تنتمي الراميانة إلي الموروث الهندي المقدس, وتنسب إلي الشاعر الهندي فالميكيvalmiki الذي يظهر في الملحمة بوصفه إحدي شخصياتها. لكن الراجح أن القصيدة من إنشاء عدد كبير من الشعراء والمنشدين, لتغدو في النهاية بأبياتها التي تبلغ24 ألفا, من صناعة العقل الجمعي الهندي, وتعبيرا عن مخيال تلك الأمة ومعتقداتها, لذا فإن شخصية راما( إحدي الشخصيتين الرئيستين في الملحمة) لا تزال حاضرة في الأغاني والرقص والدراما إلي يومنا هذا علي امتداد آسيا. وتحوي الملحمة الكثير من الأحداث الخارقة, والمعارك الحربية التي تخوضها الشخصيات دفاعا عن الفضيلة. من هنا كان من الطبيعي أن تتمحور الأحداث في الراميانة حول راما بوصفه بطلا قوميا, يحمل سمات البطل الملحمي المدافع عن الحق والخير, والمتمتع بقوة خارقة تفوق قدرة الناس العاديين. وتتسم الراميانة-شأنها شأن الملاحم الكبري- باتساع الفضاء الكوني, فهي تدور في أرجاء واسعة من الهند وخارجها وتصف مظاهر طبيعية متباينة, كما تتداخل في أحداثها الخوارق والعجائب حيث تظهر الآلهة أو أنصاف الآلهة في مجري الأحداث, وهذا العدد الضخم شاهد عدل علي قوة شعرية عارمة, تمنح الملحمة طابعا شعريا عربيا من خلال قوة التصوير وانسياب الجملة الشعرية. ترجمة الأديب اللبناني الراحل وديع البستاني تحقيق د. خليل الشيخ, مراجعة د. ذكر الرحمن صدرت عن مشروع كلمة للترجمة