عندما زرت مقديشو عاصمة الصومال قبل عشرين عاما,ذهبت إلي السفارة المصرية التي كانت قد خلت من الكثير من العاملين بها. رأيت مع بعض العاملين بها الثقوب التي تركتها الطلقات التي استهدفت المبني لأن أطراف الصراع كانت مصابة بالشكوك تجاه دور مصر. فإذا التقي دبلوماسي مصري مع أحد أطراف الصراع يظن منافسه أن مصر تساند عدوه, فيأتي برجاله ويضرب السفارة. تذكرت ذلك مع أول زيارة لوزير الخارجية المصري للصومال منذ سنوات طويلة لافتتاح السفارة المصرية بالعاصمة الصومالية بعد أن كانت البعثة الدبلوماسية المصرية تعمل من نيروبي عاصمة كينيا المجاورة للصومال. وبهذه العودة تكون الدبلوماسية المصرية قد اندمجت مع التحرك الدبلوماسي الدولي نحو العمل من العاصمة الصومالية. والدليل علي ذلك اللقاء المكثف لوزيرة الخارجية الصومالية مع العديد من الدبلوماسيين أخيرا في مقديشو. وهذه العودة المصرية والدولية تؤكد عزم المجتمع الدولي علي مساندة الحكومة الصومالية. فالمساندة الدبلوماسية تسهم في إتاحة قنوات الاتصال من أجل تدريب الكوادر الصومالية لاستكمال إعادة بناء الدولة وأيضا تحقيق مصالح الدول الأخري. فالاستقرار في الصومال يساعد علي مواجهة القرصنة التي كانت تهدد الملاحة, خصوصا في البحر الأحمر وامتداده في قناة السويس.كما أن الحكم الجديد في مصر يجعل الصوماليين أكثر قبولا للمصريين وأن ينسوا ضحاياه بالسلاح المصري الذي زود به النظام السابق حكومة سياد بري المنتهية قبل انهيار الدولة عام.1991