يتميز الدكتور عمرو خالد بالوسطية و القدرة على استيعاب الاخر , يطلق الافكار و يتركها للشباب لتنفيذها , لا يؤمن بالمركزية فى العمل و لكن يؤمن بقدرة الشباب على تحقيق الانجازات و هذا ما يتجلى واضحاوصريحاسواء فى صناع الحياة التى انشأها , وكذلك حزب مصر الذى انشأه ثم تركه و الحملة التى اطلقها اخيرا " احنا شعب اصيل ".. عمرو خالد يؤسس للافكار و يتركها تكبر و تنمو و يرعاها ولا يشترط ان يقوم بدور فيها , وكان لنا معه هذا الحوار..في البداية سألناه عن أسباب تركه حزب مصر كما تردد علي بعض المواقع الاخبارية ؟ لقد قلت هذا الكلام من أول يوم لإنشاء الحزب وأنا لم أترك الحزب ولكنني أقول أنه بمجرد وقوف الحزب علي رجليه سيكون هناك من يقوده وسأترك الحزب فلن تكون الرئاسة لي دائمة وسأبقي في الحزب لإيماني الشديد بدوره وأهميته في اختيار خدمة الوطن باختصار لا اريد أن أصبح رئيسا دائما للحزب فلقد أنشأته بهدف خدمة الوطن وشعوري بأهمية وجود حزب وسطي وهذا الكلام أعلنته منذ اليوم الأول لقيام الحزب... ولقد أنشأت صناع الحياة فهل أنا رئيسها الآن؟!.. رئيسها هو د.محمد يحيي الأستاذ بكلية الهندسة ولكنني صاحب فكرتها والداعم لها. - وهل تري للحزب دورا في المستقبل ؟ أجد له أهمية كبيرة في المستقبل لأنه حزب وسطي لايميل إلي اليمين أو اليسار كما أنه يقوم علي الشباب والشباب هم المستقبل... ومصر الآن تحتاج إلي حزب وسطي مثل حزب مصر. فأنا أقدم الأفكار وأبثها ويقوم الشباب بها وأظل أنا الداعم والمؤيد لها ولايشترط أن أكون رئيسا لصناع الحياة أو رئيسا للحزب. من أين يأتي عمرو خالد بتمويل مشروعاته ؟ نحن لا نجمع أموالا من أحد... ولكن فكرة كل مشروع تجد من يؤمن بها ويتبناها وبالتالي يسهم في إنجازها فمثلا مشروع محو الأمية وجد رعاية من إحدي الشركات ومشروع إوعي للوقاية من المخدرات كان الراعي له أحد البنوك ومشروع صحتنا تتبناه عدة شركات طبية.. نحن نتحرك بناء علي وجود فكرة قوية ثم يأتي لها التمويل والرعاة وليس العكس. ماذا عن حملة إحنا شعب أصيل ؟ الفكرة تقوم علي أن الشعب المصري أصيل بجميع مكوناته, الفلاح أصيل والتلميذ أصيل والفكرة أصيلة... الناس زهقت وملت من السياسة. فالسياسيون والاعلاميون تكلموا بما فيه الكفاية حتي أصيب المواطن المصري بالملل ونحن نحتاج الي من يكلمنا بشكل سهل وبسيط..... ومن هنا جاءت فكرة إحنا شعب أصيل ولقد اختار شباب صناع الحياة أن يعملوا عملا إيجابيا ويعملوا حملة إحنا شعب أصيل وهدفها النزول للشوارع والميادين والمدارس والجامعات بمجموعة من الأنشطة والبوسترات تذكر المصريين بأصالتهم. وتذكرهم بالقيم المصرية الجميلة مثل العمل والوحدة, والإنتاج, والأخلاق وهذه الحملة يشارك فيها150 ألف شاب من صناع الحياة لإيقاظ الوحدة بين المصريين مسلميين ومسيحيين روح العمل والإنتاج وأن يصبح الشعب إيجابي والا يكون لدينا حزب الكنبه وإنما يشارك الجميع في عمل إيجابيا وتنموي.دون الصراع السياسي الذي لن يؤدي إلي شيء. وما رأيك في مطالبة بعض الأحزاب الاسلامية بوجود قوات خاصة بهم لتأمين منشآتهم أو ما يسمي الشرطة الاسلامية ؟ نحن في مصر في أمس الحاجة للشرطة... والشرطة عصب لأمن مصر لابد من مساعدتها حتي تقوم بدورها علي أكمل وجه لأنه لابديل عن الشرطة في القيام بحفظ أمن مصر.