كذبة أبريل الشهيرة صناعة غربية, ولكنها انتشرت في بلادنا.. والكذب قضية نفسية مهمة كما يشرح د. لطفي الشربيني أستاذ الطب النفسي وللكذب أنواع وألوان وله أسباب ودوافع, ولكن البعض يكذب بلا هدف.. فالمظاهر غير الواقعية والمجاملات وهي نوع من النفاق الاجتماعي وليست سوي نوع آخر من الكذب.. ويحلو للبعض تسمية هذا الكذب ببعض الألوان مثل الكذب الأبيض لتبدو مشروعة. والكذب ظاهرة لكل الأعمار.. فالأطفال يكذبون, ولكن كذبهم غير مقصود, فهم يتصفون ببراءة الطفولة, ويعتبر كذبهم خيالا نشيطا لتحقيق مكسب أو الهروب من العقاب.. أما كذب الكبار يكون نتيجة عادة تنمو من الصغر, ثم يتحول إلي أسلوب لمواجهة المشكلات ويصعب الإقلاع عنها.. وفي كبار السن يكون نتيجة لأمراض الشيخوخة.. وقد يكون الكذب لشعور بالنقص لا يجد صاحبه وسيلة إلا التلفيق والتحدث عن مغامرات وقدرات وهمية لإظهار القوة والشجاعة.. والغريب أن الكذب قد ينتقل بما يشبه العدوي في بعض البيئات.. وهناك الكذب السياسي في ظروف الانتخابات والمناورات السياسية, وقد يكذب الحكام علي الشعب للالتفاف علي إرادته. وفي العيادة النفسية يعتبر الكذب كما يضيف د. الشربيني مرضا نفسيا.. فغالبية الأشخاص يعرفون الصدق, ولكنهم يفضلون إخفاء الحقائق.. وتوجد في العيادة النفسية نماذج مرضية للكذب منها مرض الاختلاق أو الادعاء وهي حالة مرضية يبدي فيها المريض أعراضا لمرض عضوي أو نفسي ويمثل ببراعة دور المصاب بهذا المرض حتي يحظي باهتمام الأطباء.. وهناك كذب مرضي الإدمان. والحل من وجهة النظر النفسية والدينية لمواجهة الكذب تتمثل في ضرورة إعلاء قيمة الصدق بتقوية الدافع الديني.. وتنشئة الأجيال الجديدة علي أسلوب التربية السوية بما يزيل عقدة الخوف من النفوس ويدعم الثقة بالمصارحة وحرية إبداء الرأي.. وعلاج حالات الكذب المرضي في جو من الصبر والتفاهم حتي يتم تعديل هذا السلوك.