمة ونسعي لحلها ولا نعلم ما سيحدث عندما يبدأ موسم القمح خلال أيام أمام علي قناوي وكيل مديرية الزراعة بالأقصر فيقول أننا سنحتاج الأيام القادمة إلي الري كل أسبوع مما سيجعل الطلب علي السولار يتضاعف عما هو عليه الآن وعندما ظهرت المشكلة في نفس الوقت من العام الماضي قام محافظ الأقصر باتخاذ إجراءات لتخصيص15 لتر سولار لكل فدان في الشهر وعلي الرغم من أن هذه القر ار ساهم في حل المشكلة إلي حد كبير إلا أنه لم يقض علي الأزمة تماما فما زالت الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود تعطل المزارعين وعن عملية تخصيص15 لترا لكل فدان يقول مبارك عبد الرحمن وكيل مديرية التموين بالأقصر انه لدينا في الأقصر20 ألف فدان زراعي في منطقة الحضر و30 ألف فدان في المنطقة الصحراوية مما يعني أننا نحتاج إلي75 ألف لتر سولار شهريا علي الأقل للزراعات بالأقصر وللأسف لا يصلنا من هذه الكمية سوي الثلث أو النصف فقط ومن أجل حل الازمة ولعدم توقف اي قطاع عن عمله قمنا بعمل بطاقات تموينية للسولار فهناك بطاقات للحيازات الزراعية واخري للنشات السياحية للفنادق للمحاجر وغيرها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.