وصل محمد كامل عمرو، وزير خارجية مصر، إلى العاصمة الجزائر، أمس، فى مستهل جولة مغاربية تستمر أربعة أيام وتشمل أيضا تونس والمغرب وموريتانيا، هى الأولى من نوعها لدول المغرب العربى، يجرى خلالها مباحثات مع نظرائه فى الدول الأربع. وأكد عمرو أن هذه الجولة مهمة جدا، واصفًا العلاقات المصرية الجزائرية بالعريقة، إذ كان البلدان شركاء فى حركات التحرر فى القرن الماضى، مشيرا إلى أنه سيتم بحث تطوير هذه العلاقات وإعادتها إلى مجراها الطبيعى، كما سيتم بحث زيادة وتطوير الاستثمارات المصرية فى الجزائر. وينقل وزير الخارجية رسالة من المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلى الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة، خلال استقبال الأخير له، فضلا عن إجراء مباحثات مع نظيره الجزائرى مراد مدلس تتضمن كافة الملفات ذات الاهتمام المشترك والأوضاع فى المنطقة العربية خصوصا فى كل من سوريا وليبيا، وكذلك التوتر المتصاعد بين إيران والقوى الغربية على خلفية تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعلمت "المصريون" أن الأوضاع فى ليبيا، وسبل تطبيع العلاقات بين الجزائروطرابلس خلال المرحلة القادمة ستكون على رأس الملفات التى يبحثها عمرو مع المسئولين الجزائريين فى ظل حالة التوتر التى تشوب العلاقات بين الطرفين، على خلفية الدعم الجزائرى لنظام العقيد معمر القذافى وتوفير ملاذ آمن لعدد من رموز نظامه الفارين والمطلوبين أمام العدالة الليبية. وسيبحث الوزير المصرى مع نظيره الجزائرى أيضا إيجاد توافق بين البلدين حول رفض أى وجود عسكرى غربى فى الأراضى الليبية أو تقديم طرابلس لأى تسهيلات عسكرية لحلف "الناتو" على السواحل الليبية، خاصة أن هذا الأمر قد نوقش بوضوح خلال اللقاء، الذى جمع فى القاهرة بين المشير محمد حسين طنطاوى والمستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطنى الانتقالى. وستتطرق المباحثات المصرية الجزائرية إلى تفعيل الدور السياسى لمجموعة دول "اتفاقية أغادير" التى عقدت اجتماعا مؤخرا فى نيويورك واتفقت خلاله على إنشاء لجنة لوزراء خارجية المجموعة تعقد اجتماعاتها مرتين فى العام لتفعيل التعاون السياسى بين دول المجموعة. كما سيتم بحث علاقات التعاون الاقتصادى، وسبل تأمين الاستثمارات المصرية فى الجزائر التى تتجاوز قيمتها 6 مليارات دولار بعيد عن هذه المباحثات وإيجاد آلية لتسوية أى خلافات حول هذا الأمر فى ظل ما تعرضت له هذه الاستثمارات من مخاطر فى ظل حالة التوتر التى حكمت علاقات البلدين إبان عهد النظام المصرى السابق. من جانبه، أكد السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصرية السابق ل "المصريون"، أن الملف الليبى سيكون حاضرا بقوة خلال زيارة وزير الخارجية للجزائر لاسيما أن مصر والجزائر من أكثر المنشغلين بالهم الليبى والرافضين لأى وجود عسكرى غربى فى الأراضى الليبية، وأشار إلى أن القاهرة قد تقوم بمحاولة وساطة بين العاصمتين العربيتين فى ظل الدعم الذى قدمته الجزائر للنظام الليبى السابق. وأوضح أن مصر والجزائر يريدان إعادة علاقاتهما للمسار الصحيح فى ظل العلاقات التاريخية والمصالح الاقتصادية المتشعبة بينهما بعد أن كانت العلاقات وصلت لما يشبه القطعية خلال عهد النظام المخلوع لاسيما خلال الفترة التى تلت مباراة مصر والجزائر فى أم درمان والتلاسن المستمر بين وسائل الإعلام فى كلا البلدين.