أحيت "إكسترا نيوز"، ذكرى عيد الجلاء، من خلال تقرير عرضته على شاشتها. وأشارت في التقرير، " أنه في مثل هذا اليوم، الثامن عشر من يونيو عام 1956، استيقظ العالم على مشهد تاريخي شكل لحظة فاصلة في مسيرة الكفاح الوطني المصري، إذ رفع العلم المصري فوق السارية العالية لمبنى البحرية في بورسعيد، إيذانًا بتحقيق حلم الاستقلال الكامل الذي نادت به ثورة يوليو، وسعت إليه أجيال متعاقبة من الفدائيين والمقاومين المصريين. وكان هذا اليوم تتويجًا لكفاح طويل بدأ منذ الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882، واستمرت فيه المقاومة الشعبية متجاوزة المساومات السياسية، رافعةً شعار "الاستقلال التام أو الموت الزؤام"، ومن ثورة أحمد عرابي، مرورًا بثورة 1919، وحتى اندلاع ثورة 23 يوليو 1952، ظل لهيب النضال مشتعلًا، متحولًا إلى بركانٍ من الغضب الوطني، تصاعدت خلاله قدرات الجيش، واحتدمت فيه العمليات الفدائية ضد معسكرات الاحتلال في مدن القناة. اقرأ ايضا اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وصربيا تفتح آفاقًا جديدة للتبادل التجاري ومع تزايد الضغوط والخسائر على الاحتلال البريطاني، لم يكن أمامه سوى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وفي التاسع عشر من أكتوبر عام 1954، انطلقت المفاوضات المصرية البريطانية داخل البهو الفرعوني لمجلس النواب، ولم تستغرق سوى 17 يومًا، انتهت بتوقيع اتفاقية الجلاء، التي نصت على انسحاب 58 ألف جندي بريطاني من منطقة القناة خلال عشرين شهرًا. وجاء اليوم المنتظر، في الثامن عشر من يونيو 1956، غادر آخر جندي بريطاني الأرض المصرية، وتحديدًا من مبنى البحرية في بورسعيد، وسط موكب مهيب تقدم فيه الزعيم جمال عبد الناصر بين الجماهير التي احتشدت من كل مكان، لترى راية الوطن تُرفع عالية فوق قناة السويس، معلنة نهاية استعمار دام أكثر من سبعة عقود. لم يكن هذا النصر حكرًا على الجيش أو السلطة، بل كان ثمرة تلاحم شعب بأكمله، رجال ونساء، شيوخ وأطفال، مدنيين وشرطة وجيش، حملوا معًا شرف الكفاح، وإرادة التحرر، ليصبح هذا اليوم المجيد عيدًا قوميًّا تحتفل به مصر وتورّثه لأجيالها، رمزًا للصمود والسيادة والكرامة الوطنية".