الإقلاع عن التدخين يطيل العمر معلومة يعلمها جميع المدخنين علم اليقين, ولكن دائما ما يكون جوابهم علي هذا اليقين,أن الوقت بات متأخرا كثيرا للتوقف عن هذه العادة; فيأتي للعلم ليؤكد أنه له رائي آخر في هذا الشأن فالإنسان قادر علي التوقف عن التدخين مهما بلغ عمره, حتي ولو كان وصل إلي الستينات, فإن الوقت لن يكون متأخرا أبدا للتوقف عن هذه العادة القاتلة. فلقد أثبتت الدراسات وفقا لما نشرته مجلة نيو إينجلاد الطبية الأمريكية أن هؤلاء الذين يقلعون عن التدخين في سن ال64 يكون لديهم الفرصة في أن يزيد أعمارهم نحو أربعة أو خمسة سنوات من الصحة, أما الإقلاع المبكر في سن ال35 يمكن أن يزيد معدل العمر بنحو عقد كامل يتمتع فيها الفرد بصحة جيدة. فيما ذكرت المجلة أن الأبحاث أوضحت أن معدل الوفيات بين المدخنين ارتفعت بمقدار ثلاثة أضعاف مقارنة بقرنائهم غير المدخنين وغالبية الوفيات كانت لأسباب متعلقة بالآثار الجانبية للسجائر علي القلب والرئة. وأوضحت المجلة أنها اعتمدت في تقريرها علي دراستين الأولي جرت لصالح وزارة الصحة في الفترة ما بين عامي1997 و2004 حيث قام الباحثون بتتبع نحو114 ألف سيدة, و89 ألف رجل جميعهم من المدخنين. أما الثانية فجرت لصالح المركز الأمريكي لأمراض السرطان وشملت نحو202 مليون أمريكي في الفترة العمرية من منتصف الخمسينات فأكبر, وقد اتسع مداها الزمني لترصد معدل الوفيات خلال نصف قرن, منذ عام1959, وحتي عام.2010 وركز الباحثون خلال جهدهم المميز علي أن مربط الفرس في معضلة الإقلاع عن التدخين يكمن في إرادة التغيير لدي المدخن, فلو أنه آمن بقدرته علي التوقف عن هذه العادة القاتلة لنجح في ذلك, فالمطلوب هو إدخال بعض التغيير علي نمط الحياة, حيث اتضح من خلال متابعة حياة المدخنين أنهم تبنوا بعض العادات مثل البعد عن الرياضة, والاتجاه لإدمان الخمور, والإقلال من الأكل الصحي. وخلصت الدراسة إلي أن نتائج البحثين أشار إلي أن نسبة كبيرة من المدخنين خاصة مدمني التدخين كانوا لا يتمتعون بمستوي تعليمي جيد, فكلما ارتفع المعدل التعليمي قلة فرصة الوصول إلي إدمان التدخين وزادت فرص العلاج والإقلاع عن التدخين نهائيا. وختمت المجلة الأمريكية تقريرها بالتأكيد علي أن كل خطوات الإنسان في بناء حضارته سبقها الكثير من الصعاب ولكنه لم يتوقف, والتجارب أثبتت أنه بإمكان الإرادة أن تحقق التغيير وأن الوقت أبدا ليس متأخرا للسعي إلي هذا التغيير الإيجابي الإقلاع عن التدخين.