هذا هو عنوان كتاب مهم عن التسويق الاجتماعي والسياسي أصدره أستاذ الإعلام القدير د. سامي عبد العزيز عن دار نهضة مصر منذ أيام. والنص علي ثقله وأرجحيته من الناحيتين العلمية والسياسية لا يخلو من طرافة صارت أحد المداخل التشويقية الي مادته وأفكاره.. وفي أطر حرص الكاتب علي تخفيف أكاديميتها, وعبر اثني عشر فصلا فرق بين التسويق السياسي والاجتماعي من جهة, والتسويق التجاري من جهة أخري, مقدما سلاسل لا تنتهي من التعريفات, وعروضا لنظريات التسويق واستراتيجيات التخطيط التي صارت بحكم اختلاف معطيات العصر تقوم علي( الإقناع) وليس( الإخضاع), وعلي الاتصال ثنائي الإتجاه بين القاعدة والقمة أو بين الجمهور والطبقة القائدة.. دراسة التسويق هي في الواقع دراسة كل شيء, كونها بالضرورة تتضمن عوامل نفسية وثقافية ومزاجية تتحكم في آلياتها واقتراباتها, كما تفرض فهما للجو العام في محيط انتاج الحملة وإطلاقها بما فيه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تساعد علي تقبل فكرة تكون طريقا للتغيير وترفض أخري, وتساعد علي ترويج شخص وتجعل من شخص آخر عبئا ثقيلا كزكيبة يستحيل إقناع الناس بحمله أو تحمله.. وعلي أني بطبيعة الحال غير مهتم بتسويق الصابونة( أو التسويق التجاري) فقد شدني علي نحو أكبر في الكتاب تسويق الرئيس( أو التسويق السياسي والاجتماعي) ومن ثم فقد كان من أمتع فصول هذا النص التعليمي المشوق ماعرض فيه د. سامي عبد العزيز للحملات الانتخابية لدافيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا0102, ونيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي السابق7002, وجورج بوش الرئيس الأمريكي السابق4002( في حملته الثانية ضد جون كيري), وباراك أوباما الرئيس الأمريكي الحالي8002, وكذا ماتعرض له من حملات مصرية وعربية لتغيير السلوك الاجتماعي والتوجيه نحو الصحة العامة وتنظيم الأسرة, بالاضافة الي حملات قام د. سامي شخصيا بتصميمها مثل( وقفة مصرية) التي تتذكرونها بالتأكيد, أو حملة( حميه.. والد زوجته) د. نعمان جمعة للرئاسة عام..5002 كان من الطريف بالنسبة لي المقارنة بين الشعارات الانتخابية لكاميرون( صوت للتغيير) أو ساركوزي( كل شيء يصبح ممكنا مع ساركوزي), وأوباما( نعم نستطيع.. التغيير الذي نؤمن به), وشعار( اتخنقنا) الذي خاض د. نعمان معركته تحت ظلاله, والذي ركز علي تصعيد شعور الرغبة في التغيير عند المجتمع المصري التصويتي.. وكان من المهم تبين الاختلافات في وسائل جمع المال للحملات أو تبني استراتيجية هجومية أو دفاعية للحملة, وطرق استخدام النت وتصميم الصفحات للمرشحين, ومدي النجاح في الحشد وبناء الصورة الشخصية النمطية للمرشح( المحافظ المتطور في حالة ساركوزي مثلا).. كتاب د. سامي عبد العزيز( من الصابونة إلي الرئيس.. التسويق السياسي والاجتماعي) نص ممتع, وبيقين ضروري لأفراد مجتمع يتكلمون في السياسة آناء الليل وأطراف النهار, ويذهبون إلي صناديق الانتخابات أو الاستفتاء كل بضعة أشهر! لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع