في بواكير الصبا تعلمنا ورسخ في أذهاننا أن الجمهورية العربية المتحدة أيام ناصر التي أصبحت جمهورية مصر العربية ايام السادات والمعروفة عالميا باسم مصر هي بلد زراعي ونشاط سكانها الاساسي الزراعة التي هي كما أفهمونا قاطرة الانتاج والتنمية والآن وبعد قرابة خمسين عاما تراجعت مكانة مصر دوليا في المجال الزراعي بدليل اننا نستورد الزيت والسكر والفول والذرة والعدس والقمح, وبعد أن كانت مصر هي سلة غذاء العالم أصبحت من اكبر الدول استيرادا له حيث تستورد مايقرب من نصف احتياجاتها وتراجعت مساحات زراعة القطن خاصة طويل التيلة ناهيك عن إستيراد اللحوم الحية من السودان وأثيوبيا والصومال والمجمدة من إستراليا والبرازيل والمبردة من الهند وغيرها. إن قاطرة التنمية تعاني نقصا حادا في عصب الإنتاج الزراعي السولار الذي لاغني عنه وإذا استمر هذا الوضع خلال الشهرين القادمين فإن الزراعة ستصاب في مقتل حيث يبدأ موسم حصاد الشعير والفول والقمح بداية من شهر ابريل في جنوبالوادي وحتي أواخر مايو في شمال الدلتا وهذا الميعاد يتزامن مع بداية عمليات الخدمة للزراعات الصيفية والصيفية المبكرة ولايخفي علي أحد احتياج الاراضي لماكينات الري والمحاريث الآلية والحصادات, وليعلم مسئولو الزراعة أن المحاريث البلدية والسواقي التي يعمل عليها البقر والشادوف أصبحت آلات مندثرة ومكانها المتحف الزراعي بالدقي. لقد وصل سعر صفيحة السولار02 لترا خمسين جنيها وسعرها الاساسي22 جنيها فكيف للفلاح البسيط بفارق السعر؟.. ألا يكفيه زيادة أجور ماكينات الحرث والخدمة وزيادة ثمن شيكارة السماد الي اكثر من ضعف ثمنها ومبيدات مغشوشة غير آمنة وغير فعالة ومسرطنة وتدني مستوي مياه الري وعدم انتظام مواعيدها وعمالة نادرة غير مدربة. لقد اطلق مسئولو الزراعة التصريحات للسيطرة علي أزمة السولار بربط توزيعه علي بطاقة الحيازة الزراعية عن طريق الجمعية الزراعية... ياسلام.....!! وذلك حتي يلحق جيركن السولار بزميلته شيكارة السماد في السوق السوداء, فإذا كان ولابد فيجب عمل دراسة علي وجه السرعة توضح آلية وصول السولار للفلاح مباشرة بعد عمل معاينة ميدانية تقوم بها لجنة من الجمعية الزراعية لبيان نوع المحصول ومدي احتياجه للري حتي توفر له اللجنة السولار لضمان الري والحصاد والخدمة في الأوقات المناسبة ولحين تقول لجنة الفساد كلمتها وترفع تقريرها وتقدر احتياجات الزمام ولحين وصول المدد من السولار تكون مناوبة الري قد انتهت, وكذلك انفرطت سنابل القمح علي الأرض وأصبحت نهبا للعصافير فالخسارة علي الفلاح مؤكدة وعلي الدولة أشد وطأة.. ومن لجنة للجنة ياقلبي لا تحزن وسلم لي علي التنمية الزراعية وسد فجوة الغذاء والبركة في القروض والمنح والاستيراد. كل الخوف ان يترك فلاحو مصر أراضيهم بورا نظرا لزيادة التكاليف والأعباء عندا في أنفسهم وحسرة علي أراضيهم جلال علي غريب قرية بغداد العامرية الإسكندرية