وإذا سقطت الشرطة فلا أمل في مصر. البعض ينظر لعمرو خالد بتوجس ويقول هو عايز إيه العمل السياسي أم الاجتماعي, ولماذا ؟ نقوم بثلاثة أدوار رئيسية أولها دور توعوي يتمثل في محاضرات ودروس مثل برنامج بسمة أمل علي راديو مصر, والثاني الشباب والأنشطة التنموية والمجتمع المدني المتمثل في صناع الحياة والثالث تمكين الشباب سياسيا من خلال حزب مصر وأنا مؤمن بأهمية قيادة الشباب وأقوم بهذا من خلال حزب مصر ولايوجد أي حزب في مصر يقوم بهذا الدور سوي حزب مصر فمن المهم الاستعانة بالشباب مع عدم إغفال حكمة الكبار. ومن المفرح أن90% من شباب صناع الحياة فازوا بانتخابات اتحاد طلاب الجامعات1120 مقعدا ممن تم ترشيحهم ورغم إننا لم ننافس علي كل المقاعد فمن الرائع الثقة الغالية من طلاب الجامعات. حالة الاحتقان السياسي الموجودة في الشارع المصري كيف نتخلص منها؟ يمكن التخلص منها من خلال عدة خطوات منها أن كل مصري يشعر أنه مسئول عن مصر في حفظ نجاحها ونظامها وأخلاقها.. وألا يوجد ما يسمي حزب الكنبه وأن نتعامل مع كل مصري ونقول له أنت مصر.. فإذا كان الكبار أيا كانت توجهاتهم فشلوا في الاتحاد فليكن كل مصري سفيرا لمصر... الجزء الثاني المتمثل في الإعلام والا يكون فقط مرآه للواقع وإنما يقدم رسائل يدفع فيها الناس للعمل وإظهار مظاهر النجاح. فيجب أن تكون هناك مرونة والتعايش بين جميع الأطراف. ومصر تحتاج للم الشمل وقبول الآخر... وإحدي أهم الاشكاليات الموجودة أن تتخيل أن المشكلات الكبري لا تحل الا بواسطة السياسة فقط وهذا غير صحيح... فالجهود الشعبية أحيانا تجبر السياسيين علي تبني اختيارات الشباب خاصة في بلد مثل مصر لأن مصر الغالبية العظمي منها من الشباب. وما نحاول القيام به هو تحريك فعال يقلل من حجم الموجود في البلد. وهل تري أن الثلاثة أسابيع كافية للقيام بهذا الدور؟ لقد تعلمنا من صناع الحياة إنه اذا زادت مدة الحملة فقدت طاقاتها وقوتها فلا نستطيع أن نحرك150 ألف شاب بشكل يومي بسلاسل بشرية من الجيزة لأسوان وبدون المرونة والتعايش بين جميع الأطياف السياسية لن ينجح أي فصيل سياسي في مصر. وهل هذا التوقيت مناسب لهذه الحملة ؟ هذا التوقيت مهم لأن الأجيال الصغيرة تتابع ما يحدث الآن في مصر, وهم في حاجة إلي من يساعدهم علي معرفة حقيقة وطنهم الذي كان أصل الحضارة الإنسانية. وهذه الحملة تهدف إلي إعادة زرع الأمل في المجتمع المصري من خلال نشر رسائل عن القيم الأصيلة والمبادئ المشتركة بين المصريين,وتنتهي الحملة في25 مارس الحالي. وسيتم من خلالها التوعية بأنماط السلوك الأصيلة من خلال العديد من الأنشطة والفعاليات منها تعليق مليون بوستر تحمل رسائل وقيم إحنا شعب أصيل, وتوزيع مليون صابونة علي الأطفال في المدارس الابتدائية للتوعية بأهمية غسل اليدين وعادات النظافة السليمة والتوعية بالسلوكيات الأصيلة في المدارس الثانوية والإعدادية وتوزيع مليون فلاير اعلان ورقي عن التربية العصرية علي الأمهات وافتتاح ألف فصل لمحو أمية الأطفال في15 محافظة وتنظيم سلسلة بشرية من الهرم إلي السد العالي وتنظيم مهرجان بدوي في سيناء ومهرجان نوبي في النوبة وتوزيع مليون وردة علي القادمين إلي مصر في مطار القاهرة.. الناس ملت من الصراع ولذا صناع الحياة تحاول أن تكون إيجابية. ما المخطط لحملة إحنا شعب أصيل ؟ نحن بصدد إنتاج منتج إعلامي يضم مجموعة متكاملة من النجوم والمشاهير لتذكير الشعب إننا شعب أصيل. وحرام أن يحكم علي مصر خلال عامين من الاضطرابات ويجب أن نفهم أولادنا إننا في حالة إضطراب وما نحن فيه الآن كسوف وليس بغروب. وشمس مصر لن تغيب ولن تكون صومالا آخر وسريعا ما تعود الشمس.وأقدم يوميا برنامج بسمة أمل وأؤمن أن مصر بخير وستعود إلي النور قريبا ورسالة أبعثها لكل إعلامي أن يبعث الأمل في نفوس المصريين. ما رأيك في قانون العزل السياسي وهل فعلا لخدمة الحياة الديمقراطية أم أنها وسيلة لتصفية الحسابات ؟ كان لنا رأي واضح في هذا الشأن وعرضه بوضوح د.أحمد جمال الدين عضو الهيئة العليا للحزب وأكد أن المادة232 كان يجب حذفها من الدستور لأنها خالفت مبادئ العدالة وإعلانات حقوق الإنسان حينما عاقبت بعض المصريين بالحرمان من حقوقهم السياسية دون محاكمة أو توجيه اتهام أو إتاحة فرص الدفاع, وهو أمر لا ترضي عنه القيم الدينية والمبادئ القانونية المستقرة ولم تعد تقبله الشعوب المتحضرة, وسبق للمحكمة الدستورية العليا أن وصمته بأنه يشكل انتهاكا صارخا للعدالة وحقوق الإنسان, فهو نوع من الانتقام أو العقاب وفق الهوية وليس بحسب الجرم الذي ارتكبه المتهم.. والواقع أن مادة العزل تسيء لمشروع الدستور كله وتناقض ما حاول أن يضيفه من تعزيز لمبادئ حقوق الإنسان.. الطريق السوي للتعامل مع رموز النظام السابق هو تقديم كل من أجرم أو أخطأ منهم أمام العدالة الطبيعية لتحكم بإدانته أو براءته من الأفعال التي تنسب إليه, فلا يجوز أن تظل مصر مشدودة إلي الماضي. تقوم الأحزاب الجديدة بعمل دعاية ومؤتمرات في أفخم الفنادق فمن أين يمول حزب مصر ؟ الحزب لايمول خارجيا من أي جهة ومن عنده الدليل يثبت ذلك ولكن التمويل من أبناء الحزب نفسه ومن المصريين من داخل وخارج مصر. والتمويل الخارجي يجب إعادة النظر فيه بشكل يحقق المصالح ويجنب المخاطر فلايعقل أن كثيرا من المؤسسات التنموية غير قادرة علي البناء فلا يجوز النظر لهذا الموضوع من زاوية واحدة ويجب إعادة النظر فيه من أجل تحقيق مصلحة مصر. وصناع الحياة به30 ألف عضو من9 دول في الأردن وتونس والجزائر والمغرب واليمن والسودان ولبنان... وفي إنجلترا. ألا تشعر بأن سبب ما يحدث من اضطرابات علي الساحة السياسية هو عدم وجود الشباب علي الساحة ؟ عندما قامت الثورة كان أول حوار قمت به كنت أتكلم عن تمكين الشباب وقلت وقتها لا أقصد تفعيل دورهم ولكنني كنت أقصد تمكينهم فيكون لهم أدوار قيادية مؤثرة مع احترام الخبرات وهذا لم يحدث ونحن طبقناه في صناع الحياة وقمنا بتمكين الشباب حيث أن مجلس إدارة صناع الحياة يدار من خلال15 شابا وكلهم تحت ال30 عاما مع الخبراء في مجلس الأمناء وهذا يعد توليفة تجمع بين الشباب وخبرة الكبار وهذا ينطبق أيضا علي حزب مصر المتحدث الرسمي للحزب شاب والذين يعملون علي الأرض شباب. لماذا لاتنزلون للقري والنجوع ومعرفة احتياجات الناس كما يفعل أحزاب التيار الإسلامي؟ نحن نتواصل مع الجماهير باستمرار ونحاول أن ننزل للقري والنجوع ولقد زرت بورسعيد للتعرف علي مشكلاتهم ولكن بعيدا عن الشو الإعلامي.