اختتم الرئيس الأمريكي باراك أوباما جولته الأوسطية أمس بزيارة مدينة البتراء الأردنية التاريخية.واستغرقت جولة أوباما نحو ساعتين في المدينة الأثرية المنحوتة في الصخر، والواقعة جنوبي العاصمة عمان حيث شاهد خلال جولته في البتراء آثارها المشهورة عالميا والمدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. ووصف الرئيس الأمريكي الآثار المنحوتة في الصخور بأنها' مذهلة للغاية'. وغادر أوباما الأردن عائدا إلي واشنطن بعد جولة أوسطية استمرت أربعة أيام بدأها الأربعاء الماضي وزار خلالها إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن. وقال أوباما- في مؤتمر صحفي مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عقب محادثاتهما في عمان- انه يشعر بقلق شديد من أن تصبح سوريا ملاذا للمتطرفين لأنهم ينجحون في الفوضي ويزدهرون في الدول الفاشلة. وأضاف هذا هو السبب في اعتقادي أنه من المهم للغاية بالنسبة لنا كمجتمع دولي أن نساعد في تسريع عملية انتقال سياسي تكون قابلة للتطبيق. وأن تكون هناك معارضة سياسية متماسكة.وعلي الرغم من استبعاد التدخل العسكري في سوريا, جدد أوباما دعم واشنطن للمعارضة السورية كبديل' جدير بالثقة وقابل للحياة' لنظام الرئيس بشار الأسد. وتعهد أوباما بأن تواصل الولاياتالمتحدة' نهجا متعدد الأطراف' في البحث عن حل سياسي للصراع السوري المستمر منذ عامين. وأعلن أوباما أن الولاياتالمتحدة ستقدم لعمان002 مليون دولار من إجمالي مليار دولار المقدرة لاستضافة العدد المتزايد من اللاجئين السوريين موضحا أن' هذا يعني المزيد من المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية, بما في ذلك التعليم للأطفال السوريين البعيدين عن وطنهم, والذين قلبت حياتهم رأسا علي عقب'.و علي صعيد آخر, خفض أوباما توقعاته بشأن إحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وأضاف' اعتقد أنه بالنسبة, لكلا الجانبين, الفرصة لا تزال قائمة, ولكن الأمر يزداد صعوبة أكثر وأكثر, حيث يتزايد انعدام الثقة بدلا من انحسارها'. وأوضح أن المساعدات اللوجستية المتمثلة في توفير الأمن لإسرائيل تصبح أكثر صعوبة بسبب التقنيات الجديدة, كما أن المساعدات اللوجستية لإقامة دولة فلسطينية فاعلة ومتواصلة جغرافيا تصبح أكثر صعوبة بسبب المستوطنات'. ومن جانبه, عبر عبد الله عن قلقه إزاء تصاعد العنف في سوريا, داعيا إلي انتقال سياسي' فوري' لوقف سفك الدماء ومنع الاستقطاب الطائفي. وأوضح أن الأردن يستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين والذين تجاوز عددهم064 ألف سوري, وهذا يمثل01 بالمائة من عدد سكان الأردن.. وإذا استمر الحال عما هي عليه فإن هذا الرقم سيتضاعف في نهاية العام'. ومن جانبه, قال الدكتور نبيل شعث مفوض العلاقات الخارجية لحركة فتح إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يحمل شيئا جديدا يضاف الي عملية السلام مع الإسرائيليين خلال زيارته لرام الله. واعتبر شعث- في تصريحات أمس- أن أبرز ما حدث خلال زيارته كان لقاءه مع الشباب الإسرائيلي وحثهم علي الضغط علي حكومتهم من أجل إيجاد تعايش سلمي مع الشعب الفلسطيني. ويذكر أن الرئيس الأمريكي اختتم زيارته بالأردن أمس والتي تأتي في اطار جولته في المنطقة والتي شملت أيضا إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وقال جون كيري وزير الخارجية الأمريكي إن بلاده عازمة علي تعزيز جهودها من أجل تحقيق تقدم في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.وأضاف كيري أن التقدم في طريق السلام مرهون بإرادة الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. ونقلت صحيفة' جيروزالم بوست' الإسرائيلية عن كيري قوله إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي قناعة بأن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين' ممكن' مؤكدا أن حكومة بلاده' ستعمل بجد من أجل دفع عملية السلام قدما'. واهتمت صحيفة' لوموند' الفرنسية في عددها الصادر أمس بالتعليق علي نتائج جولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخيرة بالشرق الاوسط وزيارته لكل من اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن. واستهلت الصحيفة تعليقها قائلة إن البيت الأبيض لا يعتزم الانشغال بقضية الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد هذه الزيارة. ورجحت الصحيفة أن يكون سبب هذا التوجه من رأس الإدارة الأمريكية هو تخوف أوباما من التعرض لهزيمة جديدة كتلك التي تعرض لها إبان فترة حكمه الأولي عندما سعي إلي وقف مؤقت وجزئي للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية. ورأت الصحيفة أن هذه المبادرة من جانب أوباما' لم ترض أحدا كما أنها لم تبث أي حركة في ملف الصراع'. وتوقعت الصحيفة أن يتولي جون كيري وزير الخارجية الأمريكي مهمة التقريب بين المعسكرين الإسرائيلي والفلسطيني.واختتمت الصحيفة تعليقها قائلة إنه علي الرغم من أن كيري يحظي بالعديد من المزايا إلا أنه لا يحظي بما يتمتع به رئيس الولاياتالمتحدة من وزن سياسي.