لن تقف آثار الانتخابات البرلمانية العراقية علي حدود العراق بل ستتجاوزها إلي المنطقة, ولمناقشة أبعاد وآثار الانتخابات نظم المركز الديمقراطي العربي مؤتمرا ضم نخبة من الدبلوماسيين والاكاديميين وكانت فرصة لتناول الانتخابات ومايحدث في العراق منذ الغزو الأمريكي في عام2003 يري الدكتور مصطفي علوي رئيس المركز الديمقراطي العربي أن نتائج الانتخابات ستحدث أثرا عميقا علي المجتمع العراقي وستنعكس علي بقية دول المنطقة خاصة أن دول الجوار لها تفضيلات وتمارس ادوارا. ويشير إلي أن العراق شهد إعادة انتاج الاستعمار التقليدي للمرة الأولي منذ خمسينيات القرن الماضي وأن التعامل مع الاستعمار يحتاج إلي أساليب غير تقليدية. ويري الدكتور نبيل حلمي أستاذ القانون الدولي بجامعة الزقازيق أن الانتخابات خطوة تحت الاحتلال علي طريق الوصول إلي عراق يحكمه العراقيون وأنه بمجرد الانسحاب الأجنبي يجب إجراء انتخابات أخري والنظر في الدستور. وقال الدكتور فاروق مبروك سفير مصر السابق بالعراق أنه من المنتظر لجوء الطرف الخاسر في الانتخابات إلي العنف وأنه ليس من المتصور حدوث انسحاب كامل بل سيتحول العراق إلي أكبر حامل للقواعد العسكرية في العالم وإذا لم تأت نتيجة الانتخابات علي هوي أمريكا فإنها ستؤجل الانسحاب. وأضاف أن ماجري في العراق ليس مجرد احتلال بل عملية تدمير شاملة لم تستثن سوي وزارة النفط. وقال السفير رخا حسن ان إجراء الانتخابات في ظل الاحتلال يعد من قبل الاختيار بين السيئ والأسوأ وأن هناك مجالا لاختيار الأقل سوءا. ويري السفير محسن خليل مندوب العراق السابق لدي الجامعة العربية وسفيرها في مصر أن كل دول الاقليم تدخلت في العملية السياسية في العراق وأن الحكومة المقبلة ستكون بين فكي أمريكا وإيران, مشيرا إلي أن الاحتلال لديه مشروع لتفتيت العراق وحيث إن أحد آثار الاحتلال تدمير بنية العراق وقتل ومطاردة العلماء العراقيين طرح الخبير الاستراتيجي عبد الحليم المحجوب فكرة تجميع العلماء العراقيين المطاردين للاستفادة من قدراتهم. وقال الدكتور أنور رسلان عميد حقوق القاهرة الأسبق إنه برغم انتفاء الحرية في ظل الاحتلال فإن الانتخابات كانت فرصة ليقول الشعب العراقي كلمته, وحذر من خطورة عدم اتفاق العرب والفرس والأتراك علي سياسة واحدة في الشرق الأوسط رغم كونهم جميعا مسلمين والتعايش بينهم حتمي. وقال السيد عمار شرعان مدير المركز الديمقراطي العربي إن عقد الندوة جاء ادراكا من المركز لأهمية الحدث الذي سيؤثر علي مجمل الخريطة السياسية في العراق ويتجاوزها إلي بقية الاقليم