هذا التساؤل مطروح علي الساحة النسائية التي تعاني من الإحساس بالإحباط نتيجة حالة الإقصاءالتي تعيشها النساء اليوم دفعت العديد من القيادات النسائية إلي التفكير في تأسيس أشكال من التحالفات مثل الاتحاد النسائي والتحالف الشعبي لنساء مصر. بالإضافة إلي جهود المجلس القومي للمرأة الذي ما زال يعمل من مقره المؤقت... فالهدف هو الحفاظ علي المكتسبات التي تحققت للمرأة وضمان اشراكها في مسيرة نهضة مصر. ونعود ونعود لنسأل أنفسنا أين الإعلام من هذه القضايا ولا نجد إجابة شافية.. فالإعلام مشغول بقضايا المجتمع الساخنة وينظر إلي قضايا المرأة علي أنها قضايا فئوية متجاهلا حقيقة أن وجود المرأة جنبا إلي جنب مع الرجل ومشاركتها في المجتمع هي الضمان الوحيد للنهضة والتقدم وأن مكتسبات المرأة لا تنقص من حقوق الرجل. لذلك كان للإعلام المساعدة في تغيير الثقافة المجتمعية السائدة وتعبئة الرأي العام لمساندة قضايا المرأة التي هي جزء من قضايا المجتمع من خلال تقديم قصص من الحياة الواقعية لنساء كافحن الواقعية وتعلمن ونجحن وأصبحت لهن مشاريعهن الصغيرة والمتوسطة التي هي ركن أساسي للقضاء علي الفقر والبطالة ونماذج لنساء تبوأن أعلي المناصب في كل المجالات. إلا أن ذلك لم يحدث لانه بالرغم من تغيير وتعدد وسائل الإعلام اليوم إلا أن الفكر نفسه لم يتغير وتتطلب معالجة هذا الأمر بناء قاعدة من الإعلاميين المساندة للقضية والمقتنعين بها ليدعموها بالحقائق والأرقام التي تؤكد أن الدول التي بها مشاركة متساوية بين المرأة والرجل علي المستوي السياسي تكون أكثر تقدما من الدول التي يحتل بها الرجل النسبة الكبري وأن الشركات التي تشارك النساء في مجالس إدارتهم تكون أكثر ربحية (إحصائية للبنك الدولي) وأن المجتمع التي تحظي بقدر أكبر من المساواة بين الجنسين تتمتع بمناخ اكثر أمنا وازدهارا وتحقق فيها الديمقراطية بأفضل صورها.. ويمكن الاستفادة من هذه الحقائق في مسلسلات تتميز بالجرأة والإبداع ليتعرف المشاهد الفرق بين مشاركة المرأة من عدمها واستضافة نماذج من هؤلاء النساء لإثراء الحياة والمجتمعية. هذا بالإضافة إلي تأكد دور الإعلام المحلي في المحافظات لإبراز أهمية تعليم الفتاة ومشاركتها في الحياة السياسية وتوعيتها بحقوق وإعلاء صورتها أمام ذاتها لأنها كثيرا ما تتصف بالدونية.. فالمرأة في كل المجتمعات هي حافظة الهوية وحافظة الوطن وبدون مشاركتها الحقيقية لن تتحقق التنمية المنشودة.