أشعلت الثورات والاحتجاجات العربية رسائل الغزل السياسي بين المغرب والجزائر اللتين تشتركان في الدين واللغة والجوار وكذلك الكسكسي( الأكلة المغاربية الشهيرة) وعجلت بما فيه مصلحة وخير البلدين والشعبين الشقيقين من تقارب في علاقاتهما المتوترة منذ36 عاما بسبب قضية الصحراء الغربية ولا تزال حدودهما مغلقة بالضبة والمفتاح منذ17 سنة, بعد أن فرضت المغرب علي الجزائريين تأشيرة دخول إثر إتهام إرهابيين جزائريين بتنفيذ أعمال ارهابية, فاغلقت الجزائر الحدود. وقد بدا هذا الغزل واضحا في لقاء وزير خارجية المغرب الطيب الفاسي الفهري ونظيرة الجزائري مراد مدلسي وتصريحاتهما الإيجابية في هذا اللقاء الذي عقد في الرباط أواخر الشهر الماضي علي هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب, وحضور وزيري الخارجية والشئون الإفريقية الجزائريين الي العاصمة المغربية في وقت واحد, فسره السياسيون بأنه مغازلة صريحة للمغرب. كما دفعت الثورات العربية وخوف قيادتي البلدين والمسئولين فيهما من حدوث مظاهرات حاشدة مماثلة لما يجري في عدد من الدول احتجاجا علي استمرار العلاقات المتوترة والقطيعة والحدود المغلقة بين البلدين وما سببتها تلك المشكلات من الحاق الأضرار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بالشعبين, الي سعي هؤلاء المسئولين الي الانتقال من مرحلة الغزل السياسي الي مرحلة التقارب الفعلي نحو التطبيع الكامل بين البلدين واعادة الحياة الي الاتحاد المغاربي الذي يعاني الموت السريري. ولم يعد أمام البلدين إلا ممارسة التقارب العملي, بدءا بالاقتصاد حيث يجري حاليا تبادل الوفود الاقتصادية كي يصلح الاقتصاد ما أفسدته السياسة, بعد أن هبت رياح الثورات التي لم تهدأ حتي الآن في سوريا والتي أسقطت أربعة رؤوس لأنظمة ديكتاتورية في تونس ومصر وليبيا واليمن, وجاءت بالإسلاميين فتصدروا الحكم في تونس ومراكز قيادية في ليبيا وفازوا بنسبة كبيرة في المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية المصرية. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين