بعد أن استعد أهالي منطقة الحوامدية بالجيزة لاستقبال عيد الاضحي المبارك الماضي منذ ستة أشهر الا أنهم استيقظوا علي دوي رصاصات الغدر التي خلعت قلوبهم ليروا جارهم الجواهرجي وسط بركة من الدماء داخل محله بعد أن نهبت محتوياته وأصبح خاويا علي عروشه في جريمة ارتكبها محترفون لم يتمكن أحد من رؤيتهم ليكسو المنطقة حالة من الحزن علي جارهم حسن السمعة المحبوب من أهالي المدينة بالكامل فبدلا من أن تعلو تكبيرات العيد بساحات الصلاة والمساجد خلعت صراخات اسرة الجواهرجي قلوب الناس فعلي الرغم من أن الحوامدية تأخذ الطابع المدني الا أنه مازالت العادات الريفية وعلاقة الاهالي والعائلات ببعضها قائمة وتمضي ستة أشهر كاملة ولغز مقتل الجواهرجي هو الشغل الشاغل للاهالي فكأنه شيطان قتله واختفي او ان القاتل كان يلبس طاقية الاخفاء حتي نجح رجال الامن في التوصل الجناه ليسدل الستار علي جريمة هزت مدينة الحوامدية فعلي الرغم من أنه شاب بدأ حياته صغيرا في العمل بمجال الذهب والمجوهرات الا انه لم تمر سنوات حتي ذاع صيته بالحوامدية والقري المجاورة لها لامانته وصدقه وحسن معاملته لزبائنه فقد بدا كتاجر شنطة بسيط الا انه سرعان ما تحول الي واحد من أشهر تجار المجوهرات والذهب بالحوامدية بعد أن قام بافتتاح محل صغير كان قبلة الكثير من أهالي المنطقة لما يتمتع به صاحبه من مصداقية وحب وأمانه في التعامل مع الناس وظل كذلك حتي استيقظ عملاؤه وجيرانه علي مقتله ليلة العيد ليتحول العيد الي مأتم كبير حيث سمع الاهالي دوي طلقات نارية ورصاصات الغدر في الساعات الاولي من صباح يوم عيد الاضحي المبارك فيخرجون من منازلهم مهرولين ليجدوا جثة جارهم الجواهرجي مقتولا بالشارع وغارقا في دمائه والمحل الذي يمتلكه خاويا علي عروشه بعد أن نهبت المشغولات الذهبية الموجودة به واختفي المجرمون في لمح البصر قبل أن يشاهدهم الجيران ويصبح فك لغز هذه الجريمة مطلبا شعبيا لاهالي الحوامدية وتحديا كبيرا لرجال الامن ومن خلال خطة بحث أشرف عليها اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية نجح رجال الامن بعد ستة أشهر في كشف غموض تلك الجريمة والقبض علي الجناه لتكون المفاحأة أن المحرض عليها هو الصديق الذي نسي وقفة صديقه معه أمام الغيرة والحقد وتخلص من صديقه ورفيق الدرب بعد أن سيطر الشيطان عليه وتملكت الغيرة منه حيث كشفت تحريات العميد مصطفي عصام رئيس مجموعة الامن العام بالجيزة أن وراء ارتكاب تلك الجريمة تاجر مجوهرات آخر من نفس المنطقة وكان صديق المجني عليه الا انه تعثر بعد أن ساءت سمعته وأصبح غير مرغوب من الاهالي واتت المخدرات علي امواله ليجد نفسه مفلسا في الوقت الذي ذاع صيت صديقه واشتهر فقرر الانتقام والتخلص منه والاستيلاء علي مجوهراته وتمكن الرائد عمرو شطا رئيس مباحث الحوامدية وبصحبته امين الشرطة رمضان مبروك من ضبط المتهم الذي اعترف بالتخطيط للواقعة وانه بعد أن شعر بان صديقه قد ذاع صيته وعلي العكس خسر هو رأس ماله بعد أن أدمن المخدرات وتمكنت منه نيران الغيرة والحقد فاتفق مع مرتكبي الواقعة بعد أن أخبرهم بمواعيد صديقه وأنه كان يعلم يوم الحادث بان المجني عليه بحوزته كمية كبيرة من المشغولات الذهبيه حيث إنه يتعامل مع كبار العائلات بالمنطقة واتفق مع الجناه الذين داهموا محل المجني عليه واستولوا منه علي المجوهرات بالقوة ووضعوها داخل حقيبه وتعدوا عليه بالضرب المبرح في ساعة متأخرة من الليل وحاولوا الهرب الا ان المجني عليه شعر بانهم في لحظة استولوا علي رحلة عمره فهرول خلفهم وتعلق بسيارتهم أثناء محاولتهم الهرب فاطلق أحدهم عليه رصاصات الغدر التي اردته قتيلا وذهبوا الي الصديق الخائن الذي قام بصهر المجوهرات حتي لا يكتشف أمره وقام بتصريفها واقتسم الغنيمة مع شركائه دونما أن يشعر بوحدة ضمير واحدة علي صديقه انما شعر بخلو الجو له وعاد ليشارك في جنازة صديقه وكأنه يطبق المثل القائل بانه يقتل القتيل ويسير بجنازته وكأنه شيطان يمشي علي الارض وتم القبض علي جميع شركائه وأمر اللواء عبدالموجود لطفي مدير أمن الجيزة باحالتهم الي النيابة حيث اقتاده النقباء احمد عكاشة واحمد فرحات ومحمود يحيي و محمد ضياء للتحقيق بعد ان قاموا بتمثيل الجريمة بمكان الحادث.