عقد في العاصمة الأردنية عمان وعلي مدي أسبوع فعاليات المؤتمر الدولي الذي نظمه المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة إيكاردا. وقد شارك فى المؤتمر وزارة الزراعة الأردنية وعدة جهات دولية وإقليمية تحت عنوان الأمن الغذائي العربي وتحديات التغيرات المناخية. والذي افتتحه سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدي الفكر العربي وخبراء ومسئولو أكثر من30 دولة عربية وأجنبية و13 منظمة دولية وإقليمية. وأكد المؤتمر ضرورة توحيد الجهود العربية البحثية والعلمية للحد من التأثيرات المناخية السلبية وسلبيات نتائج قمة الأرض في كوبنهاجن وذلك بالتأقلم مع هذه التغيرات وزيادة الانتاج الزراعي باستنباط تراكيب كحولية مقاومة لجميع العوامل الناجمة عن هذه التغيرات المناخية, واختيرت القاهرة مركز الشبكة لتداول وتبادل المعلومات والارصاد المناخية التي تؤدي لتطبيق تجارب الشمال المتقدم لتفعيل التوصيات التي أسفر عنها المؤتمر وإعلان عمان للجهات الدولية المانحة. لم تكن مجرد كلمة خطابية في افتتاح مؤتمر دولي يناقش قضية عربية تلك التي ألقاها سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس المنتدي العربي وهو يدشن أولي فعاليات المؤتمر الذي عقد بالعاصمة الأردنية عمان, ذلك لانها أصابت الحقيقة باشكالياتها حين دعا العالم العربي لضرورة الاتحاد علي كلمة واحدة وخطة موحدة تتضافر فيها النوايا الصادقة قبل الجهود العلمية والخطط البحثية لتوفير غذاء العرب من داخل المنطقة ومن ثم أمنهم بكل ما تحمل الكلمة من معان. فعلي مدار الأسبوع ناقش أكثر من500 عالم وخبير ومسئول حكومي عربي ودولي قضية العرب الأولي مع أزمات: الماء والغذاء والطاقة وتأثر كل عنصر منها بالتغير المناخي وكيفية تأمينها كأحد تحديات الأمة العربية في مواجهة العولمة من خلال امتلاك القرار. وفي قاعات النقاش وفي كل جلسات المؤتمر لم تخل من تعليق سحابات نتائج قمة كوبنهاجن وانعكاسات قضية التغيرات المناخية, فكانت المساجلات والمداخلات كلها بالتقريب متأثرة بما حدث في قمة الأرض فالدكتور عادل البلتاجي العالم المصري الدولي المشارك في رئاسة المحفل الدولي بالأردن بصفته رئيسا للمنتدي العالمي للبحوث الزراعية أكد وجود حالة من عدم الرضا عن النتائج التي اسفرت عنها قمة كوبنهاجن خاصة من دول الجنوب التي تقع المنطقة العربية داخل نطاقها الجغرافي, والتي لاتستطيع أن تواجه التحديات المفروضة عليها بدون المساعدات المقدمة من دول الشمال الغنية مطالب بإنشاء مايسمي سوق الكربون التي يتمتع المزارع داخلها بدعم مادي يمكنه من التأقلم والتعايش مع التأثيرات السلبية لتغيرات المناخ ومساعدته علي استنباط أصناف نباتية زراعية لمحاصيله تقاوم ارتفاع درجات الحرارة والأمراض وتعطي غلة انتاجية عالية القيمة الغذائية والمادية ذلك بالاستفادة بصورة موازية من المنحة المقدمة من الصندوق العالمي للحفاظ علي التنوع البيولوجي لدعم بنك الأصول الوراثية النباتية في العالم بالنرويج والذي يحتفظ بأصول6 ملايين صنف نباتي اندثر منها حتي الآن800 صنف واصل نباتي و ذلك بتوفير التراكيب المحصولية الوراثية التي تلائم الظروف المناخية الجديدة, وهذا ما يدعو مراكز البحوث العربية لأن تصل في المنطقة باستراتيجية موحدة. لكن قضية توفير الغذاء العربي في ظل محدودية الموارد المائية المتاحة في الوطن العربي الذي تقع معظم أراضيه في مناطق جافة وقاحلة نادرة المطر, وتغطي مع بقية دول العالم النامي المماثلة نحو40% من مساحة المعمورة, والتي تمثل المستورد الأكبر للغذاء في العالم, ونظرا لتغير عاداتهم الغذائية وزيادة احتياجاتها منه, تناقصت المحاصيل التصديرية السنوية بنسبة لاتزيد علي1% بعد أن كانت تزيد بنسبة من2 إلي3% سنويا, والمسألة تزداد خطورة وفقا لتأكيدات الدكتور محمود الصلح مدير مركز الايكاردا ورئيس المؤتمر. في عام2050 مع وصول سكان العالم إلي نحو9,3 مليار نسمة, وهو الأمر الذي يحتم زيادة نسبة الغذاء العالمي بمعدل70% سنويا عما هو عليه حاليا, وهذا يمثل تحديا كبيرا يستدعي البحث عن تقنيات مبتكرة وجديدة تماما تؤدي لزيادة الانتاج الغذائي وفي ظل الظروف المناخية غير الثابتة والمتغيرة. أما الدكتور أيمن فريد أبوحديد رئيس مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والمشارك بأكثر من جهة دولية بحثية في المؤتمر, فيري أن الحل المصري لهذه المشكلة العربية هو الأكثر ملاءمة لها لانه يعتمد علي إعادة تأهيل البنية الاساسية والطبيعية والبشرية من ناحية وتوافر التجهيزات الملائمة لمواجهة هذه التغيرات والمتغيرات من ناحية أخري, وذلك بالاستفادة من تفعيل التوصية المهمة ضمن التوصيات النهائية الصادرة عن المؤتمر وإعلان عمان هو تحويل المركز المصري للتغيرات المناخية لبنك وشبكة معلومات مركزية لتوفير أكبر قدر من المعلومات لخدمة الهدف الأكبر والاسمي للمشكلة وهو التفهم الصحيح لها, وتدقيق كل معلومة متوافرة لدي هذا المركز العربي الإقليمي وتسخيرها وتعديلها لتكون قابلة للاستخدام ضمن برامج جديدة لتربية الأصناف النباتية والمحصولية المقاومة لارتفاع درجات الحرارة والأمراض وملوحة التربة والاجهاد النباتي وجميع الظواهر الأخري.