يعيش الأهالي بمركز اهناسيا محافظة بني سويف ماسأة حقيقية تهدد بكوارث بشرية قد تفتك بحياتهم هم وذويهم, وتتعالي صرخاتهم دون أن تصل لأحد, فمياه الصرف الصحي هاجمت بيوت الأهالي التي وجدت ضالتها حول وأسفل المنازل بدلا من بيارات الصرف, ويعيش الأهالي داخل البيوت في ذعر وقلق خوفا من انهيار المنازل عليهم. والزائر لمدينة أهناسيا لأول مرة يكون في حالة من التشوق للتعرف عليها لما تتمتع به من صبغة تاريخية وحضارية وأثرية كونها عاصمة الدولة الفرعونية القديمة, وتوجد بها منطقة أثرية من أهم المناطق علي مستوي مصر, هذا إلي جانب وجود آثار بها لم تكتشف حتي الآن وصلت الي حد القول بان اهناسيا تعوم علي بحر من الآثار, ولكن سرعان ما ينسي الزائر هذا العبق التاريخي عندما يجد منظر الشارع القريب من مدخل مدينة اهناسيا, في منطقة الإدارة الزراعية الملاصقة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي فرع اهناسيا وشارع المرور وخلف مدرسة الثانوية الفنية للبنات مملوءا بمياه الصرف والمعدات في منظر يشوه ويعكس واقعا مختلفا عما تتصف به وتحويه عاصمة مصر الفرعونية القديمة. يقول إبراهيم عيد( موظف) فوجئنا بخروج ماء الصرف الصحي علي المنازل من كل ناحية, علي الرغم من أن العمارات التي يقطنها الأهالي جديدة ومبنية بالأسمنت المسلح, وتتمتع بالأساسات المطابقة للمواصفات وقمنا بإبلاغ المسئولين لخطورة هذا التسرب علي صحة الأهالي فضلا عن خطورة تعرض المساكن للانهيار دون جدوي. ويضيف الحاج عطية عبد الله( فلاح) يسكن بالقرب من منطقة التسرب الأرضي لمياه الصرف الصحي: المياه موجودة بالشوارع وأسفل المنازل منذ سبعة أشهر, والبيوت مهددة بالانهيار وأصبحنا نعيش في مأساة لانعرف لها حلا, وأصبحت مشكلة التخلص من مياه الصرف بالنسبة للأهالي أهم من الأكل والشرب داخل كل أسرة. أما أصحاب البيوت في منطقة الثانوية الفنية بنات فيتساءلون: من أين نأتي بتكاليف إعادة بناء بيوتنا التي تصدعت وتشققت, خاصة أن هذه البيوت علي حوائط حاملة ولاتتحمل كل هذا التسرب من مياه الصرف التي هي أشبه بماء النار. حنفي سيد( محاسب) يقول: إن الخطورة الحقيقية تتمثل في تجمع مياه الصرف أسفل المنازل الآن مما يهدد فعلا بانهيارها بعد تصدعها, والمشكلة الأكبر أنه لا يمكن تغيير مواسير الصرف أسفل المنازل والعمارات السكنية والتي تسند المباني حسب رأي الفنيين, وأي اقتراب منها سيعرض العمارات للانهيار والحل هو عمل مواسير جديدة بجانب القديمة وهذا ما يتم عمله الآن. بمقابلة أحد المسئولين للوقوف علي مايحدث داخل المدينة من هبوط البيارات المتتالي, علي الرغم من حداثة دخول الصرف الصحي للمدينة بقرار المحافظ الأسبق أحمد زكي عابدين, قال المهندس حسن سيد تمام( نائب رئيس مدينة أهناسيا): في مارس1102 حدث هبوط في بيارات الصرف الصحي نتيجة مرور سيارات النقل الثقيل التي تسببت في كسر البيارات وتسبب الهبوط في تسرب مياه الصرف اسفل العمارات والبيوت القريبة من مناطق البيارات, المكسورة, وإن أحدث بيارة هبطت بالمدينة هي البيارة الموجودة أسفل شارع المرور, وكان ذلك منذ فترة قريبة وقام المسئولون بالمدينة بابلاغ شركة مياه الشرب والصرف الصحي التي تحركت في أكتوبر1102 بعمل وصلات من مواسير الصرف الصحي بالشوارع لنقل الصرف من البيارات المكسورة لاقرب بيارة سليمة, بدأت في عمل تقوية للبيارات أسفل الارض بالحقن الاسمنتي وايضا شفط المياه أسفل البيوت التي آلت للسقوط بعد دق الخوازيق لحمايتها. ويتساءل الأهالي إلي متي سيبقي هذا الوضع قائما؟ وهل ما يتم إنجازه من أعمال سيفي بالغرض ويحقق لنا الأمن والأمان؟ أم أننا مهددون بالاستفاقة علي كارثة بشرية لا يحمد عقباها؟